حكومة ميقاتي تنال ثقة البرلمان.. سجالات وأسئلة بلا إجابة

عبرت الحكومة اللبنانية الجديدة، اختبار البرلمان وحصلت على ثقة 85 نائباً في جلسة شهدت عدداً من السجالات، وفتح ملف "المازوت" الإيراني.

وبعد يوم ماراثوني طويل تخلّلته 20 كلمة لنواب مثلوا كتلهم الحزبية، وآخرين مستقلين، حصلت حكومة نجيب ميقاتي على ثقة 85 نائباً من أصل 100 نائب حضروا الجلسة، فيما رفض 15 نائبا منح الثقة لها.

ونالت حكومة ميقاتي ثقة كل من كتل "لبنان القوي" و"التنمية والتحرير" و "الوفاء للمقاومة"، و"اللقاء الديمقراطي" و"تيار المردة"، و"الحزب السوري القومي الاجتماعي" وكتلة "الوسط المستقل"، والنواب المستقلين جان طالوزيان، عدنان طرابلسي، عبد الرحيم مراد، فيصل كرامي، ايلي الفرزلي، وادي دمرجيان.

وورفضت كتلة "تكتل الجمهورية القوية"، والنواب شامل روكز، جميل السيد وأسامة سعد، وجهاد الصمد، منح الثقة للحكومة.

وشهدت جلسة مناقشة برنامج الحكومة، سجالاً بين رئيس تكتل "لبنان القوي"، النائب جبران باسيل، ونائب رئيس مجلس النواب، إيلي الفرزلي، على خلفية اتهام باسيل لعدد من الوزراء والنواب بتحويل الأموال إلى الخارج.

وخلال كلمته، أشار باسيل إلى أن "هناك وزراء ونوّاب قاموا بتحويل أموال إلى الخارج". وعندها، قاطعه الفرزلي قائلاً: "عليك أن تسمّي النواب الذين قلت إنهم حوّلوا الأموال، لأنك بكلامك هذا تتهم كل نائب فينا".

وهنا، توجّه رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى باسيل، بالقول: "إذا كان بإمكانك التسمية فلتسمِّ"، فردّ باسيل: "أنا لست قاضياً، ولستُ لجنة تحقيق لأسمّي أحدا".

المازوت الإيراني

ولم يغب المازوت الإيراني عن الجلسة، إذ قال النائب إنطوان حبشي، في كلمته إن "هناك صهاريج مازوت تدخل ولا يجرؤ أي وزير طاقة على القول إنه أعطى إذناً أو أن هناك تجار مازوت طلبوا منه الإذن"، مضيفا :"أساساً هم لا يحتاجون إلى إذن"، في إشارة إلى ادخال حزب الله مازوت ومواد بيترولية إيرانية إلى لبنان دون قرار من الحكومة.

وتابع حبشي: "هناك صهاريج مازوت تدخل لبنان من دون جمارك، أليس ذلك من المال العام؟".

 بدوره قال المائب جورج عدوان: "عبثا، نحاول ترميم علاقات لبنان بمحيطه، وعبثا نتحدث عن السيادة، إذ لا يحق لأحد استباحة الحدود".

أضاف: “ولرئيس الحكومة نجيب ميقاتي أقول: الاستنكار لا يكفي، فعليك القول إن السيادة لا تتجزأ"، مضيفا "عندها نتحدث عن تطبيق القوانين، إذ أن القوانين لا يمكن تطبيقها على الضعيف واستثناء القوي".

وتابع: "لا يمكن لأي فريق أن يستبيح الحدود اللبنانية ويمر بشاحنات عبرها خارقا السيادة اللبنانية التي لا تتجزأ؛ فالمقاومة شيء مقدس، إنما المقاومة في كل دول العالم مفهومها أنها تقوم عندما تسقط الدولة، ولا يمكن أن تقوم عندما تكون هناك دولة".

ومضى قائلا "إذا كنا نريد فعلا أن نحترم سيادة الدولة يجب أن نحترم قرار الحرب والسلم، ويجب أن نجد لمقاومة المواطنين إطارا ضمن الدولة"، مضيفا أن "المصلحة الشخصية والحزبية والسلطوية تمر قبل المصلحة العامة وهذا ملخص المرحلة".

النائبة رلى الطبش، تسائلت في كلمتها، قائلة "لماذا لم نسمع موقفا سريعا من الدولة تجاه الصور المنفرة واحتفالات النصر بعبور صهاريج المازوت؟".

وتوجهت إلى ميقاتي بالقول "صمتكم كان دليلا على موافقتكم على هذا الانتهاك للسيادة والشرعية والكرامة الوطنية".

ورغم كل الأسئلة عن عبور صهاريج مازوت إيراني إلى داخل لبنان دون موافقة حكومية مسبقة، تحاشى ميقاتي تقديم إجابة عن هذا الأمر،  وحصر ردوده على النواب في "إثارة الملفات التربوية والاقتصادية والاجتماعية من دون التطرق إلى أي شأن سياسي خلافي.

وفي وقت سابق الشهر الجاري، جرى الإعلان عن تشكيل حكومة لبنانية جديدة بعد فراغ سياسي دام 13 شهرا، في خطوة يأمل اللبنانيون ومعهم العالم أن تكون بداية طريق تعافي هذا البلد.

وصباح الخميس الماضي، دخلت عشرات الصهاريج المحملة بالمازوت الإيراني الذي استقدمه حزب الله من داعمته الرئيسية طهران إلى لبنان، آتية من سوريا المجاورة، وفق ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس.

وبدأت عشرات الصهاريج ذات اللوحات السورية تدخل صباحاً على مراحل منطقة الهرمل (شرق) عبر معبر غير شرعي، وفق ما أفاد مراسل فرانس برس.

وعلى طول الطريق باتجاه مدينة بعلبك، حشدت الميليشيا أنصارها لرفع أعلام حزب الله حول أماكن مرور الصهاريج.