الراعي يحدد شروط اختيار رئيس جديد للبنان

دعا البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى انتخاب رئيس للبنان لا يشكل تحديا لأي طرف ويلتزم بقضية البلاد والثوابت الوطنية لها.

وخلال عظة الأحد الأسبوعية، اعتبر أن "المشاكل السياسية تضعف الثقة بالسياسيين والمسؤولين كما تضعف ثقة الخارج بلبنان".

وقال: "الشعب ينتظر حلولاً إنقاذية ويأمل أن تنحسر عنه الأزمات"، موضحا أن “المشاكل السياسية تضعف الثقة بالسياسيين والمسؤولين كما تضعف ثقة الخارج بلبنان".

وأضاف: "لا يستطيع أن ينسى متعاطو الشأن السياسي أنهم هم أيضًا مؤتمنون على رسالة خدمة الخير العام الذي يتوفر فيه خير الجميع وخير كل مواطن".

وأكد أن "الأزماتِ المعيشية المتنامية لا توفر عائلة لبنانية مهما كان وضعها المالي.. وهذا ظاهر في أزمات الدقيق والكهرباء والمواد الغذائية وأقساط المدارس والدواء"، إضافة إلى التخبط في معالجة أجور موظفي الدولة.

ولفت إلى أن كل هذه القضايا تتزامن مع مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، قائلا: "ليس بمقدور لبنان أن ينتظر طويلا ليستخرج الغاز والنفط فيما تقوم إسرائيل بذلك".

وعبر عن تمنيه لقيام الولايات المتحدة باعتبارها وسيطا بين لبنان وإسرائيل أن تحسم القضية مع الطرف الآخر، خاصة أن بلاده قدم الحد الأقصى لإنجاح المفاوضات.

كما طالب القوى السياسية بأن "تبتعد عن أجواء التحدي في وقت يجتاز فيه لبنان أخطر تحدي وجودي في تاريخه"، موضحا أن “هذه التحديات تعسر انتخاب رئيس جمهورية، وهذا التعسر نرفضه بشدة".

وقال: "لا نستطيع أن ننادي بحياد لبنان ونختار رئيسا منحازا للمحاور وعاجزا عن تطبيق الحياد، والرئيس الذي لا يشكل تحديا ليس بالطبع رئيسا لا يمثل أحدا ولا رئيسا يخضع لموازين القوى فيستقوى على الضعيف ويضعف أمام القوي.. لا يحكم لبنان استنادا إلى موازين القوى، بل بالدستور والشراكة لكي تبقى الشرعية المرجعية والملاذ ومصدر القرارات الوطنية.

حديث الراعي يتزامن مع معاناة يشهدها لبنان من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة فيما لا يزال المسؤولون يتسابقون على الحصص التي تمنع تأليف الحكومة بعد حوالي شهر على تكليف نجيب ميقاتي.

وبدأت تلوح في الأفق الخلافات حول الانتخابات الرئاسية التي يفترض أن تجرى في شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل، ما قد يحول دون إجرائها في موعدها على غرار ما حصل في الانتخابات الرئاسية الماضية وعاش لبنان سنتين ونص السنة من الفراغ الرئاسي.