"السترات الصفراء" في لبنان.. احتجاجات في ظل غياب الحكومة
احتجاجات لبنانية على سوء الأوضاع المعيشية في ظل عرقلة مليشيا حزب الله الموالية لإيران لجهود تشكيل الحكومة
نظم مئات اللبنانيين مظاهرة بالعاصمة بيروت، الأحد، احتجاجاً على سوء الأوضاع المعيشية في بلد أفشل الفيتو الإيراني وخلافات الفرقاء جهود تشكيل حكومته الجديدة على مدار 7 أشهر.
- الأسبوع السادس لمظاهرات فرنسا.. تراجع الاحتجاجات وسقوط عاشر قتيل
- عون يحذر من كارثة في لبنان حال عدم تشكيل حكومة وسط توترات مع إسرائيل
واحتشد المتظاهرون قرب مقر الحكومة، وكان بعضهم يرتدي سترات صفراء في محاكاة لاحتجاجات "السترات الصفراء" التي شهدتها فرنسا في الأسابيع القليلة الماضية، والتي بدأت شرارتها 17 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي اعتراضا على رفع الضرائب على المحروقات.
وشملت مطالب المتظاهرين اللبنانيين توفير رعاية طبية مجانية وخفض أسعار الغذاء وتقليص الضرائب، فيما لم يبد المحتجون، الأحد، اهتماما بمساعي تشكيل الحكومة الجديدة، التي تواجه تدخلا إيرانيا سافرا من أجل عرقلتها.
وخرج بعض المحتجين إلى شوارع بيروت وأشعلوا النيران في صناديق قمامة على طريق رئيسي؛ حيث وقع شجار بين المتظاهرين وجنود حاولوا فتح الطريق، وفق الوكالة الوطنية للإعلام.
ودعا بيان للجيش اللبناني إلى "التظاهر السلمي وعدم التعدي على الأملاك العامة والخاصة".
وخلال الأيام الماضية، تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي دعوة للتظاهر ضد الطبقة السياسية والفساد في مؤسسات الدولة، من دون أن يعرف مصدر الدعوة.
وأمام مقر رئاسة الحكومة في وسط بيروت، هتف المتظاهرون مطالبين بإصلاح النظام ومحاربة الفساد ووقف هدر المال العام، وتوجهوا لاحقا إلى شارع الحمراء بوسط العاصمة، وأغلقوا الطريق الرئيسية ووقعت صدامات محدودة مع قوى الأمن اللبنانية التي منعتهم من مواصلة طريقهم.
يشار إلى أن لبنان، الذي يعاني من نقص في تأمين الخدمات الرئيسية وعلى رأسها الكهرباء والمياه، وتعاني بنيته التحتية من الترهل، شهد في 2015 مظاهرات حاشدة احتجاجاً على أزمة تكدس النفايات في شوارع بيروت وضواحيها.
ومنذ 7 أشهر، لم تثمر جهود رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري تأليف حكومة جديدة، في خطوة يحتاج إليها لبنان للاستفادة من قروض ومنح تعهد المجتمع الدولي تقديمها دعما لاقتصاده ولتنفيذ مشاريع استثمارية كبرى.
ويرى مراقبون أن معركة تشكيل الحكومة وعراقيل حلفاء مليشيا حزب الله الموالية لإيران تطال بالدرجة الأولى سعد الحريري، من باب تطويق حليفيه الأساسيين سمير جعجع ووليد جنبلاط، ومحاولة إخراجهما من الحكومة، في مسعى لإضعافه.
وكان الحريري قال الجمعة الماضي إنه يأمل في الانتهاء من تشكيل الحكومة في وقت لاحق من ذلك اليوم.
وفي المقابل، قال مسؤولون كبار السبت الماضي إن الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق بشأن حكومة وحدة وطنية تعرضت لعقبات جديدة مما تسبب في تأجيل تشكيلها.
ولبنان، الذي يعاني من تراكم الديون وركود الاقتصاد، في حاجة ماسة إلى حكومة يمكنها الشروع في إصلاحات اقتصادية متوقفة منذ فترة طويلة لوضع الدين العام على مسار مستدام.
وذكر البنك الدولي إن أحدث بيانات رسمية متاحة تشير إلى أن ثلث السكان تقريبا يعانون الفقر.
وتصطدم جهود الحريري بعوائق عدة ناتجة بشكل أساسي من خلافات على تقاسم الحصص الوزارية، تقودها مليشيا حزب الله الموالية لإيران في مساعي إفشال جهود تحقيق الاستقرار في لبنان.
aXA6IDE4LjIyNC43My4xMjQg جزيرة ام اند امز