الرهان الأخير.. هل تنقذ المساعدات لبنان من جحيم الفقر؟
بعد إعلان فرنسا عن مؤتمر دولي لمساعدة لبنان، يتساءل البعض عن مدى نجاح مثل هذه التحركات في دعم البلاد اقتصاديا وإنقاذها من جحيم الفقر.
ويتحرك لبنان نحو المجهول بعد اعتذار سعد الحريري عن تشكيل حكومة جديدة، فيما تحاول فرنسا تلقف البلد المأزوم بالإعلان عن مؤتمر مساعدة.
وأعلنت فرنسا التي كانت تقود جهودا دولية لإخراج لبنان من الأزمة، الجمعة، أنها ستستضيف مؤتمرا دوليا لحشد المساعدات للبنان في الرابع من أغسطس/آب المقبل.
ويتزامن هذا المؤتمر الذي ينظم بدعم من الأمم المتحدة، مع الذكرى الأولى لتفجير مرفأ بيروت الذي أودى بحياة أكثر من 200 شخص ودمّر جزءا من العاصمة.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سينظم المؤتمر "استجابة لحاجات اللبنانيين الذين يتدهور وضعهم كل يوم".
ومنذ انفجار المرفأ الذي فاقم الانهيار الاقتصادي، يقدم المجتمع الدولي مساعدات إنسانية مباشرة إلى اللبنانيين عبر منظمات المجتمع المدني ومن دون المرور بمؤسسات الدولة.
وحتى مع تصاعد الضغط الدولي بقيادة فرنسا وتهديد الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على القادة اللبنانيين، لا تزال الخلافات السياسية تعيق جهود تشكيل الحكومة.
أزمة لبنان
ويأتي اعتذار الحريري أمس الخميس، فيما يشهد لبنان إحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية منذ منتصف القرن التاسع عشر بحسب البنك الدولي.
ومع استمرار الأزمة منذ حوالى سنة ونصف السنة، بات لبنان يواجه معدلات فقر مرتفعة وهبوطا حادا في قيمة العملة الوطنية، بينما تحصل احتجاجات شعبية في الشارع في ظل نقص في المواد الأساسية بما في ذلك الأدوية والوقود.
وقالت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة لشؤون لبنان يوانّا فرونِتسكا "نأسف بشدة للفشل في تشكيل حكومة بعد 9 أشهر. ما حدث بالأمس لم يكن خطوة إلى الأمام. حان الوقت لبذل جهد صادق ومتضافر وحازم لانتشال الشعب اللبناني من هذا المأزق. لم يعد هناك وقت لإضاعته".
ومن شأن اعتذار الحريري أن يفاقم من حالة الشلل السياسي في البلاد على وقع الانهيار الاقتصادي المتسارع.
تدمير ذاتي
وسبق للحريري أن ترأس 3 حكومات في لبنان، وهو ثاني شخصية تعتذر عن عدم تشكيل حكومة في أقل من عام.
وهو رشّح لمنصب رئيس الوزراء في تشرين الاول/أكتوبر 2020 بعد أن فشل مصطفى أديب، في تشكيل حكومة بسبب الضغوط والمصالح المتضاربة للسياسيين.
وكان الحريري في السلطة لدى اندلاع الأزمة التي ترافقت مع "ثورة" شعبية عارمة في الشارع احتجاجا على أداء الطبقة السياسية منذ عقود. فاضطر الى تقديم استقالته.
وتدير حاليا حكومة مستقيلة برئاسة حسان دياب الأعمال الجارية. واستقال دياب عقب انفجار الرابع من أغسطس/آب، تحت ضغط النقمة الشعبية، إذ بدا واضحا ان الانفجار الذي نتج عن كميات كبيرة من مادة نيترات الأمونيوم المخزنة من دون تدابير وقائية، ناتج عن الإهمال والفساد.
وفور اعتذار الحريري، تجاوز سعر صرف الليرة عتبة 20 ألفا مقابل الدولار، في معدل قياسي جديد، وفق ما قال صرافون لوكالة فرانس برس.
وأثار انهيار العملة إقامة حواجز واحتجاجات ليل الخميس الجمعة وسط غضب متزايد ضد الطبقة السياسية.
aXA6IDMuMTM1LjE4OS4yNSA=
جزيرة ام اند امز