"مغامرة إنقاذية".. أزعور يفرج عن ملامح مشروعه لرئاسة لبنان
تبرأ من الطائفية، مبشرا بمشروع ينهي الاصطفافات.. هكذا قدم جهاد أزعور نفسه مرشحا لرئاسة لبنان، مستبقا جلسة الانتخاب الأربعاء المقبل.
وللمرة الأولى رسميا، توجه جهاد أزعور مرشح فريق المعارضة، والتيار الوطني الحر وعدد من المستقلين ونواب قوى التغيير، ببيانه الرئاسي، الأول، اليوم الإثنين، كاشفا للرأي العام معالم وملامح ترشحه للانتخابات الرئاسية.
وتحدث المرشح الرئاسي، الذي شغل بين عامي 2005 و2008 منصب وزير المال في الحكومة اللبنانية برئاسة فؤاد السنيورة، بلهجة حرصت على عدم الصدام مع أي طرف، مشددا على أنه "ليس مرشح تحد لأحد، ولا بطل طائفة في مواجهة أخرى".
مرحلة دقيقة للبنان
وتوجه وزير المال الأسبق في مستهل بيانه بالشكر لـ"الأحزاب والكتل السياسية ولنواب المستقلين والتغييريين، الذين التقوا على تسميته مرشحاً وسطياً جامعاً، لمنصب رئاسة الجمهورية، في مرحلة هي من الأكثر دقة ًوصعوبة في تاريخ لبنان".
وشدد على أنه لا يريد أنه يكون ترشيحه "تقاطع الحد الأدنى بين مواقف ومشاريع القوى السياسية المختلفة، بل تلاقي الحد الأقصى بين أحلام اللبنانيين واللبنانيات بوطن نستحقه جميعًا، سيداً حراً مستقلاً مزدهراً".
وأضاف : "لست سليل عائلة سياسية عريقة، ولا أنا ابن تجربة حزبية مع الاحترام الكامل للأحزاب اللبنانية من دون استثناء، ولست بطل طائفة في مواجهة طائفة أو طوائف أخرى.. أنا ابن هذه التجربة اللبنانية التي سمح زمن ازدهارها لأسرتي أن تستثمر في تعليمي، وسمحت لي تقاليدها المنحازة إلى أولوية التحصيل العلمي بأن آخذ الخيارات التي أخذتها، وسمح لي تراثها الثقافي المتعدد بأن أكتسب ما يلزم من مواصفات الانفتاح والتلاقي".
ومحددا الإطار العام الحاكم لترشحه للرئاسة، قال أزعور : "ترشيحي هو دعوة إلى الوحدة وكسر الاصطفافات والبحث عن الجوامع المشتركة في سبيل الخروج من الأزمة وتوظيف كل ما أوتينا جميعًا من خبرة ومخيّلة وإرادة للعودة إلى طريق التقدم".
مشروع إنقاذ عابر للطوائف
ونبه إلى أنه "إزاء التحديات الاقتصادية العملاقة التي نواجهها، فلا خيار أمامنا سوى وضع ما يفرّق بيننا جانباً، والتعالي على الاصطفافات والاعتبارات الضيّقة، والاتحاد على هدف واحد مشترك هو إنقاذ بلادنا".
ومؤكدا على الهدف من الترشح للرئاسة، أوضح قائلا: "إن اللبنانيين الذين قدموا شهادات العرق والدم، ولا يزالون، وخصوصاً جيل الشباب منهم، يستحقون أن تسعى قياداتهم إلى تحصين وحدة البلد بمشروع إنقاذ جامع عابر للطوائف والاصطفافات".
وفي رد غير مباشر على فريق حزب الله، الذي دأب على وصف أزعور بـ"مرشح تحد" قال : "أريد صادقاً، أن يكون ترشيحي من النواب مُلهماً للأمل لا سبباً للخوف، ومساهمةً في الحل وليس عنصراً يضاف إلى عناصر الأزمة والاستعصاء".
