الحريري بواشنطن.. وإرهاب "حزب الله" وإيران يتصدر اللقاءات
توقيت وأهمية زيارة رئيس الحكومة اللبنانية لواشنطن يكفيان ليعكسا صورة عما قد تحمله من نتائج أو على الأقل العناوين الأساسية.
تتجه الأنظار إلى زيارة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري إلى واشنطن التي بدأها، الإثنين، ومن المتوقع أن يلتقي الخميس المقبل وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو وعدداً من المسؤولين.
- الحريري يبحث مع بومبيو تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة
- خادم الحرمين الشريفين يبحث مع الحريري مستجدات الأوضاع بالمنطقة
وفيما ترفض أوساط الحريري إعطاء تفاصيل حول اللقاءات أو القضايا التي ستكون على طاولة بحث الطرفين، انطلاقاً من أن الزيارة تحمل صفة "الخاصة"؛ حيث يقوم بها الحريري لمرافقة ابنته لدخول الجامعة في واشنطن، فإن توقيتها وأهميتها في ظل كل ما يحصل في لبنان والمنطقة يكفيان ليعكسا صورة ما قد تحمله من نتائج أو على الأقل العناوين الأساسية التي من المتوقع أن تكون محور بحث لقاءات رئيس حكومة لبنان مع المسؤولين الأمريكيين.
قضايا أساسية
وبانتظار انتهاء الزيارة وما سيصدر عنها، يقول مدير مركز المشرق للشؤون الاستراتيجية الدكتور سامي نادر إن 3 قضايا أساسية من المتوقع أن تكون حاضرة على طاولة لقاءات رئيس الحكومة اللبنانية مع المسؤولين الأمريكيين، وهي؛ أولاً: الصراع مع إيران والحديث عن حرب إسرائيلية قريبة ضد لبنان ومن خلفهما العقوبات على حزب الله التي طالت أخيراً نواباً له في البرلمان اللبناني، وثانياً: مسار السياسة اللبنانية وتركيبتها التي اهتزت في المرحلة الأخيرة، وثالثاً: الوضع الاقتصادي الدقيق الذي يمر به لبنان والتحديات المترتبة على الحكومة.
كذلك من المتوقع وفق سياسيين وخبراء لبنانيين، أن تكون قضية ترسيم الحدود البرية والبحرية بين لبنان وإسرائيل محور بحث في اللقاءات، خاصة أن أمريكا تدخل وسيطاً أساسياً لحلها.
ورغم ذلك فإن رسائل بومبيو من بيروت التي زارها قبل خمسة أشهر والتي وصفت حينها بالعنيفة، قد تؤشر إلى ما قد تكون عليه مواقف المسؤولين الأمريكيين خلال لقائهم الحريري هذا الأسبوع.
كان بومبيو شن هجوماً عنيفاً على الحزب مطالباً اللبنانيين بـ"التحلي بالشجاعة للوقوف بوجه إجرامه وتهديداته"، واتهمه "بالوقوف أمام تحقيق أحلام الشعب اللبناني، وتحدي البلاد من خلال جناحه الإرهابي" وأنه "يسرق موارد الدولة".
ودعا وزير الخارجية الأمريكي حينها إلى "وقفة لبنانية شجاعة أمام جرائم حزب الله" مخيراً الشعب بين أن "يواصل المضي كأمة شجاعة أو يحقق طموحات إيران وحزب الله".
واعتبر الدكتور سامي نادر في حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن الأزمة السياسية الأخيرة التي مرّ بها لبنان لم تكن منفصلة عن القضية المتعلقة بإيران وحزب الله، والتي لن تكون غائبة عن لقاءات واشنطن.
حادثة الجبل
وأوضح "من خلال حادثة الجبل التي وقعت بين "الحزب التقدمي الاشتراكي" وبين حليفي حزب الله، "الحزب الديمقراطي اللبناني" و"التيار الوطني الحر"، كانت واضحة المحاولات التي استهدفت المعسكر المعادي لإيران وحزب الله، وبالتالي تقويض دوره عبر استهداف رئيس الحزب الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط كما حكومة الحريري وتعطيلها، وبالتالي محاولة تغيير التركيبة اللبنانية وموازين القوى لصالح هذا المحور، وهو ما أدى بعد أربعين يوماً على التعطيل إلى إصدار السفارة الأمريكية في بيروت بيانها الذي كان له دور أساسي في إنهاء الأزمة.
