الطوائف المسيحية بلبنان تتحد في وجه الشغور الرئاسي
قمة للطوائف المسيحية بلبنان دعت اليوم إلى إنهاء الشغور الرئاسي وانتخاب البرلمان لرئيس جديد يقود البلاد.
وطالبت "القمة الروحية" المسيحية الكاثوليكية- الأرثوذكسية، التي عقدت في الصرح البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، مساء الأربعاء، مجلس النواب، إلى الإسراع في القيام بواجبه الوطني وانتخاب رئيس للجمهورية.
وانتقد ممثلو الطوائف المسيحية اللبنانية، في الوقت ذاته، المسؤولين، بسبب "انتشار المآسي التي لا تتحمل أي إبطاء في المعالجة"، مشددين على أنه "لا يمكن القبول بسوء إدارتهم وإهمالهم والفساد المستشري في كل مكان".
وعقد مجلس النواب اللبناني 11 جلسة منذ انتهاء ولاية الرئيس المنتهية ولايته ميشال عون في 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، انتهت كلها دون تحقيق الهدف المرجو منها.
ويأتي الشغور الرئاسي الذي يعيشه لبنان، بالتوازي مع أزمة اقتصادية طاحنة، أدت إلى انهيار سعر العملة المحلية، وارتفاع كبير في أسعار السلع الأساسية والطاقة، بالإضافة مع أزمة سياسية عطلت رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عن تشكيل حكومته منذ مايو/أيار الماضي.
ويشترط في رئيس الجمهورية اللبنانية أن يكون مسيحيا مارونيا (أكبر الطوائف المسيحية في لبنان)، وأن يحصل على ثلثي أصوات نواب البرلمان (86 نائبا من أصل 128).
والتقى رؤساء الطوائف المسيحية، وممثلوهم في لبنان، مساء اليوم الأربعاء، في الصرح البطريرك في "بكركي"، بدعوة من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، لبحث أزمة الاستحقاق الرئاسي وغيرها من الأمور الراهنة.
وفي بيان مشترك عقب اجتماعهم في "بكركي"، طالب رؤساء الطوائف المسيحية المجلس النيابي بالإسراع في القيام بواجبه الوطني وانتخاب رئيس للجمهورية.
وقال البيان "نأتمن غبطة البطريرك الراعي على الاجتماع مع من يراه مناسبا تحقيقا لسرعة انتخاب الرئيس، بما في ذلك دعوة النواب المسيحيين إلى اللقاء في بكركي، وحثهم على المبادرة سويا، مع النواب المسلمين، وفي أسرع وقت ممكن، لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية".
وأضاف البيان أنه "منذ نحو 3 أشهر لا يزال الكرسي الرئاسي شاغرا؛ بسبب فشل المجلس النيابي في انتخاب رئيسٍ، وهذا الواقع غير مقبول أبدا، ومخالف لجوهر الدستور اللبناني، ومرتكزات السيادة والاستقلال ومسؤولية النواب تجاه الشعب اللبناني".
وأكد البيان أن انتخاب رئيس للجمهورية هو مطلب كل اللبنانيين، ويعني الالتزام بانتظام عمل المؤسسات الدستورية، وقال "فلا يحق لأحد أن يجازف بمصير الوطن.
وأشار ممثلو الطوائف المسيحية إلى أن أساس الكيان اللبناني، ومصدر قوته الفريدة هو الشراكة الوطنية الإسلامية المسيحية، مؤكدين ثقتهم في تضامن رؤساء الطوائف الإسلامية معهم.
وأعربوا، عن قلقهم العميق تجاه الأزمة الإجتماعية والإقتصادية التي تزداد سوءا يوما بعد يوم، وعن التضامن مع الشعب اللبناني في ما يعاني من حرمانه أموره الحياتية الأساسية من غذاء وماء وكهرباء ودواء واحتياجات الأطفال الضرورية، من جهة، وإنهيار العملة الوطنية وتراجع مداخيل العائلات، من جهة أخرى.
وانتقد البيان ذاته ارتفاع نسبة البطالة وتدني المستويات المعيشية، إضافة الى صعوبات حياتية جمة باتت ترهق كاهل اللبنانيين يوميا، فلا يمكن الاستمرار في تحمل هذا الوضع الخطير، وطالبوا المسؤولين في الدولة بإيجاد الحلول لهذه المآسي التي لا تتحمل أي إبطاء.
aXA6IDMuMTM5LjEwOC40OCA= جزيرة ام اند امز