بعد حادثة الطائرتين.. رفض لبناني لانفراد مليشيا حزب الله بقرار الحرب
ودعوات لبحث "الاستراتيجية الدفاعية"
رفض لبناني لاستحواذ مليشيا حزب الله على قضية سقوط الطائرتين الإسرائيليتين في الضاحية الجنوبية لبيروت.
"الاستراتيجية الدفاعية" و"قرار الحرب" عناوين طفت مجددا على الساحة اللبنانية على خلفية سقوط طائرتي استطلاع إسرائيليتين في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل مليشيا حزب الله الموالية لإيران، في وقت يخشى فيه اللبنانيون من مغامرة جديدة بمستقبل البلاد بقرار من طهران.
وفيما لوح أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، بشن هجمات على إسرائيل من داخل لبنان، ظهرت أصوات رافضة لهذا الواقع تدعو الدولة اللبنانية للقيام بدورها والبحث في "الاستراتيجية الدفاعية".
- وسائل إعلام لبنانية: غارات إسرائيلية على البقاع
- الجامعة العربية تدين اعتداءات إسرائيل على سيادة لبنان
الرفض انطلق من التحقيق في الاعتداء إذ قال مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية بيتر جرمانوس: "نحن الدولة وسنكشف على كل شيء"، بينما تؤكد الوقائع عكس ذلك بدليل أن حطام الطائرتين لا يزال بحوزة مليشيا حزب الله، وهو من يقوم بمهمة التحقيق والمسح التقني.
موقف مليشيا حزب الله المتعنت جاء باعتراف أمينها حسن نصرالله الذي قال إنه سيتم عرض الطائرة لاحقا، وهو ما أكدته مصادر وزارية مطلعة لـ"العين الإخبارية" مشيرة قائلة إن التحقيقات تقوم بها المليشيا التي كانت مستهدفة بالاعتداء وباتت تملك الطائرتين".
وكان الجيش اللبناني أعلن، الأحد، عن سقوط طارئتي استطلاع إسرائيليتين في الضاحية الجنوبية لبيروت، في أول حادثة من نوعها، منذ حرب يوليو/تموز 2006 وصدور القرار 1701 الذي أرسى وقفا للأعمال القتالية بين لبنان وإسرائيل وعزز انتشار قوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان.
وأشار الجيش إلى أن الطائرة الأولى سقطت أرضا وانفجرت الثانية في الأجواء متسببة في أضرار اقتصرت على الماديات"، فيما لفتت معلومات أخرى إلى وقوع جرحى في صفوف عناصر مليشيا حزب الله.
ولفت بيان الجيش إلى أنه "على الفور حضرت قوة من الجيش وعملت على تطويق مكان سقوط الطائرتين واتخذت الإجراءات اللازمة، كما تولت الشرطة العسكرية التحقيق بالحادث بإشراف القضاء المختص".
وأكدت مصادر قانونية مطلعة لـ"العين الاخبارية" أن الإجراءات التي ستتخذها الدولة في هذا الإطار لا تعدو كونها محضر معلومات من قبل الشرطة القضائية يتم إرساله إلى مفوض الحكومة؛ حيث ينتهي الأمر عند هذا الحد طالما أن الملف لدى مليشيا حزب الله ولا يوجد موقوفون في القضية".
مواقف رافضة
الحادث استدعى مواقف رافضة من قبل بعض الفرقاء ولا سيما الرافضون منهم لسلاح مليشيا حزب الله، أبرزهم شخصيات من "فريق 14 آذار" و"حزب الكتائب اللبنانية" إضافة إلى "حزب القوات اللبنانية"، خاصة وأن نصرالله ظهر مساء الأحد مهددا بالرد على إسرائيل، حتى أنه ذهب إلى التهديد بالرد من لبنان على أي اعتداء على عناصره في سوريا، من دون إعلان أي رد رسمي من قبل المسؤولين على التلويح بالحرب.
وبعد مرور ساعات قليلة على تهديد نصرالله، عمدت إسرائيل إلى استهداف مواقع للجبهة الشعبية الفلسطينية، القيادة العامة في منطقة قوسايا في البقاع، عند سلسلة جبال لبنان الشرقية، بثلاث غارات متتالية.
وتبرز على الساحة التحذيرات من استمرار حصر قرار السلم والحرب في لبنان بيد مليشيا حزب الله، بعد أيام على قول الرئيس اللبناني ميشال عون إن مقاييس الاستراتيجية الدفاعية التي يفترض أن تبحث في سلاح حزب الله تبدّلت، وهو ما لاقى ردود فعل رافضة.
وفي السياق نفسه، دعا "حزب القوات اللبنانية" على لسان القيادي والنائب السابق أنطوان زهرا الحكومة على وضع يدها على الموضوع والتحقيق في حادثة الطائرتين، مشددا على ضرورة دعوة عون إلى البحث في الاستراتيجية الدفاعية.
وقال زهرا لـ"العين الإخبارية": "لا دليل لدينا أن هناك طائرتين سقطتا ورغم إعلان مفوض الحكومة أن الدولة ستضع يدها على الموضوع لم يعلن إلى الآن أي شيء"، مشيرا إلى أن التحقيقات التي قامت بها الدولة والجيش اللبناني بدأت بعد ساعات على وقوع الحادثة بعدما كان حزب الله قد تولى المهمة".
وأضاف "في الوقت الذي يبدو واضحا أن السلطة لم يعد لديها أي موقف سوى الاستنكار وقرار الحرب والسلم محصور بيد مليشيا حزب الله".
ودعا الحكومة إلى وضع يدها على الموضوع، ورئيس الجمهورية للدعوة فورا؛ لبحث الاستراتيجية الدفاعية لتحييد لبنان عن الصراع "الإسرائيلي، الأمريكي، الإيراني"، مشددا: "نرفض تعريض لبنان للخطر إذا كان فريق لبناني يأتمر بالأوامر الإيرانية".
الموقف نفسه كان قد عبّر عنه رئيس "الكتائب" سامي الجميل، قائلا: "ما حصل في الضاحية الجنوبية يشكل اعتداء على لبنان وهو مرفوض وخطير، لكن وحدها الحكومة مخولة للقيام بكل الخطوات الدبلوماسية والدفاعية اللازمة لحماية لبنان"، مضيفا "عسى أن تستفيق الدولة اللبنانية من غيبوبتها قبل الخراب".
من جانبه، رأى النائب السابق فارس سعيد أن لبنان انقسم إثر حادثة سقوط الطائرتين بين فريق يتمسك بتطبيق القرار 1701 وفريق آخر يقف خلف مليشيا حزب الله.
وتوقف سعيد عند ما قال إنه "غاب رئيس الجمهورية ووزير الخارجية جبران باسيل في الوقت الذي انتظر فيه لبنان كلام نصرالله"، معتبرا أن هذا الأمر يدل على ما عده "سقوط الدولة"، على حد تعبيره.
ورأى أن رئيس الحكومة سعد الحريري أمام امتحان حقيقي مشددا على أنه "إذا بقي قرار السلم والحرب بيد مليشيا حزب الله استعدوا للحرب.. ونحن نرفض سياسة الأرض المحروقة".
aXA6IDMuMTQxLjIwMS45NSA= جزيرة ام اند امز