فاجعة بيروت.. شهود عيان يروون لـ"العين الإخبارية" لحظات الرعب والأمل
حتى الساعة لا تزال الصدمة سيدة المواقف لكثير من اللبنانيين حول مشهد الثلاثاء الأسود الذي عده البعض بمثابة انهيار للبلاد
حتى الساعة لا تزال الصدمة سيدة المواقف لكثير من اللبنانيين حول مشهد الثلاثاء الأسود الذي عده البعض بمثابة انهيار للبلاد، فيما لا يزال يتمسك البعض بالأمل رافضين تصديق ما حدث.
وأمس الثلاثاء، ضرب بيروت انفجار ضخم أسفر عن أضرار مادية فادحة فضلا عن أكثر من 100 قتيل، ونحو أربعة آلاف مصاب في حصيلة أولية قابلة للارتفاع مع استمرار وجود مفقودين.
هنا أمام مشاهد الخراب التي محت آثار وسط المدينة، يقول رجل ستيني لـ"العين الإخبارية": "هذا الانفجار هو الأضخم في تاريخ بيروت، لم نشهد مثله لا في الحرب الأهلية مطلع ثمانينيات القرن الماضي ولا خلال الحروب الإسرائيلية المتلاحقة على البلاد.. بيروت انهارت".
في المقابل، يرفض آخرون هذه المشاهد "السوداوية" رغم حقيقتها، وهم يتهافتون لمعاينة ما حصل في المرفأ وساحات بيروت المحيطة، مؤكدين أن "بيروت صامدة وترفض أي موت يفرض عليها"، مذكرين بأحداث اكثر مأساوية خرج بعدها لبنان منتصرا.
المتنقل بين الركام يعتقد أنه أمام ثوران قوي لبركان بكل ما للكلمة من معنى، جراء حجم الخسائر وقوة الانفجار ولا سيما في المنطقة التي شهدت التفجير في مرفأ بيروت والأحياء المحيطة.
يعكس هذه الكارثة مدى تمدد شظايا الانفجار إلى كل المراكز الأمنية الثابتة والمباني والمطاعم المحيطة بجوانب المرفأ كافة، فالأضرار لحقت بمستودعات المرفأ جميعها من صوامع للحبوب دمرت بالكامل.
تطاير المواد الغذائية والبضائع يظهر مدى قوة الانفجار وتمدد لمسافات بعيدة جدا، فضلا عن أضرار كبيرة بالممتلكات العامة والخاصة المحيطة بالمنطقة.
أحد شهود العيان من العاملين الأجانب والذي كان متواجدا لحظة الانفجار، يقول لـ"العين الإخبارية" إن عدد الضحايا والجرحى كبير جدا خصوصا في المنطقة المحيطة.
ويشير إلى أن الحرائق امتدت إلى أغلب العنابر ومؤسسات الشحن، مع تسجيل دمار كبير للآليات المحترقة المتواجدة في المنطقة البحرية المخصصة لاصطفاف الشاحنات الصغيرة والكبيرة ومستودعات تخزين المواد الأساسية لا سيما الحبوب.
ويتحدث شهود عيان آخرون التقتهم "العين الإخبارية" عن رعب وخوف لم يسجل في تاريخ الانفجارات والأحداث التي شهدها لبنان وبالتحديد بيروت.
أحد الموظفين في المطاعم الملاصقة للمرفأ يشكر الله أنه بقي على قيد الحياة، ويروي لـ"العين الإخبارية" اختفاء أحد زملائه وهو من العمال السوريين، الذي كان في طريقه لشراء بعض المواد الغذائية الرئيسية للمطعم.
ويؤكد أن معظم الإصابات كانت حرجة، موثقا لحظة هروب واختباء القسم الأكبر من العاملين في الشارع الرئيسي أثناء تمدد الانفجار وألسنة اللهب والدخان إلى المنازل والمحال التجارية كافة في المنطقة.
ووفق شهود عيان فإن وهلة ما حصل فاجأ الجميع دون استثناء، وأن حالة من الفوضى اللا إرادية رافقت عمليات إجلاء وإسعاف القتلى والجرحى، وسط تأخر سيارات الإسعاف بالوصول إلى المنطقة بسبب غلق الطرق إثر زحمة السير الخانقة وتوافد المواطنين لرؤية ما يحدث.
سيدة أخرى تسكن في منطقة الصيفي القريبة من مكان الحاداث تتحدث عن "انفجار زجاجي" في إشارة إلى حجم تطاير الزجاج للمنازل، متحدثة عن ليلة من الأرق والقلق لم تشهدها بيروت والمنطقة من قبل بتاتا.
وقدرت السلطات اللبنانية الأضرار المادية ما بين 3 إلى 5 مليارات دولار، فيما تم تشريد مئات الآلاف من الأشخاص بعد تضرر نصف العاصمة.