لبنان يسعى لسد ثغراته الأمنية.. إجراءات لمكافحة تهريب المخدرات
لا تزال تداعيات شحنة "الرمان المخدرة" التي ضبطت في السعودية تأخذ حيزا من الاهتمام في لبنان وعقدت اجتماعات عدة لبحث سبل مكافحة الظاهرة.
وكانت القضية هي محور الاجتماع الذي ترأسه وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال، محمد فهمي، وكذلك محور اجتماع لجنة الاقتصاد الوطني والصناعة والتخطيط النيابية، حيث تم التأكيد على إجراءات أمنية بعضها أعلن عنه والبعض الآخر بقيت سرية.
- "مخدرات الرمان" تضاعف آلام اقتصاد لبنان.. من وراء الشحنة الملغومة؟
- مخدرات لبنان إلى ليبيا.. وسقطت في النيجر
وقالت رئاسة الجمهورية اللبنانية، في بيان، إن "الرئيس ميشال عون تابع مسار الإجراءات التي اتخذت في الاجتماع الأمني الذي عقد الأسبوع الماضي للتشدد في مكافحة التهريب من المعابر البرية والبحرية والجوية اللبنانية، لاسيما بعد تكرار الحوادث التي سجلت في الآونة الأخيرة".
وأضافت أن "عون تابع أيضا ما توصل إليه التحقيق من معطيات في عملية التهريب بواسطة صناديق الرمان إلى السعودية".
وكانت السعودية قد اتخذت الأسبوع الماضي قرارا بمنع دخول الخضراوات والفاكهة اللبنانية أو العبور من خلال أراضيها، وذلك إثر ضبط شاحنة محملة بالرمان المحشو بالمخدرات.
وترأس فهمي، اليوم، اجتماعا أمنيا موسعا حضره القادة الأمنيون خصص للبحث في متابعة الإجراءات لمكافحة تهريب المخدرات خصوصا إلى السعودية تنفيذا لقرار المجلس الأعلى للدفاع في الأسبوع الماضي.
وأعلن بعد الاجتماع أنه تم ضبط في المملكة ما يفوق 150 مليون حبة كبتاغون في ماليزيا واليونان كانت في طريقها إلى السعودية.
وأشار إلى أن "تهريب المخدرات بشكل خاص إلى السعودية وكل الدول يشكل تهديدا لأمن المجتمع اللبناني ويجب العمل على مكافحتها".
ولفت إلى أن "الدولة اللبنانية ضد زعزعة علاقاتها مع الدول الشقيقة والصديقة، وخصوصا السعودية، فلا يمكن للبنان أن ينسى ما قدمته لسنين طويلة من مساعدات لا تحصى".
وأوضح أن "جهودا تبذلها شعبة المعلومات ومكتب مكافحة المخدرات المركزية التابع للشرطة القضائية في قوى الأمن الداخلي بشكل دائم وبتنسيق مميز وشفاف مع كل الدول وخصوصا المملكة السعودية".
وأشار إلى أن "هناك نقاط ضعف وأسبابا لوجستية يجب العمل على معالجتها بجدية وحزم، منها على المدى القصير ومنها على المدى المتوسط ولقد بدأنا بذلك".
واستطرد: "هناك إجراءات ستتخذ في خلال أسبوعين أو ثلاثة، لصالح تعديل وتغيير شروط التصدير، وأيضا لتوفير أجهزة فحص الحاويات".
وتابع: "أطلب من الدول، وخصوصا الشقيقة منها والتي ترغب بمساعدة لبنان في الوقت الحالي، ونحن جاهزون لذلك لا سيما عبر تأمين آلات حديثة للبنان لكشف ما يمكن كشفه".
القضية نفسها كانت محور اجتماع لجنة الاقتصاد الوطني والصناعة والتخطيط النيابية التي أعلنت بدورها أن خطوات أمنية تنفذها وزارتا الداخلية والدفاع وأخرى عملية هي إشراك القطاع الخاص لشراء أجهزة فحص المنتجات بالأشعة.
وقال النائب فريد البستاني بعد الجلسة التي حضرها أيضا الوزير فهمي ووزير الصناعة عماد حب الله، أنه تم "اتخاذ خطوات أمنية لا يمكنني الإفصاح عنها لأنها ضمن خطة أمنية شاملة، ووزارتا الداخلية والدفاع تقومان بتنفيذها".
وأضاف: "لكن لدينا خطوات عملية نقوم بها وسنعلم الطرف السعودي أننا لا نفكر، بل نفذنا، وهذه الخطوات العملية تتعلق بأجهزة الفحص بالأشعة للمنتجات".
واستدرك: "وإذا أردنا أن نطلب مناقصة من أجل أجهزة الفحص لوضعها على المعابر في المرفأ وعلى الحدود اللبنانية - السورية فإنها ستأخذ أشهرا حتى وصول الآليات لذا كان هناك اقتراح من قبل أعضاء اللجنة، وهو اقتراح معقول وذلك بإشراك القطاع الخاص في هذه العملية لتوفير الأموال وشراء الأجهزة وإدارتها".
وتحدث البستاني أيضا عن خيارات أخرى منها "إشراك شركات خاصة بفحص الحاويات قبل التصدير بالتعاون مع الجمارك للتأكد من أنها خالية من الممنوعات".
ولفت إلى أن "مشكلة التهريب قديمة ولم يتم إيجاد حل لها ونحن على تواصل مع الجانب السعودي، ولأن القضية في يد القضاء لا يمكنني بالتالي الإفصاح عنها".
واليوم، كشفت الداخلية اللبنانية أن التحقيق مع أحد الموقوفين أفصح عن تورطه في تهريب شحنة ضخمة من المخدرات إلى السعودية.
وقالت الداخلية إن التحقيق مع الموقوف المدعو حسن محمد دقّو -وهو يحمل الجنسية اللبنانية والسورية- قاد إلى تأكيد تورطه في تهريب أكبر شحنة مخدّرات في العالم؛ تقدّر بنحو 94 مليون حبّة كبتاجون، تم ضبطها في ماليزيا، كانت في طريقها إلى السعودية.
aXA6IDE4LjIxOC4xMDguMjQg جزيرة ام اند امز