انتخابات لبنان.. إرباك في غياب الحريري
لا يزال الإرباك الانتخابي يسيطر على الساحة السنية اللبنانية، رغم اقتراب موعد الانتخابات النيابية في 15 مايو/أيار المقبل.
وبعد أكثر من شهرين من إعلان الممثل الأساسي للطائفة السنية تيار المستقبل، على لسان رئيسه سعد الحريري، تعليق عمله السياسي في لبنان وعدم خوض الانتخابات النيابية المقبلة، لم يستطع هذا الشارع من تكوين قيادة بديلة تقود هذا الشارع الممتد على مساحة لبنان في الاستحقاق الانتخابي أقله، وسط مخاوف جدية من دخول حزب الله على هذه البيئة، مستغلاً الوضع الاقتصادي الصهب الذي يعاني منه البلد.
ويشكل أبناء الطائفة السنية في لبنان، القوة الناخبة الأكبر في لبنان، حيث بلغ عددهم أكثر من مليون و81 ألفا وخمسمائة ناخب بفارق بسيط عن الطائفة الشيعية البالغ تعداد الناخبين فيها مليون و73 ألفا وستمائة بحسب لوائح الشطب الصادرة عن وزارة الداخلية اللبنانية، وذلك من أصل نحو ثلاثة ملايين و746 ألف ناخب.
ما زاد حالة التشرذم أيضاً هو عزوف عدد من القيادات السنية أيضاً عن خوض الانتخابات كالرئيس تمام سلام ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي.
حاول رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة القيام بدور جامع باعتباره مقربا من الحريري ولديه مواقفه الواضحة المعارضة لحزب الله، إلّا أنه حتى الساعة لم ينجح بلم الشمل، ولم يستطع سوى العمل على تأليف لائحتين انتخابيتين في طرابلس وبيروت، واكتفى بدعم بعض المرشحين الذين كانوا مقربين من الحريري في المناطق.
وفي هذا السياق يعبّر كل من الوزير السابق أشرف ريفي ونائب رئيس تيار المستقبل، المستقيل مصطفى علوش عن سعيهما للحصول على أكبر عدد من النواب السنة في البرلمان اللبناني وقطع الطريق أمام كل محاولات حزب الله للاستئثار بها لا سيما بعد إعلان رئيس الحكومة السابق، سعد الحريري عزوفه عن العمل السياسي.
ويخوض كل من علوش وريفي الانتخابات في لائحتين منفصلتين في طرابلس، ويتنافسان أيضا مع لائحة ثالثة مدعومة من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، مقابل لائحة رابعة تضم حلفاء حزب الله الذي يسعى بدوره للحصول على أكبر عدد من النواب في الشمال، علما أنه يملك كتلة اللقاء التشاوري التي تضم نوابا من الطائفة السنية محسوبين عليه.
ويؤكد علوش لـ"العين الإخبارية" أن رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة لا يسعى ليكون قائد السنة بعد الحريري.
ويقول علوش: "السنيورة قالها سابقا إنه يسعى لحفظ ظهر الحريري وليس وراثة أحد"، فيما يقول ريفي لـ"العين الإخبارية" إن المرحلة المقبلة ستشهد تعددية القيادة في الطائفة السنية، بعدما كانت خلال السنوات الماضية محصورة بشخص واحد هو (سعد) الحريري الذي كانت ترتدّ أي أخطاء يقوم بها على الطائفة ككل.
ويضيف ريفي: "لا يمكن لأي شخص أن يتفرد بالقيادة، لا سيما أن حدانية القيادة تتطلب شخصية استثنائية على غرار ما كان عليه الوضع مع رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري".
وفي حين تقوم شخصيات سنية معظمها كانت في "تيار المستقبل" على تشكيل لوائح لخوض المعركة الانتخابية، يرى علوش أن توحيد صفوف هؤلاء إذا نجحوا في الوصول إلى البرلمان يتطلب درسا موضوعيا مؤكدا في الوقت عينه أن هذه الكتلة إذا نجحت لا يمكن إلا أن تكون "خارج الحريرية السياسية" .
ويرفض علوش تخوينه من قبل مناصري "المستقبل" كما غيره من الشخصيات التي اختارت خوض المعركة الانتخابية.
ويقول "الجهد منصب على عدم الانقلاب على المستقبل والحريري والعمل على عدم ترك الساحة لقتلة (رفيق) الحريري" (في إشارة إلى حزب الله)، مضيفا "جهدنا ينصب على هذه الأهداف والعمل على الإظهار أن هناك نفسا جديدا غير تقليدي وبدأنا نلمس انطباعات جيدة، وهو ما سيظهر في صناديق الانتخابات".
aXA6IDE4LjIxNi40Mi4yMjUg جزيرة ام اند امز