"مليشيا ورأس الفتنة".. خلافات أحزاب لبنانية تتصدر تويتر
مناصرو حزب التيار الوطني الحر، والقوات اللبنانية تبادلوا الهجمات الإلكترونية إثر إطلاق النار على مسيرة لمجموعات من أنصار القوات.
تصدّر هاشتاق مليشيا_التيار (في إشارة إلى التيار الوطني الحر) وجعجع_رأس_الفتنة (رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع)، موقع "تويتر" في لبنان إثر مواجهات بينهما أمام مركز "القوات" بضاحية بيروت الشرقية.
ودار الخلاف بين الطرفين، مساء الإثنين، إثر وصول مجموعات من أنصار القوات ترفع شعارات بمناسبة ذكرى استشهاد الرئيس اللبناني السابق بشير الجميل قرب مقر التيار، حيث سمعت طلقات نارية كثيفة في المكان.
وشن مناصرو الحزبين هجمات إلكترونية عنيفة على بعضهما مستتذكرين صراعاتهما في الحرب الأهلية اللبنانية.
وكتبت ميرنا غريّيب تحت هاشتاق #مليشيا_التيار: "في العهد القوي، يتم سوق شباب الثورة إلى السجون لأنهم يطالبون بدولة محترمة، و#مليشيا_التيار يطلقون النار وكأن الدولة ملك والدهم".
واعتبرت الناشطة ميرا أن "مناصري التيار يتصرفون كما حليفهم حزب الله".
أما سامي خوري فقال: "إفلاس سياسي.. لم يبق أمامهم إلا افتعال المشاكل الأمنية ليغطوا فشلهم".
بدوره، غرّد ماريو ملكون، قائلا: "الصّورة واضحة جداً.. قيادة التيار تأمر تابعيها بإطلاق النار وتطلب من مليشيا الحزب المساندة.. قيادة القوات تتمنّى على جمهورها عدم الانجرار وتطلب من الدولة كشف الحقائق".
وكتب الناشط فريدي خراط "جبران باسيل يسعى لإثارة النعرات وافتعال المشاكل بهدف سقوط شهداء وشد العصب العوني (التيار) الذي لا يزال يتهاوى بشكل مخيف في الآونة الأخيرة لتكريس نفسه زعيما".
كذلك قال الناشط إيلي: "مشكلة التيار والقوات كان مخططا له من قبل جبران باسيل".
وكتب ماريو ملكون تحت هاشتاق "مليشيا_التيار": "يوما بعد يوم تتكشف الحقائق:" ادعوا الإصلاح.. وباتوا أسياد الفساد.. ادعوا حب الجيش فمجدوا سلاح المليشيات"، في إشارة إلى تحالف التيار مع حزب الله.
فيما كتب عدد كبير من الناشطين جملة: "اقتربت نهاية مليشيا التيار".
وقال طوني بدر: "يوما بعد يوم يبرهن التيار أنهم يصبحون مثل مليشيا حزب الله".
أما النائب عن "القوات اللبنانية" بيار بو عاصي فقال: "لا يشبع غول الموت (في إشارة إلى رئيس الجمهورية ميشال عون كما سبق لنائب القوات أن أسماه)، من وليمة الموت.
وأضاف "بعد يوم السبت المليء بالاستفزازات والاعتداء على المواطنين، ها هم أنصار عون وباسيل يطلقون النار على موكب يحيي ذكرى الرئيس الشهيد بشير الجميل".
وأضاف: "بئس زمرة تسعى إلى جذب الجميع إلى القعر حيث تهوي تحت ثقل فشلها".
في المقابل، وتحت هاشتاق "#جعجع_رأس_الفتنة" شنّ أنصار "التيار الوطني الحر" هجوماً عنيفاً على رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع.
وقال المخرج التلفزيوني شربل خليل: "عندما أيقن أن #ثورة_الأوباش لم تعد صالحة للركوب ولن تحقق له مبتغاه، ها هو يلجأ إلى الفتنة والدم".
وتساءل الوزير السابق غسان عطالله: "ما شبعت فتنة؟".
كما تساءل النائب سيزار أبي خليل قائلا: "ما رأيكم لو التيار الوطني الحر يقوم بمسيرة إلى معراب (مقر إقامة جعجع)؟".
