فرنسا تعد بدعم دولي لجيش لبنان.. دلالات تختبر التحديات
اهتمام واسع حظيت به زيارة قائد الجيش اللبناني لفرنسا، فيما كشفت مصادر عسكرية أنه تلقى وعدا من باريس بعقد مؤتمر دولي لدعم الجيش.
اهتمام محلي وخارجي لزيارة جوزيف عون إلى باريس، لا سيما أنه عقد لقاءات عدّة أبرزها كان اجتماعه، الأربعاء، بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في لقاء هو الأول من نوعه.
وكشفت مصادر عسكرية في لبنان لـ"العين الإخبارية"، أن عون تلقى وعدا من باريس بعقد مؤتمر دولي لدعم الجيش اللبناني في ظل الظروف الاقتصادية التي تعاني منها مؤسسة الجيش وعناصرها.
وإضافة إلى أهمية الزيارة على مستوى المؤسسة العسكرية، قرأ البعض لقاء ماكرون وعون على أنه رسالة سياسية إلى المسؤولين اللبنانيين، وتحديدا على أنها دعم للقائد كي يكون مرشحا مقبلا لرئاسة الجمهورية، خصوصا أن المعروف في لبنان أن قائد الجيش يكون مرشحا تلقائيا للرئاسة.
وسبق أن وصل عدد من القادةإلى المنصب، بينهم ميشال سليمان وإميل لحود، اللذين انتقلا من القيادة إلى الرئاسة، بينما انتخب ميشال عون رئيسا بعد حوالي 16 عاما على قيادة المؤسسة العكسرية.
قائد جيش لبنان من فرنسا: نمر بأزمة كبيرة
لكن المصادر العسكرية تؤكد لـ "العين الاخبارية"، أنه ليس هناك أي هدف سياسي خلف اللقاء، مؤكدة أن زيارة عون تتعلق بدعم الجيش المأزوم.
وذكرت المصادر بصرخة قائد الجيش، في شهر مارس/ آذار الماضي، حول وضع الجيش، مشيرة أيضا إلى أنه سبق أن بعث مراسلات لقادة الجيوش العربية والملحقين العسكريين حول حاجات المؤسسة العسكرية، فتلقفت فرنسا الموضوع ودعت القائد لزيارتها بطلب من ماكرون للاستماع منه وهذا ما حصل".
وبعد لقائه كلا من نظيره الفرنسي ووزيرة الدفاع الفرنسية، تكشف المصادر أن الأخيرة أكدت لعون أنه سيتم العمل على عقد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة، لدعم الجيش اللبناني ليعود بعدها ويؤكد ماكرون بدوره على دعم بلاده المطلق للجيش اللبناني ودوره الأساسي في حماية استقرار لبنان.
وعن موعد المؤتمر وطبيعة المساعدات التي ستقدم، قالت المصادر إن الموعد الأولي حتى الآن هو أن يعقد المؤتمر في شهر يونيو/ حزيران المقبل، على أن ترتكز المساعدات على المالية والمواد الغذائية والمحروقات وغيرها في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها الجيش.
وفي مارس/ آذار الماضي، ألقى قائد الجيش خطاباً وصف بالتاريخي، تطرق إلى معاناة البلد نتيجة تدهور الوضع الاقتصادي، وأن الجيش هو جزء من هذا الشعب ويعاني مثله في ظل الأوضاع السياسية والاقتصادية الصعبة وتعثر تشكيل حكومة.
وتحدث عون آنذاك عن خفض موازنة الجيش سنويا، بحيث أصبحت الأموال لا تكفي حتى نهاية العام، موضحاً أن "المؤسسة العسكرية بادرت إلى اعتماد سياسة تقشف كبيرة من تلقاء نفسها، تماشياً مع الوضع الاقتصادي".
وتابع متسائلا: "أتريدون جيشاً أم لا؟ أتريدون مؤسسة قوية صامدة أم لا؟.. المطلوب من الجيش مهمات كثيرة وهو جاهز دائماً، لكن ذلك لا يمكن أن يقابَل بخفض مستمر ومتكرر للموازنة ونقاشات حول حقوق العسكريين".
وأردف: "تحدثنا مع المعنيين لأن الأمر يؤثر على معنويات العسكريين، ولكننا لم نصل إلى نتيجة (..) لا يهمهم الجيش أو معاناة عسكرييه".
ومساء الأربعاء، استقبل ماكرون قائد الجيش اللبناني وأكد له أن "تشكيل حكومة قادرة على تنفيذ الإصلاحات اللازمة في لبنان يبقى الشرط لحصول البلاد على مساعدة دولية على مدى أطول، فيما أشار قصر الاليزيه إلى أنه "أكد له أيضا مواصلة دعم فرنسا للقوات المسلحة اللبنانية الركيزة الحقيقية لاستقرار البلاد".
ويمارس الرئيس الفرنسي ضغوطا قوية في هذا الاتجاه على القادة اللبنانيين، دون نتيجة حتى الآن.
وفي نهاية نيسان/أبريل الماضي، قررت باريس معاقبة المسؤولين المتورطين في الأزمة السياسية، بإعلان قيود على دخول الأراضي الفرنسية تطال شخصيات لبنانية تعتبر مسؤولة عن التعطيل.