وزير لبناني: نرفض أن يزج حزب الله بنا في الصراع الأمريكي الإيراني
وزير الشؤون الاجتماعية ريشار قيومجيان يدعو حزب الله ألا يكون جزءا من مشروع طهران التوسعي بالمنطقة
دعا وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية ريشار قيومجيان، مليشيا حزب الله إلى عدم توريط البلاد في "أتون الصراع الأمريكي الإيراني".
- محللون: حزب الله لن يجرؤ على الرد العسكري بعد مقتل سليماني
- خلافات دياب وباسيل تؤخر إعلان تشكيل حكومة لبنان
وأكد قيومجيان، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أنه "ليس من حق حزب الله الزج ببلدنا في هذا الأتون الجهنمي، وألا يكون جزءا من مشروع طهران التوسعي بالمنطقة".
وتوترت الأوضاع في المنطقة العربية، عقب مقتل قائد مليشيا فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني مع نائب قائد مليشيا الحشد الشعبي العراقي أبومهدي المهندس في ضربة جوية أمريكية قرب مطار بغداد الدولي الجمعة الماضية.
وتوعد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله، في خطاب أخير له الجيش الأمريكي بـ"دفع الثمن"، عقب مقتل سليماني، موضحا أن "الهدف سيكون كل جندي أمريكي بالمنطقة".
عدم الزج بلبنان في الصراع
وأعرب قيومجيان، عن تطلعه بـ"ألا يتم استخدام لبنان كمنصة لاستهداف أي منشآت أو قواعد أمريكية، لا سيما أن الجيش اللبناني على علاقة ممتازة مع الجيش الأمريكي، وهناك تعاون من حيث التدريب وتقديم المساعدات اللازمة من أسلحة وذخيرة وآليات مدرعة وغيرها".
وأضاف قيومجيان، الوزير الممثل عن حزب القوات اللبنانية بالحكومة المستقيلة، "أنه ليس من حق حزب الله أن يقرر منفردا بأن يكون طرفا في حرب بالمنطقة".
ونبه في هذا الصدد إلى أن "هناك دولة لبنانية تأخذ قرار الحرب والسلم، أو أي قرارات على المستوى الاستراتيجي، لكن حزب الله يحاول منذ التسعينيات احتكار القرار الاستراتيجي اللبناني، وتلك نقطة خلافية كبيرة معه".
وانتقد الوزير اللبناني خطاب الأمين العام لحزب الله، الأخير بشأن مقتل سليماني، قائلا: "حزب الله يعتبر نفسه جزءا من المحور الإيراني في المنطقة، لكن آن الأوان أن يعود الحزب إلى لبنانيته، وألا يكون جزءا من المشروع التوسعي الايراني في المنطقة".
وحول تأثير اغتيال الجنرال الإيراني على مسار تأليف الحكومة اللبنانية، قال قيومجيان "إن ما نخشاه هو تشدد حزب الله وحلفائه في مسار التأليف، بالذهاب لحكومة تكنوسياسية مطعمة باختصاصيين، لمواجهة التطورات الإقليمية".
وفي حال عدم اللجوء لحكومة سياسية، توقع قيومجيان تشكيل حكومة خبراء مستقلين في العلن فقط، لكنها ستكون في الحقيقة واجهات مقنعة لأحزاب السلطة.
وحذر من أن "تشكيل الحكومة الجديدة لن يوحي بثقة الداخل اللبناني، والمراجع الدولية الخارجية".
الابتعاد عن المحور الإيراني
وأكد أن "مواجهة التطورات والمشاكل الإقليمية لا يكون بحكومة سياسية، بل من خلال تحييد لبنان، وعدم الاصطفاف مع المحور الإيراني، لأنها ستكون نهاية البلاد، خاصة في ظل الضائقة الحالية والأزمة المعيشية والمالية بالبلاد".
وجدد الوزير الممثل عن حزب القوات التأكيد على ضرورة تشكيل حكومة اختصاصيين مستقلين، متحررة من نفوذ السياسيين، تعمل سريعا على إنقاذ البلاد من الفساد ومن المحسوبيات وصفقات السياسيين.
وفي تشخيصه للواقع الحالي قال "نحن في أزمة حقيقية وانهيار مالي واقتصادي، والمطلوب فريق حكومي من اختصاصيين مستقلين لاتخاذ القرارات الإصلاحية المطلوبة، دون العودة لفريق السلطة الذي فشل في إدارة الملفات الاقتصادية بالبلاد".
البيئة العربية.. موقع لبنان الطبيعي
وفي تعقيبه على زيارة وفد من التيار الوطني الحر سفارة إيران في بيروت، الإثنين، لتقديم التعزية في مقتل سليماني، قال "هؤلاء (التيار الوطني الحر) حلفاء لحزب الله ويعتبرون أنفسهم جزءا من محور المقاومة والممانعة، وموقع لبنان الطبيعي في بيئته العربية، وأن يكون عضوا فاعلا في الجامعة العربية، دون الانتماء لأي محاور خاصة المحور الإيراني".
ولفت إلى أن "الحكومة الجديدة برئاسة حسان دياب كان من المتوقع إعلان تشكيلها، الثلاثاء، لكن لم يتم التوصل حتى الآن لاتفاق على تشكيلها النهائي".
وأدان الرئيس اللبناني ميشال عون ووزير خارجيته جبران باسيل الغارة الأمريكية التي أسفرت عن مقتل سليماني وأبو مهدي المهندس.