لودريان يبدأ مشاوراته في لبنان.. فهل ينجح حيث أخفق ماكرون؟
وصل وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، إلى قصر بعبدا في بيروت، لبدء مشاوراته مع المسؤولين اللبنانيين بلقاء الرئيس ميشال عون.
ولا يزال الجمود السياسي سيد الموقف رغم الضغوط الدولية لتسريع تشكيل حكومة، يعول عليها اللبنانيون لتنفيذ إصلاحات اقتصادية ملحة.
وبعد لقائه عون في قصر بعبدا من المتوقع أن يزور لودريان رئيس مجلس النواب نبيه بري.
وعشية زيارته إلى بيروت قال لودريان ،إنه سيزور لبنان ومعه رسالة حاسمة للسياسيين ومتضامنة مع الشعب.
وأضاف "سنتعامل بحزم مع الذين يعرقلون تشكيل حكومة لبنانية جديدة، اتخذنا إجراءات هي البداية فقط".
ووفق مصادر وزارية لـ"العين الإخبارية" فإن "زيارة لودريان ستستمر 3 أيام حيث من المتوقع أن يلتقي عددا من المسؤولين، وتعمل السفارة الفرنسية في بيروت على تحضير برنامج الزيارة تفصيليا".
وفيما تؤكد المصادر أن "ملف الحكومة سيكون أساسيا في لقاءات الموفد الفرنسي، لا تستبعد أن تكون العقوبات التي سبق أن تحدثت عنها باريس حاضرة أيضا خاصة إذا لمس استمرارا في العرقلة والتصلب في المواقف".
والأسبوع الماضي، أكد لودريان أن بلاده فرضت قيودا على دخول شخصيات لبنانية تعتبر مسؤولة عن عرقلة الحياة السياسية، أو ضالعة في الفساد، وذلك بعد تهديدات لوحت بها فرنسا التي تلعب دورا كبيرا في محاولة إيجاد تسوية للأزمة السياسية في هذا البلد، سعيا منها لدفع الطبقة السياسية لإخراج البلاد من المأزق الحالي.
ومنذ ما قبل انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس/آب الماضي، يشترط المجتمع الدولي على لبنان تنفيذ إصلاحات ملحة ليحصل على دعم مالي ضروري يخرجه من دوامة الانهيار الاقتصادي التي يعاني منها منذ أكثر من عام ونصف العام.
لكن وبعد مرور تسعة أشهر على استقالة حكومة حسان دياب إثر الانفجار، ورغم ثقل الانهيار الاقتصادي والضغوط الدولية التي تقودها فرنسا خصوصاً، لم يُشكل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري مجلس وزراء جديد، وسط خلافات بين القوى السياسية، وخصوصاً بين الحريري وحزب التيار الوطني الحر الذي يتزعمه عون.
وغالبا ما يستغرق تشكيل الحكومات في لبنان أشهراً طويلة جراء الانقسامات السياسية الحادة والخلاف على الحصص. لكن الانهيار الاقتصادي الذي فاقمه انفجار المرفأ وإجراءات مواجهة فيروس كورونا، عوامل لا تسمح بالمماطلة.
وزار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبنان مرتين منذ انفجار المرفأ وكرر مطالبته للقوى السياسية بتشكيل حكومة تتولى الإصلاح.
حتى أنه أعلن في أيلول/سبتمبر عن مبادرة قال إن كل القوى السياسية وافقت عليها ونصت على تشكيل حكومة خلال أسبوعين، وهو ما لم يتحقق حتى اليوم.