سلاح حزب الله يسقط صريع السخرية في معركة "ترسيم الحدود"
لبنانيون على منصات التواصل الاجتماعي شنوا هجوما على مليشيا حزب الله وحملوها مسؤولية تردي الأوضاع في لبنان بعد معارك بلا طائل.
بإعلان رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، حليف حزب الله الرئيسي في البلاد، عن اتفاق إطار يقضي بفتح التفاوض على الحدود بين لبنان وإسرائيل تحت مظلة الأمم المتحدة وبمسعى أمريكي، اشتعلت منصات التواصل الاجتماعي بانتقادات للمليشيا الموالية لإيران.
وطوال العقود الماضية برر حزب الله احتفاظه بالسلاح خارج إطار الدولة اللبنانية بمزاعم المقاومة ورفضه الانخراط في التفاوض مع إسرائيل.
ويعتقد طيف واسع من المراقبين أن أي قرار بشأن التفاوض مع إسرائيل غير ممكن إلا بضوء أخضر من حزب الله ومن خلفه طهران.
وتصدر وسم ترسيم الحدود في لبنان وحفل بالانتقادات لموقف مليشيا حزب الله التي قادت البلاد لـ"خراب اقتصادي" لينتهي بها الحال بقبول التفاوض.
كما رحب لبنانيون بفتح باب أمام "صوت العقل"، وكتب الإعلامي اللبناني يزبك وهبي على حسابه قائلا "ترسيم الحدود خطوة أولى نحو الاستفادة من حقوقنا النفطية في زمن ٍ صعب... تحية لكل مَنْ ساهم في الوصول إلى اتفاق الإطار وإلى مَن سيُكمل التفاوض وصولا إلى الاتفاق النهائي".
من جهته، قال الناشط السياسي نوفل ضو ساخرا من شعارات حزب الله متسائلا عن سبب احتفاظه بالسلاح "هل يعني إعلان اتفاق الإطار على ترسيم الحدود الذي أعلنه الرئيس بري بين لبنان وإسرائيل والولايات المتحدة والأمم المتحدة أن الثنائي الإيراني في لبنان (في إشارة لحزب الله وحركة أمل) اعترف بمبدأ أن حدود لبنان الجنوبية هي مع إسرائيل وليست مع "فلسطين المحتلة"؟ وهل سقط شعار "تحرير القدس"؟ وما الحاجة إذا لسلاح حزب الله؟".
وأضاف "بعد إعلان نبيه بري باسم الثنائي الإيراني في لبنان عن اتفاق إطار لترسيم الحدود مع إسرائيل انكشف الدور الحقيقي لسلاح حزب الله وهو دور لا علاقة له بمقاومة إسرائيل وإنما بمحاولة تغيير هوية لبنان الحضارية والثقافية والسياسية وبالسعي إلى السيطرة على الحكم ومؤسسات الدولة وقراراتها".
بدوره علق الناشط والمحامي ميشال فلاح ساخرا: "سماحة الأمونيوم العام (في إشارة لدور حزب الله وأمينه العام حسن نصر الله في تفجير مرفأ بيروت مطلع أغسطس/آب الماضي الناتج عن تخزين المادة شديدة الانفجار لسنوات دون مراعاة لاشتراطات الأمان) يتوعد اللبنانيين منذ سنوات، ويتفاوض مع الإسرائيليين! مرحبا مقاوم".
وغرّد الإعلامي فراس حاطوم ساخرا أيضا: "في حال اقترب موعد إزالة إسرائيل من الوجود ما معنى التفاوض معها اليوم على الحدود؟".
من جهته، قال النائب السابق فارس سعيد متحدثا عن سيطرة حزب الله على لبنان وقرب انتهاء نفوذه: "حزب الله يقررّ الحرب ثم السلم والباقي يصرّف أعمال (في إشارة لصعوبة تشكيل حكومات ما يطيل عمر حكومات تصريف الأعمال)".
وأضاف: "تنهار سرديّة حزب الله المرتكزة على الحرب ضد إسرائيل ومعها ينهار نفوذه، لا يربح فريق بالمقابل، سيربح لبنان، كل لبنان من دون تمييز".
الإعلامي عمر حرقوص شن هو الآخر هجوما ساخرا على المليشيا الموالية لإيران قائلا: "أنهى لبنان بري، عون (الرئيس البناني ميشل عون) ونصرالله مفاوضات اتفاق التطبيع مع إسرائيل تحت مسمى ترسيم الحدود، وبقيت بعض الأمور الشكلية التي يجب إتمامها.. مثل التعامل مع خردة الصواريخ التي يمتلكها حزب الله، وفتح الحدود بين البلدين، وتبادل السفراء. أما ملف اللاجئين وحق العودة فترك لمرحلة الحل النهائي".
وربطت الصحفية والناشطة كارول معلوف قرار الاتفاق على ترسيم الحدود بتصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي عن وجود مخازن أسلحة لحزب الله في بيروت"، وألمحت إلى خضوع حزب الله، وأرفقت تغريدتها بتعليق "سبحان الله كيف تحصل الصدف".
وتحدث أيضا الناشط جوي لحود عما قام به حزب الله طوال السنوات الماضية تحت شعار المقاومة وقال "دمّروا الدولة تحت شعار المقاومة، ثم أفلسوا البلد تحت شعار الممانعة، والآن يأخذوننا إلى المفاوضات ونحنا منهكين، عرايا، مفلسين، محاصرين (..) هذه كانت مهّمتهم من الأساس... والآن انتهت".
ويرفض حزب الله طرح سلاحه للتفاوض تحت دعوى مقاومة إسرائيل، لكنه استخدم السلاح في معركته السياسية في الداخل إجبار خصومه على الانصياع وكان آخر هذه التدخلات حينما هاجمت عناصره المحتجين على تردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وخاض الحزب حربا ضد إسرائيل في 2006 كبدت لبنان خسائر فادحة، لكن أدبيات الحزب تحدثت عن انتصاره في تلك الحرب.
ويسعى لبنان للحصول على مساعدات دولية لمواجهة أعنف أزمة اقتصادية تشهدها البلاد منذ الحرب الأهلية لكن بقاء حزب الله في السلطة يعرقل الأمر، فيما تتزايد الدول الأوروبية التي تصنف المليشيا الوالية لإيران كتنظيم إرهابي.
aXA6IDE4LjIxNi4yNTAuMTQzIA== جزيرة ام اند امز