عيد استقلال لبنان.. شغور رئاسي "يحبس" الاحتفالات في تويتر
يحل عيد الاستقلال الـ79 كمناسبة وطنية مفصلية في تاريخ لبنان، وسط شغور رئاسي ومؤسساتي، واستمرار للأزمة الاقتصادية والمعيشية.
وغابت أي مظاهر للاحتفال الرسمي، أو فعاليات شعبية لعيد استقلال لبنان عن فرنسا في عام 1946، حيث اقتصر المسؤولون بتغريدات يائسة على تويتر.
وإذ اقتصر إحياء العيد على وضع أكاليل من الزهور على أضرحة رجالات الاستقلال، اكتفى المسؤولون في لبنان بعبارات تهنئة على استحياء للبنانيين، وتذكير بضرورة التوافق السياسي لانتخاب رئيس جديد، وتشكيل حكومة مكتملة الصلاحية.
وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري بمناسبة ذكرى الاستقلال: "كي لا يتحول الاستقلال إلى ذكرى يجب أن يبقى الاستقلال نهج حياة وفعلاً يومياً لإرادة وطنية واحدة وموحدة.. الاستقلال بدأ قبل 79 عاما من الآن برئاسة وحكومة أين منهما نحن اليوم؟".
وغرد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عبر حسابه على "تويتر": "كلنا أمل بأن يتعاون النواب لانتخاب رئيس جديد؛ إيذانا بمرحلة جديدة من التعافي والنهوض".
وأضاف: "سنمضي في العمل الوطني والدستوري المطلوب منا، مؤمنين بأن الاستقلال نضال يومي بكل الأشكال، ووليد قناعة من قلب الإنسان وصميم وجدانه.. كل عيد استقلال ولبنان وشعبه بخير".
وكتب وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي عبر "تويتر": "الاستقلال يكون بتحمل المسؤولية؛ دفاعاً عن الوطن، وحفاظاً على السيادة ونهائية الكيان، وصوناً للمؤسسات وتمسكاً بالشرعية المتمثلة بالقوى الأمنية والجيش اللبناني".
الواجب البرلماني
واستغل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، مناسبة ذكرى الاستقلال لدعوة أعضاء المجلس النيابي إلى القيام بواجباتهم وإتخاذ مبادرة بمناسبة ذكرى الاستقلال بالاتفاق والتوافق على انتخاب رئيس جديد للبلاد يتحلى بالمواصفات التي تذكرنا برجال الاستقلال
وأضاف في تصريحات صحفية: "إن ذكرى الاستقلال تمر هذا العام والوطن ينهار ومؤسسات الدولة غائبة عن تلبية احتياجات الناس من كهرباء وماء والعديد من متطلبات العيش الكريم، ولا يستقيم الوضع في لبنان إلا بانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة واستعادة العلاقات اللبنانية العربية".
ويحل العيد التاسع والسبعين للاستقلال وساسة وتكتلات نيابية يتقاذفون كرة مسؤولية التعطيل الرئاسي، بين فريق معارض لم يتوحد بشكل واسع خلف النائب ميشال معوض، وفريق الموالاة يتقدمه حزب الله يختبئ خلف التصويت بـ"ورقة بيضاء".
مواقف جعلت أفق حل أزمة الشغور مسدودا، وأدت لفشل مجلس النواب على مدار 6 جلسات سابقة، في انتخاب رئيس جديد خلفا لميشال عون، ووسط بسيناريو متكرر خلال جلسة انتخاب الرئيس الخميس المقبل.
تحذير متواصل
ورأى عدد من السياسيين أن مناسبة ذكرى الاستقلال لا يجب أن تحمل تهنئة للبنانيين بمناسبة "وطنية ومفصلية"، لكن للتحذير من استمرار الفراغ الرئاسي وتعثر تشكيل حكومة جديدة.
وأعربوا عن أملهم أن تكون الذكرى "فرصة لتعزيز الوحدة الوطنية والسلم الأهلي، وأن يضع المعنيون في سلم أولوياتهم انتخاب رئيس جديد بأقرب وقت ممكن".
وغرد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عبر حسابه على "تويتر"، قائلا: "الاستقلال آتٍ لا محال".
كما أكد النائب زياد الحواط عضو تكتل "الجمهورية القوية" (التكتل النيابي لحزب القوات): "في زمن الشغور وذكرى الاستقلال نتطلع إلى رئيس استقلالي يملأ لبنان بالسيادة والإصلاح، يخرجنا من آتون المحاور، ويقيم دولة القانون".
وغرد النائب حسن مراد عبر "تويتر": "نحتفل بعيد نخشى أن يصبح مجرد ذكرى دون مضمون، في هذه الذكرى نتطلع إلى عودة الحوار في ظل الطائف وانتخاب رئيس جديد وصياغة مشروع حقيقي يعيد للوطن استقلاله".
كذلك، أبرز النائب المستقل غسان سكاف أنه، "في خضم هذا الفراغ القاتل رئاسياً ومؤسساتياً يطل علينا عيد الاستقلال مثقلا بهموم وأوجاع ومعاناة اللبنانيين".
وزاد : "لن نهنئ اللبنانيين في هذا العيد قبل تحقيق الاستقلال الحقيقي، علينا جميعاً ان نؤمن بهذا الوطن ونمنع تحويل هذا العيد الوطني ‘لى ذكرى".
ودعا النائب السابق فارس سعيد إلى عدم الاحتفال بذكرى الاستقلال في ظل الظروف الحالية، ووقوع البلاد تحت وصاية إيرانية، قائلا : "لن نحتفل بالاستقلال لاننا تحت الاحتلال الايراني انما نحيي ذكرى استشهاد الرئيس رينيه معوّض و الوزير بيار الجميّل".
وأكد النائب فؤاد مخزومي عضو تكتل "تجدد" النيابي أن عيد الاستقلال الـ 79 يأتي دون أن يكون لدينا رئيس للجمهورية في مناسبة وطنية كبرى ومفصلية من تاريخ لبنان وهذا أمر مؤسف جدًا".
وأعرب عن أمله أن تكون ذكرى الاستقلال فرصة لتعزيز الوحدة الوطنية والسلم الأهلي، وأن يضع المعنيون في سلّم أولوياتهم انتخاب رئيس للجمهورية بأقرب وقت ممكن وضمن المهل الدستورية".
وقال النائب السابق طارق المرعبي عبر "تويتر: "يأتي عيد الاستقلال والوطن في واقع مأزوم والعناد السياسي في أوجه، وكأن هذا الوطن الجميل كتب عليه ان يبقى أثير المراهنات السياسية التي لن تؤدي إلا إلى مزيد من الانهيار".
في المقابل، أكد رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، أن "الإنسان يكون حرّ لما قراره يعبّر عن قناعته، والمسؤول يكون سيادي ومستقل، لمّا موقفه ينبع من ضميره ومن مصلحة شعبه ووطنه".
وغرد عبر تويتر: "مصلحة لبنان ومستقبل أجياله الشابّة، فوق كل المصالح والاعتبارات، هيك نفهم الاستقلال ونعيشه، وما في شي يحرجنا... السنة في فراغ بذكرى الاستقلال بس مش بمعناه".
وقال رئيس تيار "المردة" الوزير السابق سليمان فرنجية: "كلنا أمام اختبار حقيقي لصون حرية واستقلال لبنان بالوحدة والحوار والانفتاح".
aXA6IDMuMTQyLjEzNi4yMTAg جزيرة ام اند امز