"أكثر مما عُرض".. الجزء المحذوف وكواليس وزير "الأزمة" اللبناني
"الكلام المحذوف من اللقاء أكثر مما عرض"، هكذا شوّق الناشط السياسي السعودي سلمان الأنصاري لكواليس مقابلة جمعته بـ"وزير الأزمة" اللبناني.
سقطة دبلوماسية، لوزير الخارجية اللبناني المستقيل شربل وهبة، تدحرجت ككرة ثلج وكونت أزمة سياسية تكشف معاناة لبنان من هيمنة الخطاب المتطرف لحزب الله والمقربين منه.
جدل كبير أثارته تصريحات وهبة التي أطلقها خلال حوار تلفزيوني وحملت إساءات للسعودية ودول مجلس التعاون الخليجي.
تصريحات تتنافى مع الأعراف الدبلوماسية، ولا تنسجم مع العلاقات التاريخية التي تجمع لبنان ودول مجلس التعاون الخليجي،
كواليس الحوار
سلمان الأنصاري الذي كان حاضرا اللقاء الذي أجرته قناة الحرة، كشف لاحقا جزءا من الكواليس، في لقاء مع قناة "أم بي سي"، متحدثا عن أجزاء محذوفة فضلت القناة الأمريكية عدم عرضها للمشاهدين.
وقال الأنصاري إن الحوار لم يكن مباشرا كما توقع كثيرون بل كان مسجلا، وبذل الوزير اللبناني جهودا كبيرة لعدم بثه، وتواصل مع مسؤولين بالخارجية الأمريكية لهذا الغرض.
وفي خضم الاتصالات، تواصلت القناة مع المحلل السياسي السعودي لأخذ رأيه، حيث رفض فكرة إلغاء البرنامج، لما قال إنه ضرورة إطلاع الشعب اللبناني على ما قاله الوزير.
وأبدى الأنصاري عتبه على "الحرة" بعد حذفها لبعض المقاطع التي اعتبرها "الأكثر حساسية" من حديث الوزير، مثل تهجمه الشخصي واللفظي على المذيعة التي كانت تدير الحوار.
ومن الأجزاء المحذوفة من اللقاء حديث الأنصاري عن دور رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، وردة فعل الوزير تجاه الترحم على الزعيم السياسي الراحل.
وأشار الأنصاري كذلك إلى أمرين من كواليس اللقاء فضل عدم كشفهما حاليا، متعهدا بذكرهما في الوقت المناسب.
وكان الوزير المذكور قد دخل في مشادة كلامية مع الأنصاري أثناء استضافتهما في قناة "الحرة" الأمريكية، يوم الإثنين، حيث وجه وهبة إساءات لدول عربية، ووصف شريكه السعودي في اللقاء بأنه من "أهل البدو".
وجاءت التصريحات المسيئة في معرض دفاع مستميت من وهبة خلال المقابلة التي بثت أمس الإثنين، عن حزب الله الإرهابي، ليخلص إلى الإساءة لدول الخليج والدول العربية بالقول: إن "بعض دول أهل المحبة والصداقة والأخوة، جلبت لنا (داعش) في سهل نينوى والأنبار وتدمر".
وجاء وصف أهل المحبة بعد أن قال سلمان الأنصاري خلال اللقاء "إن الشعب السعودي يكن للبنان واللبنانيين كل محبة "، كما أشار شربل خلال حديثه إلى موقع ظهور الضيف السعودي في الشاشة.
وعندما سألته المذيعة هل تقصد بهذه الاتهامات دول الخليج، قال لها لا أريد أن أسمي أحدا، دون أن ينفي أن هذا قصده.
هل تنفع استقالة "وزير الأزمة"؟
وقوبلت تصريحات وهبة الذي أصبح يعرف في لبنان بـ"وزير الأزمة" فور انتشارها أمس الثلاثاء بالاستنكار في لبنان من قوى سياسية ودينية وسلطات تنفيذية، حيث تبرأت منها رئاسة الجمهورية، وشجبتها رئاسة حكومة تصريف الأعمال، حيث اتصل رئيس الوزراء المستقيل حسان دياب بالمعني لاستيضاح ما ورد في التصريحات.
وتسببت التصريحات المسيئة للوزير بأزمة سياسية لم تفلح بيانات التبرير التي أصدرها في تخفيفها، قبل أن يعلن اليوم الأربعاء تنحيه عن منصبه، سعيا من الحكومة ورئاسة الجمهورية، لتدارك علاقات لبنان بمحيطه العربي.
تنديد واسع بالتصريحات المسيئة
ونددت السعودية بالتصريحات المسيئة لوهبة لما تضمنته من "إساءات مشينة تجاه المملكة وشعبها ودول مجلس التعاون الخليجي الشقيقة".
وأكدت الخارجية السعودية في بيان نشرته "واس" أن تلك التصريحات "تتنافى مع أبسط الأعراف الدبلوماسية ولا تنسجم مع العلاقات التاريخية بين الشعبين"، وسلمت السفير اللبناني في الرياض مذكرة احتجاج.
من جهتها، استنكرت الإمارات تصريحات شربل، ووصفتها بـ"العنصرية"، واستدعت سفير لبنان لديها وسلمته مذكرة احتجاج.
أما مجلس التعاون لدول الخليج العربية، فطالب لبنان، بتقديم اعتذار رسمي لدوله وشعوبه، عن تصريحات شربل وهبة.
كذلك استدعت الكويت، مساء الثلاثاء، السفير اللبناني وسلمته مذكرة احتجاج رسمية بشأن التصريحات المسيئة للسعودية ودول الخليج.
موقف سارت عليه البحرين أيضا، التي أعربت عن استنكارها الشديد لما تضمنته تلك التصريحات المسيئة، واعتبرت أنها تتنافى مع أبسط الأعراف الدبلوماسية ولا تنسجم مع العلاقات الأخوية التي تربط شعوب دول مجلس التعاون مع الشعب اللبناني الشقيق، وسلمت سفير لبنان لديها مذكرة احتجاج رسمية.
تحرك اتخذته مصر كذلك، حيث طالبت السفير اللبناني لديها بتقديم تفسير لتصريحات وهبة المشينة.