لذا يقول نادر "يمكن القول إن البيان الأمريكي الذي شدّد فيه على عدم تسييس حادثة الجبل وإخضاعها لمراجعة قضائية عادلة وشفافة، كان رسالة واضحة ورداً على الرسالة الإيرانية التي بعثت عبر لبنان من خلال حلفاء مليشيا حزب الله، ومفادها (الأمريكية) عدم السماح بإجراء تغييرات في التركيبة اللبنانية التي ترعاها الولايات المتحدة في لبنان، وهي التي تلقت ضربات عدّة في الفترة الأخيرة من قبل المحور الإيراني، وهو ما لا يبدو أن أمريكا تسمح باستمراره".
وتوقع أن الولايات المتحدة بعد هذا البيان وزيارة الحريري ستعمل باتجاه تثبيت موازين القوى اللبنانية التي مالت في الفترة الأخيرة باتجاه معسكر فريق 8 آذار، أي حلفاء إيران والنظام السوري.
وعن العقوبات الأمريكية على مليشيا حزب الله التي طالت أخيراً نواباً منه في البرلمان، لا ينفي "نادر "أن تعاطي لبنان معها بشكل دقيق رغم الظروف التي يمر بها.
لكنه استدرك ويشير إلى أن المطالب الأمريكية في هذا الإطار، قد ترتكز على أمور من شأنها التضييق على حزب الله، وإن كانت بطريقة غير مباشرة، كالتمسك بأهمية ضبط المعابر غير الشرعية والمرفأ وغيرها، وهي من الإجراءات التي من شأنها أن تصب في خانة التضييق عليه انطلاقاً من دوره وموقعه في إدارتها.
وفي أول تعليق له على العقوبات الأخيرة التي أعلن عنها في بداية شهر يوليو/تموز الماضي واستهدفت اثنين من نواب حزب الله، لم ينفِ الحريري أنها أخذت "منحى جديداً" لكنه اعتبر أنها لن تؤثر على عمل البرلمان أو الحكومة.
وقال في بيان صادر عن مكتبه حينها "إنه أمر جديد سنتعامل معه كما نراه مناسباً، ويبقى المهم أن نحافظ على القطاع المصرفي وعلى الاقتصاد اللبناني"، آملاً أن "تمر هذه الأزمة عاجلاً أم آجلاً"، وداعياً إلى عدم تضخيم الموضوع.
حديث الحريري جاء رغم تأكيد المصارف اللبنانية على تطبيقها الأنظمة واللوائح الأمريكية بالكامل، كما التزامها بمنظومة العقوبات الدولية والسيادية، وعدم قبول حسابات لأشخاص مدرجين على لوائح العقوبات من حزب الله أو غيره.
الوضع الاقتصادي
ولن يكون الوضع الاقتصادي غائباً عن اللقاءات الأمريكية في ظل التقارير المتتالية التي تصدرها وكالات التصنيف العالمية، وفي الوقت الذي يتم فيه الحديث عن احتمال خفض تصنيف لبنان من قبل وكالة "ستاندر أند بورز" بعد قرار "وكالة موديز" بخفض التصنيف في بداية العام الحالي.
وكما الدول المانحة المرتبطة بمؤتمر "سيدر" لن يكون موقف واشنطن مغايراً حيال الوضع النقدي والمالي والإصلاحات المطلوبة من لبنان الذي قدم وعوداً بشأنها ولم يقم أي خطوة لتنفيذها حتى الآن.
من هنا، يقر نادر أن مهمة الحريري في أمريكا ليست سهلة أمام كل هذه التحديات؛ بحيث عليه تقديم خطة مواجهة سياسية واقتصادية، وهو الأمر الذي كان قد أشار إليه، أمس، لقاء عدة شخصيات مستقلة من "قوى 14 آذار" برئاسة النائب السابق فارس سعيد.
واعتبر اللقاء، في بيان له، أن "مهمة الحريري لن تكون سهلة في محاولة إقناع الأمريكيين بأن الدولة في لبنان شيء وحزب الله شيء آخر، بعدما أزيلت كل الحدود الفاصلة بين الكيان اللبناني ومصالح حزب الله على المستويات السياسية والمالية والاقتصادية والأمنية والعسكرية".
aXA6IDE4LjE5MS4xNjUuMTQ5IA== جزيرة ام اند امز