معركة خلدة.. ليلة عاشت فيها بيروت أجواء الحرب الأهلية
شهود عيان يقولون إن عناصر حزب الله استخدموا الرشاشات والقذائف الصاروخية في المعركة التي أدت لمقتل صبي ورجل سوري.
أعادت المعركة الدامية التي وقعت في منطقة خلدة جنوبي العاصمة اللبنانية بيروت، الخميس، للأذهان ذكريات الحرب الأهلية التي وقعت قبل 3 عقود، وسط مخاوف من اندلاع المزيد من العنف.
الاشتباكات التي استمرت 4 ساعات، وأسفرت عن مقتل شخصين، دفعت البعض لتوجيه اتهامات لمليشيات حزب الله المدعومة من إيران، بفتح النار على المدنيين بشكل مفاجئ.
وقال شهود عيان، إن عناصر الحزب استخدموا الرشاشات والقذائف الصاروخية (آر.بي.جي) في المعركة التي أدت لمقتل صبي، يبلغ من العمر 13 عاما، ورجل سوري.
واتهمت عائلة سنية ينتمي إليها الصبي القتيل، جماعة حزب الله بفتح النار على المدنيين، بعد نزاع مع أنصار المليشيات، على خلفية محاولة هؤلاء وضع لافتات في المنطقة عنوة.
وخلال تشييع جثمان الصبي، ترددت هتافات مناهضة لحزب الله، من بينها "لا إله إلا الله.. حزب الله عدو الله"، و أطلق ملثمون النار من بنادق آلية في الهواء.
وقال الجيش اللبناني، الذي انتشرت قواته بكثافة في المنطقة، الجمعة، إن المشكلة كانت وليدة خلاف حول راية تخص احتفال الشيعة بيوم عاشوراء.
وأضاف في بيان : إن النزاع الذي وقع كان بين أفراد من عشائر عرب خلدة، وسكان من المنطقة، دون تحديد هويتهم.
وكان العنف محركا ودافعا لموجة نشطة من الاتصالات بين الساسة اللبنانيين الساعين لاحتواء التوتر.
ولا تزال البلاد تكافح تبعات انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس/ آب الذي أودى بحياة 180 شخصا وتئن تحت وطأة أزمة مالية يُنظر إليها على أنها أكبر تهديد للاستقرار منذ الحرب الأهلية بين 1975 و1990.
فتنة طائفية
ووصف مسؤول كبير في الأمم المتحدة في لبنان الاشتباكات بأنها مقلقة للغاية، وقال المسؤول الدولي جان كوبيس على تويتر: "آخر ما يحتاجه لبنان المعذب هو فتنة طائفية... فتنة تمثل طريقا مؤكدا لكارثة".
وانفتح جرح الشقاق الطائفي في لبنان بعد اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري عام 2005، وعادت الخلافات مرة أخرى بعد أن أدانت محكمة مدعومة من الأمم المتحدة مؤخرا سليم عياش وهو قائد عسكري في حزب الله بالتآمر لقتله.
والتهمت النيران أحد المباني أثناء اشتباكات الليلة الماضية ولا يزال الدخان يتصاعد منه فيما تحمل نوافذه الندوب التي تركها الرصاص.
وتقع خلدة على الطريق السريع المؤدي إلى الجنوب، ويعيش فيها السنة والشيعة والدروز.
واتهم علي الشاهين وهو متحدث باسم عشائر خلدة العربية أنصار حزب الله بمحاولة نصب صورة لسليم عياش مؤخرا.
وبعد صدور قرار المحكمة وضع أهالي قرية عياش صورة له لفترة وجيزة، وقال عضو في حزب الله، إن الحزب طلب منهم نزع الصورة لتخفيف التوتر.
وحث تيار المستقبل بزعامة سعد الحريري نجل رئيس الوزراء الراحل قبائل خلدة العربية على الاستجابة لدعوته لضبط النفس، وقال، إن الحادث وقع "نتيجة السلاح المتفلت والاستفزازات التي لا طائل منها".
وهذا ثاني حادث إطلاق نار يسفر عن سقوط قتلى خلال أسبوع.
وقُتل ثلاثة رجال في إطلاق نار في قرية كفتون في شمال لبنان يوم السبت. وقال مصدر أمني، إن رجلا سورياً اعتُقل وإن لبنانيين اثنين تمكنا من الفرار.