أول ظهور لـ"عون" منذ نهاية ولايته.. توزيع اتهامات وتبرئة الرئاسة

في أول ظهور له بعد انتهاء فترة ولايته، قبل شهرين، أطل الرئيس السابق ميشال عون على اللبنانيين بتوزيع الاتهامات في اتجاهات عدة.

فـ"القضاء تابع"، وحاكم مصرف لبنان "مسؤول أول" عما وصلت إليه البلاد، ورئيس مجلس النواب نبيه بري كان من "أبرز المعرقلين" لعهده، اتهامات عدة ألقاها الرئيس السابق على مسؤولين كانوا في عهده.

ورغم تلك الاتهامات إلا أن عون دافع عن فترة حكمه، قائلا "لا أعتقد أنني أخطأت (..) لبنان يريد اليوم رئيسا ينفذ ما بدأته"، معتبرا أن صهره جبران باسيل رئيس التيار الوطني قوي وقادر على التحمل، فيما يحاول البعض إعدامه معنويا.

خفايا الأعوام الستة

وتحدث الرئيس ميشال عون في برنامج تلفزيوني عن بعض خفايا الأعوام الستة التي حكم فيها، وعن رؤيته للمرحلة المقبلة، إضافة إلى الجانب الوجداني في حياته، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الوطنية للإعلام اللبنانية.

وتمنى عون في عام 2023 أن "يتغير لبنان على صعيد الوضع السيئ، وينتهي من الأزمة التي يعيشها"، مضيفا "أنا متفائل بالمستقبل. كشفت في الست سنوات الأخيرة كل عيوب النظام، وكل عيوب من أوصلنا إلى هنا، ويجب أن نستمرّ في هذه المعركة".

وردا على سؤال بشأن رئيس مجلس النواب نبيه بري، وما إذا كان من "المعرقلين لعهده"، أجاب "كل ما أعرفه أن الرئيس بري كان ضد انتخابي رئيسا للجمهورية، ولقد عرقل 18 ملفا كنت أعمل عليها".

وتابع: "لم أسأل حزب الله عن سبب صمته على سلوك بري في الست سنوات الأخيرة، وهم لم يخبروني، وأعتقد أن تفاهم مار مخايل يجب إعادة صياغته"، في إشارة إلى الاتفاق الثنائي الموقع قبل سنوات بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله"، وعرف بـ"تفاهم مار مخايل" نسبة إلى الكنيسة التي جرى حفل التوقيع فيها.

الجميع متهم

واتهم عون في حديثه التلفزيوني القضاء بالتبعية، قائلا إنه "لا قضاء في لبنان، فالقضاء الموجود تحكمه التبعية وضعف الشخصية، ولم أوقع التشكيلات لأن فيها الكثير من الشوائب التي لم تصحح".

وعن العلاقة بسعد الحريري (رئيس الوزراء الأسبق)، قال عون: "علاقتي بالحريري جيدة على المستوى الشخصي، لكن على مستوى العمل كان الحريري غير مستقر ويغير آراءه بين الصباح والمساء".

وقال: "شغلي سأكمله، وكنت أعلم أن الحرب التي أخوضها سأخسرها لكن قاومت، وحافظت على حقي، وأطلب من الشعب اللبناني أن يدعمني، ولا أعتقد أنني أخطأت لأنّ هدفي واضح وإصلاحي".

سياسة دولية جديدة

وزعم الرئيس اللبناني السابق أن "هناك سياسة دولية جديدة تقوم على ضرب الاقتصاد لإخضاع الدول، كان واضحاً أن حركة 17 تشرين كانت موجهة ضدي، فبعد استقالة الحكومة ظلت مستمرة، وتوجهت مباشرة ضد رئيس الجمهورية"، معتبرا أن "الحرب الإعلامية جزء من الحرب الكبيرة التي تعرّضت لها، وبعض القنوات ساهمت في التحريض ضدّي".

وقلل مما وصفه بالتحريض ضده، قائلا: "لا شيء يهمّني عندما أكون في حالة مقاومة، فلم يتمكن الإعلام من تشويه صورتي، واسترديت ما خسرته على مستوى القاعدة الشعبية بعد الانتخابات النيابية الأخيرة؛ لأنّهم عرفوا مَن هو ميشال عون ومَن هم الآخرون".

وتابع: "جبران باسيل (رئيس التيار الوطني الحر) يتعرّض لهجوم كبير ويحاولون إعدامه معنويا وإعدام صورته، لكنه قوي وقادر على التحمّل".

وتابع: "قصة جبران باسيل بسيطة لكنها معقدة في ذهن الناس، وأنا سلمته التيار قبل أن أصبح رئيسا للجمهورية، لكننا تعرضنا للهجوم من قبل أطراف اعتبرته رئيس الظلّ وهذا غير صحيح طبعا.. جبران باسيل ليس رئيس تيار سياسي فقط، بل هو رئيس تكتل نيابي وأرادوا مني كرئيس جمهورية خنقه".

ورأى أن "الشعب اللبناني كان الصديق الوحيد للعهد، ولمن يشكّ بذلك ليستطلع الشارع (..) أكبر دليل المشهد يوم غادرت قصر بعبدا، والأكيد أن الحكم له حصّته من الخسارة".

وعن انفجار مرفأ بيروت، قال: "لفتني أنّه بعد انفجار المرفأ صدرت تصاريح من رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو والرئيس السابق دونالد ترامب تتحدث عن ضربة ما، ولكن ما لبثا أن تراجعا".

وفي حديثه عن الرئاسة والاستحقاق الرئاسي، أكد أن "لبنان يريد اليوم رئيسا ينفذ ما بدأته، وإلا المنظومة ستسترجع قواها، أعز سليمان فرنجية وجوزاف عون على المستوى الشخصي لكنني لست نائبا لأختار واحدا بينهما لرئاسة الجمهورية".

ولفت عون إلى أن "الإصلاح في بلد تجذر فيه الفساد منذ 32 عاماً مهمة صعبة جداً، ولا يمكن أن تتحقق إلا إذا ثار الشعب بحق ضد الفساد، فالمسؤول لا يمكن أن يواجه بمفرده".

وأضاف: في 25 مارس/آذار 2020 اتخذ قرار في مجلس الوزراء بإجراء تدقيق جنائي في مصرف لبنان، وكان بدء التنفيذ لا يحتاج لأكثر من شهر، لكن العراقيل المصطنعة والمماطلة أخرته طوال سنتين ونصف، ولم تزل مستمرة".

وختم عون حديثه باعتبار "مشكلة النظام اللبناني أنه بثلاثة رؤوس مع ديمقراطية توافقية"، مشيرًا إلى أنه "لن تقوم دولة إذا لم يكن هناك احترام للقوانين، وإذا استمر استغلال الموقع والطائفة للعرقلة وضرب الدستور والقوانين".