حرب استخباراتية.. «هدهد» حزب الله يشعل المناوشات مع إسرائيل
بعد 8 أشهر من المناوشات، تزداد الجبهة اللبنانية الإسرائيلية، غرابة، بقدر ما تتصاعد سخونتها واحتمالية انزلاق المنطقة لتصعيد جديد.
وفي أحد مظاهر الغرابة، نشر حزب الله اللبناني، اليوم الثلاثاء، مقطع فيديو يظهر ما قال إنه لقطات صورتها طائرة مراقبة تابعة له، لمواقع في إسرائيل منها موانئ بحرية ومطارات في مدينة حيفا على بعد 27 كيلومترا من الحدود اللبنانية.
ويظهر مقطع الفيديو الذي تتجاوز مدته 9 دقائق، صورا عالية الدقة لميناء حيفا بالكامل ومستوطنة الكريوت وما تحتويه من منشآت عسكرية حساسة وضخمة.
ورصدت طائرة حزب الله التي أطلق عليها الأخير اسم "الهدهد"، مجمع الصناعات العسكرية لشركة رفائيل للصناعات الدفاعية ومنصات للقبة الحديدية ومخازن صواريخ للدفاع الجوي.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن الفيديو الذي نشره حزب الله يتضمن مكاتب هيئة تطوير الأسلحة في خليج حيفا.
كما رصد الفيديو تجمعا عمرانيا في مستوطنة الكريوت، وقال "إن تجمعاً عالي الكثافة" ويضم 260 ألف مستوطن، في تحذير على ما يبدو من الكلفة البشرية الكبيرة التي قد تتكبدها إسرائيل في حال اندلعت حرب شاملة مع الحزب.
والغريب في هذه القصة، هو اختراق هذه الطائرة المسيرة أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية عالية الدقة، وتصويرها هذه المشاهد التي لم يؤكد مصدر مستقل صحتها من عدمه.
موقعة المنجنيق
وجاء نشر هذا المقطع بعد أيام من انتشار مقطع فيديو آخر، يظهر جنوداً إسرائيليين خلف آلة المنجنيق يطلقون كتل النيران على الحدود اللبنانية.
مقطع فيديو تداول بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي، وسط انتقادات للجيش الإسرائيلي الذي يتباهى بامتلاكه أحدث الأسلحة العسكرية في العالم.
وتظهر آلاف مقاطع الفيديو الجيش الإسرائيلي وهو يستخدم الطائرات الحربية والمدفعية والطائرات دون طيار لقصف مواقع حزب الله في لبنان ولكنها المرة الأولى التي يظهر فيها الجنود وهم يستخدمون المنجنيق.
وتعليقا على ذلك، قالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية: "ليس من الواضح أين ومتى تم أخذ المقاطع، لكن الجيش الإسرائيلي ذكر أنه فيديو قديم".
وأضافت: "رسميا، رفض المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي التعليق، لكن التحقيق كشف أن المنجنيق تم بناؤه من قبل جنود الاحتياط الذين يخدمون في الموقع على الحدود الشمالية".
وأشارت إلى أنه "بحسب مصدر عسكري، فإن الفيديو تم التقاطه قبل أكثر من شهر".
ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأوّل في قطاع غزّة، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف بشكل شبه يومي. وشهد الأسبوع الماضي تصعيداً من الجانبين أعقب استهداف إسرائيل لقيادي بارز في الحزب، تراجعت وتيرته بشكل ملحوظ في الأيام الأخيرة.
ومنذ بدء التصعيد، يعلن حزب الله قصف مواقع عسكرية وتجمعات جنود وأجهزة تجسس في الجانب الإسرائيلي "دعماً" لغزة و"إسناداً لحماس". وتردّ اسرائيل باستهداف ما تصفه بأنه "بنى تحتية" تابعة لحزب الله وتحركات مقاتليه.
ودفع التصعيد عشرات آلاف السكان على جانبي الحدود الى الفرار.
aXA6IDMuMTM3LjE5OC4xNDMg جزيرة ام اند امز