وأردف في هذا الإطار "أنطلق من انتمائي إلى مدرسة الحوار والتلاقي، وعائلة اعتمدت الحوار نهجاً، والإيمان بلبنان الواحد المتنوع عقيدةً، والتضحية في سبيل نهوض لبنان الرسالة شرفاً .. أنطلق من يد ممدودة ليشمل الحوار جميع المكونات والقوى السياسية الشريكة في الوطن على قاعدة التلاقي لتحقيق إجماع وطني يحتاجه لبنان أكثر من أي وقت مضى" .
ورسم ملامح الخروج من الأزمة الحالية، بالقول: "نحن بحاجة إلى الاستقلال التام عن أي تدخلات خارجية، وحماية الأرض والسيادة الكاملة، وإعادة الاعتبار للدولة ومؤسساتها، والالتزام بالدستور، وتحصين وثيقة الوفاق الوطني من خلال تطبيقها كاملةً بكل مندرجاتها، لكونها المساحة المشتركة الفضلى والقاعدة الحقيقية للعيش معاً".
جسر عبور
وفي ملمح على السياسة الخارجية التي سينتهجها، تعهد أزعور بأنه سيعمل بالتعاون مع الجميع، على "إعادة وصل ما انقطع مع محيطنا العربي ومع دول العالم الأخرى".
وختم بيانه بالتأكيد على التزامه بقيادة هذا التغيير، بروح الجماعة قائلا: "لا يمكنني فعل ذلك بمفردي.. أحتاج إلى أن يكون كل لبنانية ولبناني جزءاً من هذه المغامرة، لنعمل يداً بيد من أجل استعادة مجد لبنان وضمان مستقبل مزدهر لنا جميعا. وإن حالفني الحظ، سوف أسعى إلى أن أكون جسر العبور نحو المستقبل، والتصالح، وضمانة العيش الواحد المبني على الثقة والتعاون والانفتاح".
المنافس على الضفة الأخرى
في المقابل، أعلن رئيس تيار المردة، سليمان فرنجية، ترشحه رسمياً لرئاسة الجمهورية، في نبرة لم تخل من هجوم على بعض قوى المعارضة، معلنا في الوقت نفسه أنه لم يفرض نفسه على أحد، و "لا مشكلة لدينا من الاتفاق على مرشح وطني وجامع".
وأضاف في كلمته: "أنا لبناني ماروني عربي وملتزم بالإصلاحات والطائف، ولا يوجد في قاموسي أي تعطيل في الحياة السياسية"، متعهدا بأن "يكون رئيساً لكل لبنان إذا وصل لمنصب الرئيس".
وتوجه إلى "التيار الوطني الحر"، قائلاً: "تريدون مرشحاً من خارج المنظومة، ومرشحكم ابن المنظومة ووزير مالية الإبراء المستحيل". متابعا: "(التيار) طرح اسم الوزير السابق زياد بارود، ومن ثمّ عاد وطرح اسم جهاد أزعور، الذي ينتمي إلى المنظومة، التي يقول التيار إنه لا يريد رئيساً منها".
كما توجه بالسؤال إلى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع بالقول: "أنتم ضد مرشح الممانعة، وهذا حقكم. لكنني أريد التذكير، في العام 2016 كانت الممانعة ضدي، و(القوات) حينها تحالف مع مرشح (الحزب) ضدّ سليمان فرنجية... تم تعطيل النصاب الذي كان لمصلحتي مراراً. المشكلة ليست مع حزب الله، بل مع أي مسيحي منفتح يمكن أن يأخذ البلد إلى الاعتدال".
ورأى أن "الوقت قد حان لطمأنة المسيحيين بأن شريكهم في الوطن لا يريد إلغاءهم، وأنا لا أخجل أنني أنتمي إلى مشروع سياسي، ولكن حلفائي وأصدقائي يعرفون أنني سأكون منفتحاً على كل العالم، في حال كنت رئيساً".
وقبل أيام، دعا رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، إلى جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية، ظهر الأربعاء 14 يونيو/حزيران الجاري، وهي الجلسة الـ 12، بعد إخفاق المجلس على مدار 11 جلسة في انتخاب رئيس جديد للبلاد منذ 29 سبتمبر/أيلول الماضي، بسبب انقسام القوى السياسية، وإصرار حزب الله على فرض مرشحه، الوزير الأسبق زعيم تيار المردة سليمان فرنجية.
aXA6IDE4LjExOS4xMjQuNTIg جزيرة ام اند امز