الراعي لـ"حزب الله": لا مقايضة على التحقيق في انفجار بيروت
أكّد البطريرك بشارة الراعي أنّ القضاءِ هو علاج الأحداثِ لا المسبب لها، رافضا المقايضة بين التحقيق في أحداث الطيونة وانفجار بيروت.
ورد الراعي على اتهام حزب الله لحزب القوات اللبنانية بافتعال أحداث الطيونة بالقول: "لا نَقْبلُ، ونحن المؤمنين بالعدالةِ، أن يَتحوّلَ من دافعَ عن كرامتِه وأمنِ بيئتِه للُقمةً سائغةً ومَكسرَ عصا".
وأضاف خلال مشاركته في نشاط ديني: "يشكو لبنان اليوم من غياب دولةِ القانون، ومن إخضاعِ العدالةِ للنافذين، من أخْذِ البريءِ وتَحييدِ المذنِبين".
وتابع: كان يجدرُ بالمسؤولين السياسيّين في الدولةِ والحكومةِ أن يَستدركوا أحداثَ الطيونة -عين الرمانة الأليمة- عوضَ تركِها تَصل إلى المستوى المسلّح الذّي أوقع قتلى وجرحى وخسائر ماديّة في المنازل والمتاجر والسيّارات، وهي من جنى العمر. ولذلك إنّ مسؤوليّةَ ما جرى تَتحمّلُه الدولةُ أصالةً".
ومما قاله الراعي: "جميعُ المغامراتِ سَقطت في لبنان، ولو ظنَّ أصحابُها، في بعضِ مراحلِها، أنّها قابلةُ للنجاح".
ورأى أن الدولة بشرعيّتها ومؤسّساتها وقضائها مدعوّةٌ إلى حمايةِ شعبِها ومنعِ التعدّي عليه، وإلى التصرّفِ بحكمةٍ وعدالةٍ وحياديّة. فلا تورِّطُ القضاءَ وتُعرِّضَ السلمَ الأهليَّ للخطر، إذ أنَّ الظلمَ يولِّدُ القهرَ، والقهرُ يولِّدُ الانفجار.
وأكد الراعي أنّ القضاء هو علاجُ الأحداثِ لا المسببّ لها. لا نَقْبلُ، ونحن المؤمنين بالعدالةِ، أن يَتحوّلَ من دافعَ عن كرامتِه وأمنِ بيئتِه لُقمةً سائغةً ومَكسرَ عصا".
وعلّق الراعي على التوقيفات التي تجري على خلفية أحداث الطيونة والتي تطال محازبين للقوات اللبنانية وأهالي عين الرمانة، متمنياً أن "يَحترمَ التحقيقُ مع الموقوفين حقوقَ الإنسانِ بعيدًا عن الترهيبِ والترغيبِ وما شابه".
وقال: "لا نريد تبرئةَ مذنِبٍ ولا اتّهامَ بريء، لذلك، لا بد من تركِ العدالةِ تأخذُ مجراها في أجواءَ طبيعيّةٍ ومحايدَةٍ ونزيهةٍ. ونَحرِصُ على أن تَشمُلَ التحقيقاتُ جميعَ الأطرافِ لا طرفًا واحدًا كأنّه هو المسؤولُ عن الأحداث. إنّ الجميعَ تحتَ القانون حين يكون القانونُ فوق الجميع".
وأشار إلى أن أحداث الطيّونة-عين الرمانة على خطورتها لا يمكن أن تَحجبَ التحقيقَ في تفجير مرفأِ بيروت.. فلا يمكن أن ننسى أكبرَ تفجيرٍ غير نوويٍّ في التاريخ، ودمارَ بيروت، والضحايا التي تفوق المئتين، والمصابين الستةَ آلاف، ومئات العائلات المشرّدة.
وحذر من محاولةِ إجراءِ مقايضةٍ بين تفجيرِ المرفأِ وأحداثِ الطيّونة-عين الرمانة. فـ"مواصلةَ التحقيق في تفجيرِ المرفأ يبقى عنوانَ العدالةِ التي بدونها لا طمأنينة".
ويحمل حزب الله، حزب "القوات" مسؤولية أحداث الطيونة، التي أدت إلى وقوع 7 قتلى وعدد كبير من الجرحى إثر مظاهرة نظمها الحزب للمطالبة بتنحي المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت وشهدت أعمال عنف، فيما ينفي حزب "القوات" أي مسؤولية له.
وسرب معلومات عن استدعاء المحكمة العسكرية اللبنانية زعيم حزب "القوات اللبنانية" للتحقيق معه بما جرى، وهذا الأمر رفضه زعيم الحزب سمير جعجع، مؤكداً أنه لن يحضر إلى أي تحقيق إذا لم يتم إحضار زعيم حزب الله حسن نصرالله قبله.
aXA6IDMuMTQ3LjQ3LjE3NyA=
جزيرة ام اند امز