نذر حرب إسرائيلية لبنانية.. 100 صاروخ في 10 دقائق
يبدو أن التوترات بالأقصى لن يتوقف صداها على الأراضي الفلسطينية، وإنما سيمتد تأثيرها إلى الخارج، ما يهدد بتفجر الأوضاع في المنطقة.
وليست سيناريوهات الحرب اللبنانية مستبعدة، خاصة مع بدء فعلي لإطلاق الصواريخ من جنوب لبنان والرد الإسرائيلي بالقصف المدفعي لتلك المناطق، وسط تأهب واستعدادات للتصعيد.
وربطت وسائل إعلام إسرائيلية بين هذا التطور والاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى خلال اليومين الماضيين.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، إن "رئيس الوزراء نتنياهو يعقد اجتماعا مع رؤساء الأجهزة الأمنية لتقييم الأوضاع".
الفعل ورد الفعل
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن صافرات الإنذار دوّت بشكل متواصل دون توقف مترافقة مع أصوات انفجارات.
وقالت القناة 14 الإسرائيلية، إن "100 صاروخ أطلقت من لبنان على شمالي إسرائيل خلال 10 دقائق".
وفي وقت لاحق قالت إنه "تم إطلاق حوالي 30 صاروخا جرى اعتراض 20 منها، سقط صاروخان في مناطق مأهولة، وهناك إصابتان؛ الأولى بشظايا صاروخ، والثانية نتيجة السقوط بعد سماع الصافرات".
وبدورها، قالت الهيئة العامة للبث الإسرائيلي: "أغلقت سلطة المطارات والمعابر المجال الجوي من حيفا وحتى حدود لبنان".
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن أن "منظومة القبة الحديدية اعترضت صاروخا أطلق من لبنان في اتجاه الأراضي الإسرائيلية".
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي: "يتم إطلاع رئيس الوزراء نتنياهو بانتظام على الأحداث الأمنية، وسيجري تقييمًا للوضع مع رؤساء الجهاز الأمني".
ودوت صافرات الإنذار مرتين على الأقل في منطقة الجليل الأعلى القريبة من لبنان.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان: "تم رصد إطلاق قذيفة صاروخية من لبنان باتجاه إسرائيل وتم اعتراضها بنجاح من قبل الدفاعات الجوية".
ولاحقا قالت الهيئة العامة للبث الإسرائيلي إنه تم إطلاق رشقات من الصواريخ من لبنان باتجاه الأراضي الإسرائيلية، فيما ذكر الأمن الإسرائيلي أنه يفحص خلفيات ما يجري.
وفي أعقاب ذلك، شنت إسرائيل قصفا مدفعيا على جنوب لبنان بعد هجمات صاروخية.
وأفاد الناطق باسم نجمة داود الحمراء بأن الخط الساخن تلقى تقارير عن رجل أصيب بجروح طفيفة من الشظايا، وامرأة أصيبت وهي في طريقها إلى المنطقة المحمية، وامرأة أصيبت بنوبة هلع خلال صافرات الإنذار في الجليل الغربي.
وبدوره، أعلن رئيس بلدية نهاريا الإسرائيلية، أنه تم غلق الشواطئ العامة وفتح الملاجئ.
بينما دعا وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين المجتمع الدولي إلى "إصدار بيان واضح ضد المسؤولين عن الاعتداءات على بلادنا".
اقتحام الأقصى
وكانت الشرطة الإسرائيلية أعادت، مساء الأربعاء، وللمرة الثانية في غضون 24 ساعة اقتحام المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين فيه.
وتأتي الاقتحامات توطئة لاقتحامات المستوطنين في ساعات الصباح لمناسبة عيد الفصح اليهودي.
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس إن 199 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى اليوم.
وفرضت الشرطة الإسرائيلية قيودا على دخول المصلين المسلمين إلى المسجد، إذ منعت من هم دون سن 40 عاما من الدخول لأداء الصلاة.
صراع تاريخي
وكان آخر تبادل لإطلاق النار تم مطلع أبريل/نيسان من العام الماضي، وسبقته عملية أخرى في 2021، في حين كانت حرب 2006 الأكبر بين الجانبين، خلال العقدين الماضيين، وأسفرت عن خسائر فادحة على كل المستويات.