اجتماع حكومة لبنان الأول.. عون يعدد التحديات وميقاتي ينظر للاستثنائيات

إلى قصر بعبدا، توجهت أنظار العالم واللبنانيين، اليوم، حيث الجلسة الأولى للحكومة، بعد سنة من شغور سياسي أغرق البلاد في أعتى أزماته.

والجمعة الماضي، جرى الإعلان عن تشكيل حكومة لبنانية جديدة بعد فراغ سياسي دام 13 شهرا، في خطوة يأمل اللبنانيون ومعهم العالم أن تكون بداية طريق تعافي هذا البلد.

واليوم الإثنين، عقد مجلس الوزراء اللبناني جلسته الأولى، برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وبحضور جميع الوزراء.

وسبق الجلسة التقاط الصورة التذكارية للحكومة الجديدة على درج حديقة الرؤساء، بحضور الرؤساء عون وبري (رئيس البرلمان) وميقاتي.

وبعد انتهاء الجلسة التي تعتبر بروتوكولية، أعلن وزير الإعلام جورج قرداحي أنه تم تشكيل لجنة لصياغة البيان الوزاري الذي ستطرحه الحكومة وتنال الثقة على أساسه من مجلس النواب.

واللجنة برئاسة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وعضوية نائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي، ووزراء العدل هنري خوري، والطاقة وليد فياض، والمالية يوسف خليل، والثقافة محمد وسام مرتضى، والداخلية بسام المولوي، والتنمية الإدارية نجلا رياشي، والإعلام جورج قرداحي، والتربية عباس الحلبي، والعمل مصطفى بيرم، والزراعة عباس الحج حسن، على أن تعقد أولى جلساتها عند الواحدة، بعد ظهر اليوم، في السرايا الحكومية.

الإقلال من الكلام

 وفي مستهل جلسة اليوم، قال عون: "هذه الحكومة الرابعة في ولايتي الرئاسية شُكّلت بعد انقضاء 13 شهراً على حكومة تصريف الأعمال".

وأضاف: "خلال هذه الفترة تفاقمت الأوضاع اقتصادياً، ومالياً، واجتماعياً، وتراجعت الظروف المعيشية للمواطنين إلى مستويات غير مسبوقة".

 واستطرد "نحن أمام مسؤوليات وطنية وتاريخية كبرى لتفعيل دور الدولة ومؤسساتها واستعادة الثقة بها، ويجب ألا نضيّع الوقت إذ لم يعد لدينا ترف البطء والمماطلة".

 وشدد الرئيس اللبناني على "ضرورة إيجاد الحلول العاجلة لمعالجة الأوضاع المعيشية للمواطنين، وإطلاق ورشة عمل سريعة لوضع لبنان على طريق الإنقاذ والتعافي والنهوض".

وحثّ الحكومة على "العمل كفريق واحد متجانس متعاون لتنفيذ برنامج إنقاذي، وتركيز الجهد لتحقيق المصلحة الوطنية العليا ومصالح المواطنين".

 مختتما كلمته " أمامنا تحديات كبيرة لذلك أوصيكم بالإقلال من الكلام والإكثار من العمل".

العصا السحرية

 من جهته، اعتبر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أنّ " البلد يتطلب إجراءات استثنائية"، متوجّهاً إلى الوزراء بالقول: "ينتظرنا الكثير من العمل، والكثير من التعب وعلينا جميعا أن نضحي".

وأضاف ميقاتي، في مستهلّ جلسة الحكومة الجديدة، في قصر بعبدا: "صحيح أنّنا لا نملك عصا سحرية، فالوضع صعب للغاية، ولكن بالإرادة الصلبة والتصميم والعزم والتخطيط نستطيع جميعاً، كفريق عمل واحد، أن نحقق لشعبنا الصابر والمتألم بعضا مما يأمله ويتمناه".

ومكررا حديثه للوزراء "لا تخيبوا آمال اللبنانيين. لتكن أقوالكم مقرونة بالأعمال، وإنّ الوقت ثمين ولا مجال لإضاعته... نجاحكم في وزاراتكم يعني نجاح جميع اللبنانيين في الوصول إلى ما يؤمن لهم حياة كريمة لا ذلّ فيها ولا تمنين".

وطلب ميقاتي من الوزراء أيضاً "الإقلال من الاطلالات الإعلامية، لأنّ الناس تتطلع إلى الأفعال ولم يعد يهمها الكلام والوعود، والأمور بالنسبة للناس في خواتيمها".

كما أكد في كلمته على ضرورة "التنسيق الدائم بين الوزراء في القضايا ذات الاهتمام المشترك بين أكثر من وزارة"، و"ضرورة التعاون من قبل الجميع، وهو أمر أساسي لإنجاح أي عمل حكومي".

واختتم "حكومتنا ستعمل من أجل كل لبنان ومن أجل جميع اللبنانيين ولن تميز بين من هو موالٍ أو معارض، من أعلن دعمه لنا ومن لم يعلن ذلك، ومن سيمنحها ثقته بعد أيام أو من سيحجبها عنها".