خلدة اللبنانية.. هدوء حذر وتعهدات بكشف "استفزازات حزب الله"
سادت حالة من الهدوء الحذر منطقة خلدة جنوب العاصمة اللبنانية بيروت، غداة يوم دام شهد مقتل 5 أشخاص في اشتباكات بين مجهولين وعناصر من حزب الله.
وحافظ الجيش اللبناني على انتشاره في المنطقة، مؤكدا توقيف مشتبه به في أحداث أمس التي تفجرت إثر تبادل إطلاق نار بين مسلحين مجهولين وموكب مشييعي قيادي في حزب الله، قتل قبل يومين على خلفية ثأرية.
ولم يخف الهدوء الهش في خلدة تصعيد أنصار مليشيا حزب الله على وسائل التواصل الاجتماعي، التي حفلت بالوعيد والتهديد.
وعلى صعيد الموقف الرسمي للمليشيا الموالية لإيران، أبقى حزب الله درجة التوتر عند منسوب مرتفع بعد أن وزعت منصاته الإعلامية معلومات عن أنه منح الأجهزة الأمنية "مدة غير مفتوحة" لإلقاء القبض على "المتورطين في إطلاق النار".
وتوعد النائب عن حزب الله حسن فضل الله العشائر العربية في المنطقة ووصفهم"بـالعصابات"، مهدداً باجتثثاها بخمس دقائق.
وفي مقابلة تلفزيونية هاجم فضل الله الجيش اللبناني والقوى الأمنية، واتهمها بالتقصير وعدم اتخاذ إجراءات استباقية، ملوحا بعواقب حال عدم تقديم المسؤولين عن الهجوم للعدالة
وردا على موقف الحزب قالت عضو كتلة "المستقبل" النائبة رولا الطبش،"قبل المطالبة بالاقتصاص من أحد عليهم (حزب الله) تسليم المسؤول المدان بقتل الرئيس رفيق الحريري سليم عياش إلى القضاء".
في المقابل، أبدت العشائر العربية في بيان استعدادها لبث مقاطع مصورة تؤكد ترويع عناصر حزب الله سكان منطقة خلدة بإطلاق الرصاص في الهواء خلال مرور موكب تشييع القيادي بالحزب علي شبلي.
وعقب اجتماعها أصدرت العشائر العربية في لبنان بياناً ردت فيه على ما قالت إنه "ترويج بعض وسائل الإعلام" لأن الاشتباكات يعود سببها إلى تعرض موكب تشييع علي شبلي لكمين مسلح مدبر من قبل بعض شباب عرب خلدة.
وأوضح البيان أن موكب تشييع شلبي وبدلا من أن يسلك طريقه مباشرة إلى الجنوب، عرج بشكل مفاجئ على منطقة خلدة، حيث أقدمت زمرة من المشيعين المدججين بالسلاح على إطلاق النار في الهواء بشكل استفزازي ومقصود، وأمطروا أهلنا ونساءنا وأولادنا بسباب وشتائم يندى لها الجبين، الأمر الذي روع أبناء العشائر العربية وأدى إلى تفلت زمام الأمور وخروج الوضع عن السيطرة، فحدث ما حدث. ما يؤكد عدم صحة ما تروجه بعض وسائل الإعلام والأبواق المشبوهة عن كمين نصب للموكب.
وتابع: "إثباتا منا لما ذكرناه سوف نزود الرأي العام ووسائل الإعلام بالتسجيلات اللازمة التي تثبت ترويع أهالي خلدة عبر إطلاق النار من قبل المشيعين عشوائيا في الهواء".
وطالبوا بمصالحة جدية برعاية كل سعد الحريري زعيم تيار المستقبل والرئيس نبيه بري رئيس البرلمان، ووليد جنبلاط الزعيم الدرزي والرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وطلال أرسلان السياسي والزعيم الدرزي البارز.
ونفذ الجيش اللبناني ليل أمس عمليات دهم في المنطقة لمحاولة إلقاء القبض على مطلقي النار، كما حافظ على انتشاره الكبير في المنطقة تحاشياً لأي طارئ جديد.
يذكر أن إشكال الأمس لم يكن وليد الساعة، فقد وقع إشكال مسلح منذ نحو عام بين العشائر العربية وآل شبلي، بعد اتهامات بتحويل شبلي مركزه التجاري إلى مركز لحزب الله، قتل على إثره شاب من العشائر، ورغم جميع المحاولات التي بذلت لتسليم علي شبلي إلى القوى الأمنية لمحاكته لم يقبل "حزب الله" الذي أمن له حمايه فبقي حراً طليقاً إلى أن قام شقيق الضحية بأخذ الثأر منه بطريقة مباشرة قبل يومين.