من لبنان.. باب الفاتيكان يطلق نداء عاجلا للسلام و«نزع السلاح»
في ختام زيارته التاريخية إلى بيروت، أطلق بابا الفاتيكان ليو الرابع عشر، نداءً عاجلاً لـ«وقف الهجمات والأعمال القتالية»، مؤكداً على ضرورة تجاوز العنف والانقسامات في الشرق الأوسط.
وشدد على دور اللبنانيين مسيحيين ومسلمين في بناء السلام، وأبرز أهمية اندفاع الشباب في إعادة تشكيل مجرى التاريخ نحو مستقبل أفضل.
نداء السلام والتسامح
خلال زيارة حملت شعار «طوبى لفاعلي السلام»، دعا البابا المسؤولين ورجال الدين واللبنانيين إلى أن يكونوا بناة سلام حقيقيين، والى تجاوز الانقسامات ومواجهة العنف والإقصاء. وأكد إيمانه بقدرة اللبنانيين على «العيش معا» بسلام، مع إشادة بالدور الحيوي للشباب في إحداث تغيير إيجابي ومستدام.
في كلمته الأخيرة من مطار بيروت قبل الإقلاع إلى روما، شكر البابا اللبنانيين على الأيام الثلاثة التي قضاها في ربوع بلدهم، حيث استُقبل بحفاوة كبيرة وانتظر الآلاف مرور موكبه، ولو تحت المطر الغزير. وقال: «أطلق نداء من كل قلبي لتتوقف الهجمات والأعمال العدائية، فالأسلحة تقتل، أما التفاوض والوساطة والحوار فتبني. لنختر جميعاً السلام طريقاً وليس هدفاً فقط».
رسالة الحضور الشعبي والقداس التاريخي
ترأس البابا قداساً في واجهة بيروت البحرية حضره نحو 150 ألف شخص، منهم زوار من سوريا والعراق والأردن، داعياً إلى مقاربات جديدة ترفض عقلية الانتقام والعنف، وتعمل على تجاوز الانقسامات السياسية والاجتماعية والدينية، وفتح فصول جديدة باسم المصالحة والسلام.
وأضاف: «كونوا فاعلي سلام.. تحلوا بالشجاعة»، موجهاً كلماته بشكل خاص إلى مسيحيي المشرق الذين تضاءلت أعدادهم خلال العقدين الماضيين نتيجة النزاعات والتوترات.
وشدد على ضرورة «نزع السلاح» من القلوب وفتح الانتماءات الدينية على اللقاءات المتبادلة، لتحقيق لبنان موحداً يسوده السلام والعدل.
زيارة رمزية ومواقف مؤثرة
تفقد البابا قبيل القداس مرفأ بيروت ونصب ضحايا انفجار الرابع من أغسطس/آب 2020، حيث صافح أهالي الضحايا وأعرب عن «ألم وعطش» عائلاتهم، معلقاً على الفاجعة التي أودت بحياة أكثر من 220 شخصاً وأصابت الآلاف.
كما زار مستشفى دير الصليب للأمراض النفسية والعقلية شمال بيروت، واستُقبل بالتصفيق ونثر الورود البيضاء، في مشهد يبرز الرمزية الإنسانية لزيارته.
وأكد البابا على إمكانية تحقيق السلام الدائم في لبنان والمنطقة، من خلال الحوار والتفاهم بين جميع الأطراف، مشيراً إلى أنه بدأ بالفعل بمناقشات محدودة مع بعض القادة، ويعتزم متابعة ذلك شخصياً أو عبر الكرسي الرسولي.
وتأتي زيارة البابا ليو الرابع عشر إلى لبنان بعد عام من الحرب الدامية بين حزب الله وإسرائيل، وسط توترات اقتصادية وانقسامات سياسية، لتشكل بارقة أمل لبناء السلام وتعزيز الوحدة الوطنية، ولتذكير الجميع بأن السلام هو الطريق الوحيد لاستعادة بهاء لبنان واستقراره.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTExIA== جزيرة ام اند امز