"لقاء الجمهورية".. مبادرة لتحصين رئاسة لبنان بوصلتها السيادية
مع تعقد أزمة انتخاب رئيس جديد للبلاد أصبح اللبنانيون يطرقون جميع الأبواب بحثا عن حل.
آخر تلك الأبواب كان مبادرة أطلقها "لقاء الجمهورية" وهو تيار سياسي يرأسه الرئيس الأسبق ميشال سليمان، تتضمن عدة شروط على الرئيس الجديد التعهد بها شرطا لانتخابه.
وتدعو المبادرة الكتل النيابية إلى تأييد المرشح الرئاسي الذي يلتزم علنًا بالعمل على تنفيذ عدة بنود، من أهمها تحييد لبنان عن صراعات المحاور كما جاء في "إعلان بعبدا" وإعادة العلاقات مع الدول العربية إلى سابق عهدها، ووضع جدول زمني لحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية لمدة لا تتجاوز 18 شهرًا والتوافق على إمرة استعماله في الفترة الانتقالية.
وتتضمن البنود كذلك إنشاء مجلس الشيوخ تزامناً مع تشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية التي تشكل الهدف الوطني الأساسي، وفقا لنص الدستور، وترؤس الهيئة في اجتماعات متتالية لوضع الخطة المرحلية لإلغاء الطائفية، وفقًا للمادة 95 من الدستور، وإقرار اللامركزية الإدارية الموسعة وتثبيت استقلال السلطة القضائية عملًا بمبدأ فصل السلطات.
الرئيس اللبناني الأسبق ميشال سليمان، زار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لعرض المبادرة عليه، سعيا وراء تأييده لها.
وخلال اللقاء أكد البطريرك الراعي ضرورة احترام المناصفة بين اللبنانيين، قائلا إن "لبنان لن يكون لبنان إلا بهذه المناصفة".
وطالب البطريرك الراعي بالمساواة في المواطنة على قاعدة العيش المشترك وتطبيق اتفاق الطائف الذي وضع حفاظاً على تنوع الكيان اللبناني.
يأتي ذلك فيما قرر حزب الله تصعيد أزمة الرئاسة في لبنان إلى حافة الهاوية بإعلانه، مع حركة أمل الشيعية، دعمهما لترشح سليمان فرنجية رئيس تيار "المردة"، والذي من المتوقع أن يعلن ترشيحه رسميا بعد غد الأحد.
ويعيش لبنان فراغا رئاسيا منذ انتهاء فترة الرئيس المنتهية ولايته ميشال عون في 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يعاني في الوقت نفسه من أزمة اقتصادية طاحنة أدت إلى انهيار في سعر صرف الليرة أمام العملات الأجنبية وفي مقدمتها الدولار، بالإضافة إلى ارتفاع كبير في أسعار السلع الأساسية ومواد الطاقة، ما أثر سلبا على حياة اللبنانيين، الذين فشل رئيس حكومتهم نجيب ميقاتي في إعلان تشكيلته الحكومية منذ مايو/أيار الماضي بسبب الخلافات السياسية.
وعقد مجلس النواب اللبناني 11 جلسة لانتخاب رئيس جديد للبلاد، انتهت كلها دون نتيجة، لغياب التوافق بين القوى السياسية المختلفة.
ويشترط في رئيس الجمهورية اللبنانية أن يكون مسيحيا مارونيا (أكبر الطوائف المسيحية في لبنان)، وأن يحصل على ثلثي أصوات نواب البرلمان (86 نائبا من أصل 128).
aXA6IDE4LjIxOC43Ni4xOTMg
جزيرة ام اند امز