نسائم الربيع قد تحمل رئيسا صنع بلبنان.. فهل تعبر بيروت الصحراء السياسية؟
شغور رئاسي وانهيار مالي وانقسام سياسي وغضب شعبي، أزمات عدة لاحقت لبنان، واجتمعت معًا على جسد البلد العربي الذي "أنهكه" عدم التوافق، وغياب الحوار بين الشركاء.
ورغم أن تلك الأزمات بدأت قبل الشغور الرئاسي أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فإن استمرار حالة الانسداد السياسي، وتعطيل انتخاب رئيس الجمهورية، فاقمها، وصب الزيت على النار، ما أثار مخاوف من انفجار اجتماعي قريب أو دخول البلاد مرحلة الإفلاس، التي عليها علامات استفهام من أن يكون البلد العربي بلغها بالفعل.
فهل تتوافق القوى السياسية؟
رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع يقول في تصريحات صحفية، إن التحدي الأساس حاليًا يكمن في عبور الصحراء السياسية التي دخلها لبنان في ظل الشغور الرئاسي، مشيرًا إلى أن من "يعبر هذه الصحراء ويبقى على قيد الحياة سياسيا يكون المنتصر القادر على إعادة هندسة أمور البلاد طبقا للدستور القائم".
وأبدى رئيس "القوات اللبنانية" ارتياحه إلى "التوجُّه الشعبي اللبناني الذي يريد دولة فعلية ولا يهاب الخطابات الأيديولوجية التي تهدِّد بالحروب"، مضيفًا: لا أيديولوجية خارج إطار أولوية الإنسان في كل زمان ومكان".
من جانبه، قال وزير العدل اللبناني الأسبق والبرلماني أشرف ريفي، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، إنه "سيكون للبنان رئيس سيادي وإنقاذي وبعيد من محور الممانعة في الربيع المقبل".
نموذج إيراني
وأكد الوزير الأسبق، تحالفه مع حزب القوات اللبنانية، ووقوفه إلى جانبه بتحفظاته أو تساؤلاته في شأن بعض النقاط التي يجب أن يتم توضيحها.
واختتم الوزير الأسبق تصريحاته بقوله: "يجرّنا حزب الله إلى نموذج إيراني حتى إخواننا الشيعة لا يشجعوه عليه"، متوجهًا إلى الحزب بعبارة: "كفى تدميرًا للقطاعات كفى تدميرًا للاقتصاد".
جاء ذلك بالتزامن مع لقاء عقده قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون، مع وفد من مساعدي أعضاء الكونغرس الأمريكي من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، في زيارة فسرت على أنها منحته الضوء الأخضر للترشح لرئاسة الجمهورية.
إلا أن ما كشف عن الزيارة، لم يكن يشير إلى تلك الآمال، فالجيش اللبناني، قال في بيان صادر عنه، إن قائد الجيش العماد جوزف عون بحث في مكتبه في اليرزة مع وفد من مساعدي أعضاء الكونغرس الأمريكي من الحزبين الديموقراطي والجمهوري، أوضاع المؤسسة العسكرية والتحديات التي تواجهها في ظل الأزمة الراهنة، والاطلاع على سبل استمرار دعمها.
قائد الجيش على الخط
وأثنى أعضاء الوفد على "احتراف الجيش وحُسن استخدامه للمساعدات الأمريكية بما يعزز جهوزيته العملانية وتماسكه وقدرته على حفظ أمن لبنان واستقراره رغم الظروف الصعبة"، مؤكدين "ضرورة متابعة التعاون معه واستمرار تقديم المساعدات لتجاوز المرحلة الحالية".
وأكد العماد عون أن "للدعم الأمريكي دوراً أساسياً في تمكين الجيش من مواصلة تنفيذ مهماته، وتخفيف صعوبات الأزمة عن العسكريين".
وبحسب تقارير محلية، فإن الوفد الأمريكي لم يطالب قائد الجيش اللبناني بالترشح للرئاسة، مشيرة إلى أنه لم تطلب -كذلك- أي جهة نيابية أو سياسية ذلك الأمر في شكل رسمي ومباشر.
ويلازم اسم قائد المؤسسة العسكرية الوزير السابق سليمان فرنجية في ملف بورصة المرشحين، وإن كان الأخير يقوم من موقعه الحزبي باتصالات على أكثر من مستوى.
aXA6IDE4LjIxOS4xNzYuMjE1IA== جزيرة ام اند امز