مكوك الجامعة العربية.. 3 لقاءات وعرض وساطة لإنقاذ لبنان
أجرى السفير حسام زكي، الأمين المساعد للجامعة العربية، الخميس، سلسلة لقاءات رفيعة المستوى، في محاولة لحلحلة الوضع في لبنان.
ووصف زكي الوضع في لبنان بـ"المتأزم"، وأبدى استعداد الجامعة العربية لتقديم المساعدة، مؤكدا ضرورة احترام الدستور من مختلف الأطراف.
وخلال زيارته لبيروت، التقى الأمين المساعد للجامعة العربية برئيس لبنان ميشال عون، ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، ورئيس حكومة تصريف الأعمال، حسان دياب، في 3 لقاءات منفصلة.
عون والطائف
وعقب لقائه عون، قال زكي في تصريحات صحفية إنه نقل للرئيس اللبناني تحيات الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط وحرصه على متابعة الوضع في لبنان، واصفا إياه بـ"المتأزم".
وأضاف "هناك أزمة سياسية وأزمة اقتصادية ضخمة، والأزمتان متلازمتان، ولا يمكن حل الأزمة الاقتصادية من دون الوصول إلى مخرج وتسوية للأزمة السياسية".
وتابع "من هذا المنطلق، عرضت على الرئيس، استعداد الأمين العام للمساعدة في الاتصالات بين الأطراف الرئيسية في هذه الأزمة إذا كان هناك داع لتدخل الجامعة العربية".
وزاد على ذلك "وإذا كان الأمر يتطلب أن يكون سقف الجامعة هو السقف المقبول من الجميع، فنحن حاضرون لذلك".
ونقل زكي عن عون ترحيبه بالطرح، مؤكدا أن "لا مشكلة لدى الرئيس اللبناني في ذلك"، وأنه "سوف يجري اتصالات مع الأطراف السياسية لحلحلة الوضع".
من جهته، شرح عون لزكي، الأسباب التي حالت حتى الآن دون تشكيل الحكومة والعراقيل التي وضعت في سبيلها، مؤكدا التزام لبنان بتطبيق اتفاق الطائف الذي انبثق عنه الدستور، والعمل استنادا إلى بنوده لا سيما في كل ما يتصل بإنشاء السلطات الدستورية وعملها وحلها، حسب بيان للرئاسة اللبنانية.
واعتبر الرئيس عون أن "كل ما يقال خلاف ذلك أو يوحي بأن اتفاق الطائف مهدد، هو كلام لا يستند إلى الواقع وتروجه جهات معروفة"، مذكرا بأن "رئيس الدولة هو الوحيد الذي يقسم اليمين على الدستور للمحافظة عليه".
واتفاق الطائف الموقع في السعودية عام 1989، وضع نهاية للحرب الأهلية في لبنان، وأسس للدولة بشكلها الحالي، ووضع أساس الدستور.
وبعد لقاء عون، التقى زكي رئيس حكومة تصريف الأعمال، وقال إنه "اطلع على الوضع المعيشي والاقتصادي الحرج والمحفوف بمخاطر كثيرة".
وأوضح أن الحديث "كان صريحا حول مستقبل الوضع الحالي وكيف يمكن للمجتمع الدولي والعربي المساعدة".
وشدد زكي على أن"الوضع يجب أن يشهد حلحلة سياسية أولا حتى نستطيع الحديث عن تحسين الأوضاع الاقتصادية، ووجدت تفهما لدى دياب حول هذه النقطة".
مستطردا "ندرك كجامعة عربية بأن الوضع الاقتصادي والأزمة السياسية يحتاجان إلى مساعدة عربية ومد يد العون للأطراف والفرقاء السياسيين، ونحن مستعدون للقيام بذلك إذا ما رغبت الأطراف المعنية".
وجاءت زيارة زكي إلى بيروت في ظل الأزمة السياسية التي يشهدها لبنان، والشلل الذي يعتري تشكيل الحكومة فضلا عن الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعانيها اللبنانيون.
مقترح بري
واشتملت زيارة الأمين المساعد للجامعة العربية، أيضا، على لقاء مع سعد الحريري، كرر أمامه عرض أبوالغيط "المساعدة في إخراج لبنان من المأزق الحالي من خلال دبلوماسية مكوكية بين الأطراف المختلفة، أو توفير سقف عربي للقاء يجمع هذه الأطراف".
وفي هذا اللقاء، قال "نحن لا نشخصن الأمور بطبيعة الحال، لكننا نعلم المواقف السياسية لجميع الأطراف، ونأمل أن نخرج من هذه الأزمة بأسرع وقت ممكن لمصلحة الشعب اللبناني والدولة اللبنانية".
ولفت إلى أنه استمع الى الحريري ووجهة نظره بالكامل في موضوع تأليف الحكومة، وأين تكمن العقبات التي يواجهها.
وأعرب عن اعتقاده في أن الحريري لديه "فكرة بأن الطرح الذي خرج من عند رئيس البرلمان، نبيه بري، مقبول إلى حد كبير"، مضيفا "أنا بصدد إجراء المزيد من الاتصالات لتبيان الموقف ومساعدة الأطراف في الوصول إلى مخرج للوضع الحالي".
وينص طرح بري على تشكيل حكومة من 24 وزيرا، لا ثلث معطلا فيها لأي طرف، في وقت لا يزال عون وحلفاؤه يتمسكون بالثلث المعطل.
ومنذ تكليف الحريري بتشكيل الحكومة في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عقد عون والحريري 18 اجتماعا لتشكيل الحكومة دون اختراق.
ويتهم الحريري عون، ومن خلفه صهره النائب جبران باسيل المدعومين من حزب الله، بالتمسك بالثلث المعطل في الحكومة، وهو ما يرفضه الرئيس المكلف، متمسكا بحكومة اختصاصيين غير حزبيين.
aXA6IDMuMTM4LjEyMS43OSA= جزيرة ام اند امز