بدوره، أعلن رئيس الدائرة الإعلامية في القوات اللبنانية شارل جبور موقف حزبه الرسمي، وغرّد عبر حسابه على تويتر، قائلا: "من الواضح أن التيار الوطني الحر معبأ بسبب فشل العهد والأزمة المالية وأزمة الثقة مع الناس وانسداد أفقه السياسي وحاجته لراعي خارجي وعقوبات محتملة ومواجهته مع مختلف القوى السياسية".
وأضاف: "هذا ما يفسِّر خروجه عن طوره في مناسبات عدة آخرها مظاهرة بعبدا وما حصل أمام مركز "القوات" بمنطقة ميرنا الشالوحي".
وأضاف : "ما حصل أمام مقر القوات مفتعل من قبل التيار الوطني الحر ويدخل في سياق جرّ القوات اللبنانية إلى مواجهة يحتاج إليها التيار لحرف الأنظار عن أزماته، بدليل البيانات المتوترة والظهور الإعلامي المتشنِّج، فيما تعاملت القوات مع الموضوع بهدوء وروية وعقلانية".
وتابع جبور قائلاً: "المواجهة بين القوات والتيار إن في السياسة والإعلام، أو على أرض الواقع كما حصل أمس، هي مواجهات طبيعية تحصل في كل دول العالم المتحضِّر وبين كل القوى السياسية".
ولفت إلى أن: "المهم أن تبقى تحت سقف القانون، والقضاء هو الفيصل في حال حصول إطلاق نار كما حدث أمس، وبالتالي هذا جزء من الحياة السياسية".
وكان التيار الوطني الحر أصدر ليلاً بياناً شديد اللهجة شن فيه هجوما على جعجع وقال إن "(القوات اللبنانية) مارست كل مليشياوية سمير جعجع وقامت بعرض عسكري في الأشرفية المنكوبة لتذكّر اللبنانيين بماضيه الدموي".
وأضاف: "كما مارست غدر سمير جعجع المعروف، وتوّجه عناصر منها بمسيرة سيّارة منظّمة سلفاً باتجاه المقر العام للتيار الوطني الحر، وحاول أفرادها المباغتة واقتحام المقر فأجبروا على الانكفاء، وراحوا يعبّرون عن أخلاقياتهم وحقدهم من خلال الاستفزازات وكيل الشتائم بحق الرئيس العماد ميشال عون وبحق التيار والتياريين إلى أن تجمّع بوجههم مناصرون للتيار هبّوا لحماية مقرّهم".
وطالب "التيار" من القوى العسكرية والأمنية تحمّل مسؤوليّاتها ومنع هذه الحالات الشاذة، على أن يحتكم إلى القضاء بالادّعاء على قيادة "القوات" لأنه مؤمن بدولة المؤسسات والقانون لا بمنطق الشارع والمليشيا.
بدورها، أعلنت "القوات اللبنانية"، في بيان، أن مناصريها قاموا بمسيرات ضخمة، ومرّوا عبر أوتوستراد ميرنا الشالوحي الذي هو طريق عام وليس مخصصاً لأحد معين.
وعند وصول المسيرة الكبيرة إلى هناك، أُطلقت النيران من مبنى "ميرنا الشالوحي" باتجاه المسيرة السلمية التي تعبر عن مناسبة وطنية.
وعندما حدث إطلاق النار، ترجل مناصرو "القوات" من السيارات ورفضوا هذا التعدي السافر عند مرورهم على الطريق العام.
وتابع: "فور معرفة رئيس (القوات) سمير جعجع بالحادثة، دعا جميع المشاركين والرفاق إلى مغادرة المكان، وطلب من الأجهزة الأمنية تحديد هوية مطلقي النار من قبل التيار الوطني الحر تجاه أشخاص كانوا يمرون بشكل قانوني".
من جهتها، أوضحت قيادة الجيش، في بيان لها، ما حدث مساء بين القوات والتيار الوطني الحر.
وقالت إنه "نحو الساعة 11 مساءً، تطوّر إشكال بين مناصرين حزبيين إلى إطلاق نار في الهواء على خلفية قيام عدد من مناصري حزب القوات اللبنانية بالتجمّع قرب مركز التيار الوطني الحر ورشقه بالحجارة وإطلاق الهتافات والشعارات الاستفزازية، وعلى الفور تدخّلت وحدة من الجيش وعملت على ضبط الوضع وإعادته إلى طبيعته".
ونبهت قيادة الجيش إلى ضرورة الالتزام بالتعبير السّلمي عن الرأي وعدم القيام بكل ما من شأنه زعزعة الاستقرار والأمن.
aXA6IDMuMTQ1LjU4LjkwIA==
جزيرة ام اند امز