سعيا وراء توافق غائب.. لبنان ينتظر أسبوعا حاسما لإنهاء الشغور الرئاسي
ما زال اللبنانيون يبحثون توافقا غائبا حول رئيسهم الجديد، يمكنهم من تجاوز فترة الشغور الرئاسي التي تعيشها البلاد منذ أكثر من شهرين.
ويتوقع أن يدخل مجلس النواب اللبناني خلال الأسبوع الجاري مرحلة النقاشات الأكثر عمقا بالأسماء، بينما تسعى قوى المعارضة إلى "طرح جامع" يستطيع جسر فجوة غياب التوافق حول شخصية توافقية يمكنها الوصول إلى قصر بعبدا الرئاسي.
ومنذ انتهاء فترة الرئيس المنتهية ولايته ميشال عون، في 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لم يستطع مجلس النواب اللبناني انتخاب خليفة له عبر 10 جلسات عقدها من أجل هذا الغرض.
ويشترط في رئيس الجمهورية اللبنانية أن يكون مسيحيا مارونيا (أكبر الطوائف المسيحية في لبنان)، وأن يحصل على ثلثي أصوات نواب البرلمان (86 نائبا من أصل 128).
وتنقسم الأصوات بين ورقة بيضاء يضعها ممثلو "حزب الله" و"حركة أمل" و"التيار الوطني الحر" وحلفاؤهم، لتعطيل الاستحقاق الرئاسي، وبين النائب ميشال معوض الذي يؤيده نواب حزب "القوات اللبنانية" و"الحزب التقدمي الاشتراكي" ونواب مستقلون.
وشهدت الأيام الماضية جهودا سياسية مكثفة سعيا وراء التوافق، حيث التقى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، بالنائب نعمت إفرام، لمناقشة الاستحقاق الرئاسي.
وتساءل أفرام عن كيفية عدم إيجاد توافق بين الفرقاء السياسيين في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد.
ويعيش لبنان أزمة اقتصادية طاحنة، أدت إلى انهيار سعر العملة المحلية، وارتفاع كبير في أسعار السلع الأساسية والطاقة، بالتوازي مع أزمة سياسية عطلت رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عن تشكيل حكومته منذ مايو/أيار الماضي.
إفرام اعتبر أن انتخاب الرئيس الجديد يجب أن يأتي مع سلة متكاملة، هدفها الأول والأخير، الإنسان اللبناني ومستقبله وإعادة بناء دولة المؤسسات التي تكون المشروع المشترك والناجح بين كل مكونات البلاد.
من جانبه، اعتبر رئيس "كتلة تجدد" النائب أشرف ريفي أن الحل في لبنان ليس مستحيلاً، مرجحا أن يتم انتخاب رئيس جديد للبلاد بين شهري فبراير/شباط وأبريل/نيسان المقبلين.
وقال ريفي: "البلد لا يحتمل تأجيلاً، وحتى بقاء ظروف البلد على هذا المنوال يضر الوضعين الإقليمي والدولي".
وأضاف ريفي، وهو وزير سابق، "حاول فريقنا أن يكون لنا مرشح يلبي المواصفات المطلوبة ليكون القرار لبنانياً، لكن للأسف هناك فريق يتلقى الأوامر من إيران وهو مستعد أن يضحي بكل لبنان لصالح إيران التي تعاني من وضع داخلي صعب جداً، فنظامها خارج الزمن لا يستطيع التطور".
وأشار ريفي إلى أن حزب الله لم يعد بالقوة التي كان فيها ليتحكم بلبنان كما كان، وقال إن "حزب الله حتى وإن كان يعطل الاستحقاق الرئاسي فهو اليوم لا يجرؤ على إعلان اسم مرشحه، لأنه ليس واثقاً من إمكان إيصاله إلى كرسي الرئاسة".
وأكد ضرورة انتخاب رئيس للبنان ليس تحت قبضة "حزب الله" نهائياً ويكون قادراً على إخراج لبنان من أزماته.
وسبق أن عاش لبنان فراغا رئاسيا عدة مرات كان آخرها لمدة عامين قبل انتخاب ميشال عون في 2016.
aXA6IDE4LjIyNS4yNTQuODEg
جزيرة ام اند امز