"تشكيل الحكومة".. صرخة لبنانية في وجه المحاصصة
مع تراجع التفاؤل بإمكانية تشكيل الحكومة اللبنانية نتيجة السباق على المحاصصة تصدر هاشتاق "تشكيل الحكومة" تغريدات المواطنين.
وحمل المغردون تلك الأحزاب والسلطة مسؤولية الأوضاع التي آلت إليها البلاد وعدم اكتراثهم بما يعاني منه المواطنون على حساب مصالحهم الشخصية.
يأتي ذلك في الوقت الذي قالت فيه الرئاسة اللبنانية إن "التشاور مستمر بشأن تشكيل الحكومة ويتم حصراً، ووفقاً للدستور، بين الرئيس ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري ولا يوجد أي طرف ثالث فيه، والمشاورات لا تزال مستمرة بما تفرضه المصلحة الوطنية العليا".
في المقابل، تحدث النائب في الحزب التقدمي الاشتراكي بلال عبدالله عبر حسابه على تويتر، عن مشكلة النظام الطائفي وعوائقه التي تستحضر عند كل استحقاق دستوري.
وقال "مع تأليف كل حكومة يتضح كم أن هذا النظام الطائفي العفن يمنع أي انطلاقة حقيقية باتجاه الإصلاح الحقيقي وبناء دولة المواطنة، فيستحضر البعض كل اجتهادات الأعراف والميثاقية والتوازنات ليخفي من ورائها التبعية والارتهان وهوس السلطة، بينما الناس تئّن تحت وطأة الخوف والجوع والمرض".
وبعد حوالي شهرين على انفجار بيروت وما خلفه من تدمير للعاصمة، وزاد أوضاع الناس فقرا ومعاناة، كتب الإعلامي سلمان عندراي على حسابه قائلا: "يتسابقون على المحاصصة بين حكومة من 18 أو 20 وزيرا.. كارتيل الفساد والتعطيل والعهد القوي والسلاح والكذب والتعصب والطائفية لكنهم نسوا أن البلد انفجر بأهله وبات يعيش في ظل الجوع والانهيار".
وأكد "كل معطل لتشكيل الحكومة مجرم، كل مشارك بالصفقة مجرم، كلهم يرقصون على جثث الناس ولم يحترموا ضحايا 4 أغسطس"، في إشارة إلى انفجار المرفأ.
وفي ظل سياسة التكتّم، التي يعتمدها كل من رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ورئيس الجمهورية ميشال عون إزاء المشاورات، قبل أن تتكشف التعقيدات في الساعات الأخيرة، قال الإعلامي بسام أبوزيد "التكتم لا يعني التقدم، هذا هو حال وضع تشكيل الحكومة الجديدة في لبنان، باب المفاجأة على أي انفراج لا يزال واردا ولكن الأمر يحتاج لإنعاش ما يٌعرف بالمبادرة الفرنسية".
من جهته، كتب النائب المستقيل نعمة فرام قائلا "مخيف غياب ربط الطبقة السياسيّة بين تشكيل الحكومة وكيفية تأمين الحاجات الحياتيّة للبنانيّين".
وأضاف "يعني عملياً تركيبة الحكومة يفترض أن تستعيد الثقة والمصداقية لإعادة استقطاب المساعدات والاستثمارات اللازمة على البلد من كل دول العالم".
وقال جاد لزيق "يتم تشكيل الحكومة على أساس رغبات الزعماء لا حاجات الناس، وهذا ما يجعل هؤلاء الزعماء فاقدين للشرعية ومستبدين، لا يكترثون بشعبهم بل جل ما يعنيهم مصالحهم واستتباع الأزلام لهم".
وفي الإطار نفسه، قال الجنرال ميشال معيكة "أهل السلطة غير مستعجلين لتشكيل حكومة، فكل حاجاتهم مؤمّنة.. وأكثر! أما الشعب فليس من هذا الرأي، لأنه يفتقر إلى كل شيء.. وأكثر!".
وأضاف "لا أستطيع أن أتصوّر أن أهل السلطة يستطيعون بلع اللقمة وفي ديارهم ٥٠% من الناس ينامون جائعين! فكيف إذا كانوا يؤجلون تشكيل الحكومة، لأنهم يختلفون على الحصص".
كذلك قال محمد الحجار "تلطي كل حزب وراء طائفته للحصول على قطعة من جبنة الحكومة لبلد أفلسته الأحزب بتمويل زبائنها".
وربطت عايدة أحمد، كما البعض في لبنان، بين تشكيل الحكومة والانتخابات الأمريكية، وقالت "يبدو أن إعلان تشكيل الحكومة الجديدة لن يرى النور إلا بعد انتهاء الانتخابات الأمريكية، عندها ستتضح الأمور، لدى كل الأطراف خصوصا المعرقلة منها، والتي تخشى أن ينقلب كل شيء ضدّها"، في إشارة إلى "حزب الله".
ومع المعلومات التي تشير إلى محاولة النائب جبران باسيل فرض شروطه بالحصول على وزارات معينة وأكبر عدد منها للاستئثار بالثلث المعطل، قال وليد محمود "لقد تمّ تكليف الحريري غصبا عن عون وباسيل، وعليه فإن الشروط التي يفرضونها بشأن تشكيل الحكومة هدفها العرقلة لإحراجه وإخراجه".
وتوجه إلى الحريري قائلا "دولة الرئيس لا تشكل إلا حكومة إنقاذ يرضى عنها ويثق بها الشعب الموجوع، وإن كلّف الأمر الاعتكاف فليكن وليتجرّع حينئذ سمّ التعطيل طابخه".