رسائل متضاربة لحزب الله.. هل تتخلى إيران عن حليفها الأبرز؟
في وقت ساد فيه الاستياء داخل أوساط حزب الله اللبناني، بسبب تخلي طهران عنه، غازلت إيران، زعيم الجماعة اللبنانية حسن نصرالله، برسالة «حيت» فيها ما وصفته بـ«ثبات المقاومة».
إلا أن رسالة أخرى مفادها أن «التوقيت ليس مناسبًا» لشن هجوم ضد إسرائيل، أثارت إحباطًا لدى الجماعة اللبنانية، ونكأت الشكوك من إمكانية تخلي طهران عن الجماعة اللبنانية.
فكيف تضاربت الرسائل الإيرانية؟
الرسالة الأولى بعثها نائب الرئیس الإیراني للشؤون الاستراتیجیة محمد جواد ظریف، الخمیس، إلى حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، قال فيها: «إذا لم يلعب المجتمع الدولي دوره في وقف هذه الجريمة، فإن الحرب ستكون لها آثارها على الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة والعالم».
وذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (ايسنا)، أن ظريف، وهو وزير الخارجية الإيراني الأسبق، حيا في رسالته «ثبات المقاومة في مواجهة الهجمات رغم ما لحقت بها من ضحايا وأضرار ومقتل قادتها»، مطالبا العالم والمنظمات الدولية وصناع القرار في الدول المؤثرة، بـ«الضغط على إسرائيل لوقف جرائمها»، على حد وصفه.
يأتي الكشف عن تلك الرسالة وسط تقارير تتحدث عن خلاف داخل حزب الله في شأن كيفية الرد على إسرائيل، واستياء من موقف إيران لتخليها عن الحزب في تلك الحرب.
وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال»، أن هناك خلافات في الرأي داخل حزب الله حول كيفية الرد على الهجمات الإسرائيلية المكثفة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر، لم تُسمها، قولها إن أعضاء في الحزب أعربوا عن استيائهم من عدم دعم طهران القوي لحزب الله.
وفيما تحاول قيادة حزب الله الحفاظ على الردع دون تصعيد الصراع إلى حرب واسعة النطاق مع إسرائيل، وضعت الهجمات الإسرائيلية الحزب في أعمق أزمة خلال العقود الأخيرة.
وتوقع مراقبون أن تؤدي الهجمات الإسرائيلية غير المسبوقة ضد حزب الله، والتي أضعفت إلى حد كبير اتصالاته وهيكله التنظيمي، إلى اتخاذ إيران خطوات أكثر جدية وصراحة لدعم حزب الله، إلا أن هذا الأمر لم يحدث حتى الآن.
الرسالة الثانية
وكان موقع «أكسيوس» الأمريكي نقل عن مصادر قولها، إن حزب الله حث إيران على شن هجوم ضد إسرائيل مع تصاعد القتال مع الجيش الإسرائيلي بالأيام الأخيرة، لكن إيران امتنعت عن ذلك حتى الآن.
وبحسب الموقع، أبلغ المسؤولون الإيرانيون، حزب الله أن «التوقيت ليس مناسبًا» لشن هجوم ضد إسرائيل، لأن الرئيس مسعود بزشكيان موجود حاليًا في نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وكان بزشكيان، نفسه أطلق تصريحات لافتة على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، إذ قال إن حزب الله "لا يمكنه البقاء بمفرده" في مواجهة إسرائيل، مضيفا: "لا يمكن لحزب الله أن يواجه بمفرده دولة تدافع عنها وتدعمها وتزودها الإمدادات من دول غربية ودول أوروبية والولايات المتحدة"، مطالبا المجتمع الدولي بألا يسمح بأن يصبح لبنان غزة أخرى.
فيما تقول صحيفة «نيويورك تايمز»، إن إيران تواجه معضلات واضحة؛ فطهران تريد استعادة الردع ضد إسرائيل مع تجنب حرب شاملة بين البلدين والتي من شأنها أن تجر الولايات المتحدة إلى التدخل، وبالتالي تدمير إيران في الداخل».
وأوضحت الصحيفة الأمريكية، أن إسرائيل تريد الحفاظ على وكلائها الذين يوفرون ما تسميه «الدفاع المتقدم» ضد إسرائيل (حزب الله، وحماس، والحوثيين في اليمن) دون الدخول في معركة نيابة عنهم.