إسرائيل ترد على صاروخي «حزب الله» بقصف مكثف على جنوب لبنان
في أعقاب إطلاق حزب الله، صاروخين صوب إسرائيل، كثفت الأخيرة قصفها على مواقع عدة في جنوب لبنان.
وكان حزب الله أعلن قصف موقعا تابعا للجيش الإسرائيلي في شمال إسرائيل بصاروخين، ردا على "الخروقات المتكررة" التي يبادر إليها الجيش الإسرائيلي لاتفاق وقف الأعمال العدائية، حسب بيان للحزب، معتبرا أن القصف "رد دفاعي أولي تحذيري".
وفي أعقاب ذلك، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، أن الجيش الإسرائيلي يقصف أهدافا في لبنان.
قصف مكثف
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان: "شنّت طائرات حربية لسلاح الجو غارات في أنحاء متفرقة من لبنان استهدفت مخربين وعشرات المنصات الصاروخية والبنى التحتية العسكرية لحزب الله"، موضحا أن طائرات حربية تابعة لسلاح الجو أغارت في منطقة برغز في جنوب لبنان على المنصة الصاروخية التي تم استخدامها لإطلاق قذيفتيْن صاروخيتيْن، وذلك بعد وقت قصير من عملية الإطلاق.
وأضاف: "عملية إطلاق القذائف الصاروخية نحو إسرائيل تشكل خرقًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان"، مؤكدا الالتزام بالتفاهمات التي أبرمت بخصوص وقف إطلاق النار.
وطالبت إسرائيل، لبنان بتطبيق التفاهمات "ومنع أي عمليات عدائية من حزب الله انطلاقًا من أراضيه".
من جهتها، ذكرت الوكالة اللبنانية للإعلام، أن الطيران الإسرائيلي شن مساء اليوم سلسلة غارات استهدفت أطراف بلدة ارنون ومرتفعات جبل صافي وأطراف اللويزة ومليخ في منطقة اقليم التفاح وبصليا والبريج عند أطراف بلدة جباع والمنطقة الواقعة بين حومين الفوقا ودير الزهراني، وكلها مناطق في الجنوب.
وتزامن القصف مع تحليق مكثف للطيران الاستطلاعي في أجواء مناطق جنوب لبنان على علو منخفض.
وذكرت الوكالة اللبنانية، أن جنود إسرائيليين يتمركزون عند أطراف بلدة مارون الراس، أطلقوا نيران رشاشاتهم الثقيلة باتجاه مدينة بنت جبيل و بلدتي عيناتا وعيترون، كما حلقت الطائرات المسيرة والاستطلاعية، في أجواء صور في جنوب غرب لبنان ومحيطها.
كما جرفت آليات تابعة للجيش الإسرائيلي مسجد بلدة مارون الراس بالكامل، وهو مسجد يقع على تلة تشرف على مدينة بنت جبيل.
جولة رئيس الأركان
في غضون ذلك، تعهد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، بالرد بقوة شديدة في مواجهة الانتهاك الخطير لحزب الله.
وقال أدرعي إن هاليفي أجرى اليوم الإثنين جولة في القيادة الشمالية العسكرية وتقييمًا للوضع وجولة في جنوب لبنان مع قائد القيادة الشمالية وقادة الفرق العسكرية العاملة في المنطقة، وقال: "لدينا خطط وأهداف جاهزة للتطبيق في أي لحظة".
في غضون ذلك، دوت صفارات الإنذار في الجليل الأعلى شمالي إسرائيل، لكن الجيش قال في وقت لاحق إن الحديث يدور عن "تشخيص خاطئ".
تدخل عاجل
واستدعت انتهاكات اتفاق وقف إطلاق النار تدخلا عاجلا من واشنطن وباريس دون أن يكون من الواضح إذا ما كانا سيتمكنان من إنقاذ الموقف، لكن واشنطن أكدت لاحقا أن الهدنة لا تزال "صامدة".
وسجل لبنان وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية العديد من الانتهاكات الإسرائيلية للاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ فجر الأربعاء الماضي.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن واشنطن حذرت إسرائيل من انتهاكها اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان.
وذكرت أن المبعوث الأمريكي الخاص عاموس هوكشتاين أرسل رسالة حث فيها إسرائيل على الالتزام بالاتفاق.
التحذير الأمريكي جاء بعد ساعات من تحذير فرنسي مماثل من الانتهاكات الإسرائيلية للاتفاق، حيث رصدت باريس 52 انتهاكًا إسرائيليا لوقف إطلاق النار.
ولكن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر قال لنظيره الفرنسي جان نويل بارو في اتصال هاتفي، الأحد، إن إسرائيل لا تنتهك الاتفاق بمهاجمة أهداف حزب الله.