لبنان يترقب "تسونامي اقتصادي" بعد كارثة المرفأ
"بلومبرج" تقول إن الانفجار الضخم الذي هز أرجاء بيروت يضيف محنة جديدة لاقتصاد البلاد الذي يترنح بسبب أسوأ أزمة مالية في تاريخها.
قالت وكالة "بلومبرج" الأمريكية اليوم الأربعاء، إن الانفجار الضخم الذي هز أرجاء العاصمة اللبنانية بيروت، الثلاثاء، يضيف محنة جديدة لاقتصاد البلاد الذي يترنح بسبب أسوأ أزمة مالية في تاريخها.
ويأتي تحذير بلومبرج في الوقت الذي يحذر فيه الخبراء من "تسونامي اقتصادي" بعد الانفجار العنيف الذي وقع في "الثلاثاء الأسود" بمرفأ بيروت.
وأضافت بلومبيرج: "يعتبر مرفأ بيروت الذي تضرر جراء الانفجار هو الأكبر في لبنان، ويعتمد لبنان من خلاله على استيراد وارداته من الأغذية والمستلزمات الطبية وغيرها من السلع الضرورية".
- فاجعة بيروت.. أضرار تطول نصف العاصمة وتشرد 300 ألف شخص
- بيروت والأمونيوم.. علاقة "حزب الله" مع الموت المدفون
وتقول بلومبرج: "يعاني لبنان بالفعل تحت وطأة الانهيار الاقتصادي الذي تعيشه البلاد، مع التراجع السريع في قيمة الليرة، وارتفاع سعر الصرف في السوق السوداء الأمر الذي يؤجج التضخم، وتسبب في إغلاق كثير من المشروعات، وغرق كثير من الناس في الفقر والبطالة".
وأشارت إلى هبوط قيمة الليرة بنسبة 80% مقابل الدولار منذ أغسطس/آب، الأمر الذي جعل الواردات باهظة الثمن، ما دفع البنك المركزي للسحب من الاحتياطي لدعم القمح والوقود والدواء، هذا إلى جانب عجز الوقود ونقص الخبز .
الدعم الأجنبي
وتقول بلومبرج: "بعد تخلف لبنان عن سداد سندات يوروبوند المستحقة في مارس/آذار، أجرت البلاد محادثات مع صندوق النقد الدولي لاقتراض 10 مليارات دولار، غير أن تلك المحادثات توقفت فيما تسعى بيروت للاتفاق على حجم خسائر النظام المالي وتطبيق الإصلاحات الاقتصادية المطلوبة للحصول على الأموال".
وقالت فرنسا، التي استضافت مؤتمر المانحين عام 2018 وانتهى إلى تعهدات بأكثر من 11 مليار دولار في صورة قروض ومنح إلى لبنان، إن خطة إنقاذ صندوق النقد هي الخيار الوحيد أمام البلاد، رغم أنها أعربت عن استعدادها لتقديم المساعدة بعد حادث الانفجار.
اضطرابات اجتماعية
وقالت "بلومبرج" إن هذه الكارثة أسوأ ما عاناه لبنان خلال عقود، والشعب اللبناني ضاق بسوء إدارة الحكومة، وحسب الوكالة الأمريكية ،الانفجار نتيجة كمية من نترات الأمونيوم تساوي 1800 طن من مادة "تي إن تي/TNT" جرى تخزينها بطريقة غير صحيحة"
وهزت موجة احتجاجية أرجاء لبنان في أكتوبر/تشرين الأول ضد الفساد وسوء الإدارة الاقتصادية والسياسات الطائفية، ورغم هدوء تلك الاحتجاجات، دفعت الأزمة الاقتصادية المتنامية والارتفاع الحاد في الأسعار المتظاهرين الغاضبين إلى الشوارع مجددًا في يونيو/حزيران.
وضع المشافي
وتواجه المستشفيات في بيروت أزمة بالفعل، وجاء الانفجار ليلحق بها أضرارًا بالغة، ويتلقى بعض المرضى العلاج في "مواقف" انتظار السيارات.
وأشارت "بلومبرج" إلى أن وحدات الرعاية المشددة بالمستشفيات العامة لديها طاقة استيعابية محدودة، وفي بعض الأوقات أغلقت أجهزة تكييف الهواء وقامت بتأخير العمليات الجراحية بسبب نقص الوقود.