هاشم صفي الدين.. «ظل» في الحياة والنهايات
لا يشبهه في الشكل والجوهر وحتى في لثغة الراء فقط، بل أيضا في حيثيات «النهاية» ومحطات إعلان مقتله.
هاشم صفي الدين، الرجل الذي يستقطب الأنظار حاليا حول العالم بعد تأكيد الجيش الإسرائيلي رسميا مساء الثلاثاء أنه تم القضاء عليه بعد أسابيع من الغموض بشأن مصيره عقب غارة إسرائيلية مدمرة الخميس الماضي.
ومساء الثلاثاء، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: "يمكن تأكيد القضاء على هاشم صفي الدين وعلي حسين قائد ركن الاستخبارات في حزب الله إلى جانب قادة آخرين من التنظيم".
وكان نتنياهو قد أعلن في وقت سابق من الشهر الجاري مقتل صفي الدين قائلا "لقد نجحنا في إضعاف قدرات حزب الله، وقمنا بالقضاء على آلاف الإرهابيين، بما في ذلك حسن نصر الله نفسه، وبديل نصر الله، وبديل بديله".
خليفة محتمل
وبعد إعلان إسرائيل مقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، بات السؤال ينحصر حول من يخلف الرجل الذي قاد الحزب لـ32 عاما.
وحينها، سادت تقديرات في إسرائيل بأن هاشم صفي الدين، رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله، هو من سيخلف نصر الله في رئاسة الحزب.
فمن هو هاشم صفي الدين؟
هو رئيس المجلس التنفيذي، وهو الرجل المسؤول عن "الدولة المدنية" لحزب الله برمتها، وتحته الهيئات المدنية التي توازي أجهزة الدولة اللبنانية، وتعزز القاعدة الشيعية.
وبحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي، فإن من بين الهيئات "منظمة الصحة الإسلامية (وزارة الصحة المستقلة التابعة لحزب الله)، وجهاد البناء (وزارة الإسكان المستقلة التابعة لحزب الله)، وغيرها من الهيئات التعليمية والرياضية والرعاية الاجتماعية والاقتصادية".
وأضافت:"يعتبر المجلس التنفيذي لحزب الله أهم هيئة في المنظمة، بل وأكثر أهمية حتى من مجلس الجهاد (مجلس القيادة العسكرية)".
من جانبها، ذكرت مواقع التواصل الاجتماعي في إسرائيل أن صفي الدين موجود على قائمة الإرهاب الأمريكية.
وأشارت إلى أن شقيقه عبد الله صفي الدين هو سفير حزب الله في طهران.
وفي عام 2020، تزوج ابنه رضا من ابنة قاسم سليماني زينب. وهو مواليد العام 1964.
«ظل» نصر الله
من جانبه، قال موقع "واينت" الإخباري الإسرائيلي عن صفي الدين "إنه "ظل" نصر الله، الذي يعرف بأنه الرجل الثاني في حزب الله".
وأضاف: "على مدى ثلاثة عقود، سيطر صفي الدين على جميع القضايا اليومية الحساسة، وأدار مؤسسات التنظيم، وأدار الشؤون المالية والاستثمارات في لبنان والخارج ".
وتابع: "يتمتع صفي الدين بعلاقات وثيقة مع الجناح العسكري للمنظمة، بالإضافة إلى علاقاته في السلطة التنفيذية، وهو مدرج على قائمة الإرهاب الأمريكية منذ عام 2017".
وأشار إلى أن "علاقاته مع طهران ليست سيئة على الإطلاق، ويعتبر مؤيدا للنظام الإيراني".
وقال: "عززت دراساته الدينية في مدينة قم علاقاته بإيران، بالإضافة إلى ذلك، تزوج ابنه رضا في عام 2020 من زينب سليماني، ابنة قاسم سليماني، الذي قتل في غارة أمريكية في ذلك العام".
ووفق المصدر نفسه، "ولد صفي الدين في عام 1964 ونشأ في قرية دير قانون النهر في محافظة صور جنوب لبنان، وينحدر من عائلة معروفة تضم صفوفها رجال دين بارزين".
كما أنه تزوج في سن مبكرة نسبيا، قبل أن ينضم إلى حسن نصر الله للدراسة في مدينة قم، من ابنة رجل الدين الشيعي محمد علي الأمين.
وذكر الموقع أنه "وفقا للتقارير، فإن الشخص الذي رعاه هو عماد مغنية، الرئيس السابق للجناح العسكري لحزب الله، الذي اغتيل في سوريا في عام 2008. ويزعم أن مغنية رعى صفي الدين ونصر الله ونبيل فاروق، أحد أبرز قادة التنظيم".
وقال: "خلال الأشهر الأخيرة من الحرب، شارك صفي الدين في العديد من جنازات نشطاء التنظيمات وألقى خطابات باسم حزب الله قبل أيام فقط، في جنازة العديد من القتلى من أعضاء التنظيم الذين قتلوا في سلسلة من تفجيرات الصافرات".
ولفت إلى أنه "بصرف النظر عن العمليات اليومية، يدير المجلس التنفيذي، برئاسة صفي الدين، مجموعة استثمارية كبيرة هدفها تمويل المنظمة وضمان استقلاليتها".
وبحسب التقرير، "تنتشر هذه الاستثمارات في جميع أنحاء لبنان والعالم العربي وأفريقيا وأوروبا والولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية".