حقيقة "ظهور شبح" في لبنان.. الصورة والمزاح والشهرة
ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان بصور لما قيل إنه "شبح" ظهر على شبان في مرتفع الكف الأحمر في بلدة عدلون.
وما إن انتشرت الصور حتى اجتاحت عاصفة من التعليقات الساخرة الشبكات الاجتماعية، الذين تساءل بعضهم: "هل أوصلت الأزمات والصعوبات اللبنانيين إلى حد الهلوسة؟".
واتسعت حدة السخرية من الواقعة قبل أن يتضح أن صاحب الصورة وقع ضحية لمزاح ثقيل من أقرانه.
وقال أحد وجهاء البلدة لـ"العين الإخبارية" إن الأمر عبارة عن مزاح ثقيل مع إبراهيم ومن معه، حيث تم باتفاق شبان فيما بينهم على إخافة إبراهيم علّه يتوقف بهذه الطريقة عن إحراق إطارات السيارة التي تلوث البيئة بشكل كبير.
وفيما إن كان من الممكن أن يظهر "شبح" للإنسان، نفى الشيخ حسن مرعب، إمام مسجد الإمام علي في الطريق الجديدة في لبنان، ذلك، مؤكداً أنه "لو رأى الإنسان الشيطان لصعق إذ لا يتحمل ذلك لفظاعة مظهره".
وشرح أن "سيدنا سليمان فقط كان يحكم الجن ويراهم، لكن في عهد النبي محمد ورد في الحديث عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فصلى صلاة الصبح والشيطان خلفه، فقرأ، فالتبست عليه القراءة، فلما فرغ من صلاته قال: لو رأيتموني وإبليس فأهويت بيدي، فما زلت أخنقه حتى وجدت برد لعابه بين إصبعي هاتين: الإبهام والتي تليها، ولولا دعوة أخي سليمان لأصبح مربوطاً بسارية من سواري المسجد، يتلاعب به صبيان المدينة، فمن استطاع منكم أن لا يحول بينه وبين القبلة أحد؛ فليفعل".
واختتم تصريحاته قائلاً: "من هنا بالتأكيد لا يمكن أن يظهر الشيطان على الإنسان، لذلك فإن من ارتدى اللباس الأبيض وظهر على الشاب إبراهيم هو إنسان أراد إخافته أو ممازحته".
ورغم كل ذلك، لا يزال إبراهيم حايك، الذي قال إنه التقط الصور التي وصفت بـ"المرعبة"، متأثر بالواقعة ولا يصدق أنها كانت مزاحا أو أي شيء من هذا القبيل.
وقال لـ"العين الإخبارية": "كنت أنا وشقيق زوجتي حسن الراشد في المرتفع نقوم بإحراق عجلات السيارات لبيع حديدها، وفوجئنا عند الساعة الواحدة من بعد منتصف الليل بالشبح، ظننا بداية أنها مداعبة من قبل أصدقائنا، اقتربنا وبدأت التصوير وصدمني طول الكائن الذي يتجاوز الثلاثة أمتار ومرتفع عن الأرض".
ويضيف: "لا يمكن وصف حالنا في هذه اللحظات، سارعنا بالهروب، تركت سيارتي وكل أغراضي في المكان، اتجهنا إلى منزل عائلة زوجتي القريب، كنا مرعوبين، أطلعناهم عن الذي حصل معنا، فقصد عمي وعدد من الجيران المكان لكن للأسف اختفى الشبح".
ويؤكد إبراهيم (21 سنة) أنه لن يعمل في تلك المنطقة قائلاً: "لا أريد أن أرى الشبح من جديد، وإلى من أخذ الأمر بسخرية أؤكد لهم أن الصور تثبت ما أقوله، كما أن بعض أبناء المنطقة يتناقلون سماعهم لصراخ وأصوات أولاد وغيرها في الليل".
ولم يجب إبراهيم عن الأسئلة التي طرحها البعض عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مثل: لماذا لم يمسسك الشبح بسوء؟ لماذا استمر ظهور الشبح وأنت تصوره؟ ألم يخطر على بالك أنه شبح يسعى إلى الشهرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟!
بل أن البعض الآخر راح يتهم إبراهيم حايك بأنه من حاك هذه الواقعة على أمل تحقيق شهرة ما أو أرباح مالية جراء النشر على مواقع التواصل الاجتماعي، لافتين إلى أنه إن كان قد فكر في ذلك، فإنه ليس الأول ولن يكون الأخير الذي يفعل ذلك.
aXA6IDE4LjExOC4yNTUuNTEg جزيرة ام اند امز