حياكة القصب.. مهنة تقاوم الانقراض في لبنان (صور)
تصارع مهنة صناعة القصب في لبنان الانقراض، على الرغم من الظروف الصعبة التي يمر بها البلد.
في منطقة إهدن (شمال) تحافظ عائلة أبي منصور على التراث اللبناني، تصنع كل ما يمكن من القصب، السلال، الطاولات، الكراسي، والحصر، حيث توارثت المهنة أباً عن جد.
يقول أليخندرو أبي منصور لـ"العين الإخبارية": "هي صناعات وطنية لها جذور تاريخية تناقلتها العائلة جيلاً بعد جيل. احترفت عائلتي صناعة سلال القصب التي كانت مهمة جداً بالنسبة للبستاني والتاجر والمزارع".
للحرفة أصول وفنون كما يوضح أليخندرو، شارحاً: "مراحل عدة تمر بها القطعة قبل إنجازها، بداية من شراء القصب ثم وضعه في المياه حتى يلين، بعدها يتم تقشيره وتقطيعه، لينطلق العمل الجدي بتركيب قاعدة السلة التي تعتبر الركيزة الأساسية، ومن ثم نحيك جوانبها، حيث يتم شبك الخارج الدائري الموصول من خلال القصب العمودي المتفرغ من القاعدة، وبعد الانتهاء من ذلك، تشبك وتجدل المسكة، أما باقي القطع فلكل منها سر في إعدادها".
تستخدم السلال لأمور عدة منها وضع الفواكه فيها وتزيين المنزل. يقول أليخندرو: "طورّنا الأمر لصناعة طاولات أصبحت تُطلب من قبل مالكي المطاعم والفنادق، كذلك الكراسي، ومن خلال لمسة عصرية دمجنا التراث بالحضارة فكانت النتيجة مذهلة".
نحو 20 شخصاً يعملون اليوم في معمل "أبو منصور"، ينكبون جمعياً على المحافظة على التراث.
يؤكد أليخندرو: "لا نخشى من انقراض هذه المهنة، فهي لا تزال أساسية لاسيما لدى مزارعي بعض الفواكه سريعة التلف، والتي تحتاج في حفظها إلى القصب كون السلال البلاستيكية ترفع حرارتها وتفسدها، كما أنها عادت لتكون موضة العصر، فالكراسي وطاولات القصب تزين شرفات البيوت، والقطع الصغيرة المصنوعة بحرفية تضيف جمالاً على أثاث المنزل".
وعن أثر الأزمة الاقتصادية على هذه الحرفة، يقول: "بالتأكيد ما يمر به لبنان طال كل القطاعات، لكننا نعمل ما بوسعنا كي نستمر، لم نرفع أسعارنا بالدرجة التي ارتفع بها سعر صرف الدولار. هدفنا الأساسي المحافظة على زبائننا وأن نمرر المرحلة بأقل قدر ممكن من الخسائر".
aXA6IDMuMTIuMzQuMTUwIA== جزيرة ام اند امز