تلفزيون لبنان و"ألف ليلة وليلة".. عندما صاح الديك والوزير فسكت الكلام
في حكاية "ألف ليلة وليلة" صاح الديك معلنا أن الصباح قد لاح، فسكتت "شهرزاد" عن الكلام المُباح، وفي دلال تثاءبت ثم استأذنت لتنام، فأذِن لها "شهريار"، قبل أن تنهض ثانية.
لكن في حكاية لبنان، صاح الوزير معلنا أن صباح التلفزيون الرسمي قد انطفأ، فسكت الأثير عن الكلام، وفي صمت استأذن المنبر ليسكت، فأذِن له ضيق الحال.
فاليوم الجمعة، استفاق اللبنانيون على انقطاع بث "تلفزيون لبنان" (رسمي) الذي يعود لفترة نهاية الخمسينيات، بـ"قرار" من وزير الإعلام زياد مكاوي، لأسباب مالية.
ورغم أن القرار لم يصدر رسميا عن الوزير بعد، إلا أن وسائل إعلام لبنانية عزت خطوته هذه لعدة مشاكل يعاني منها التلفزيون منذ مدة، بينها تأخر صرف الرواتب منذ 22 شهرا، وإضراب الموظفين ورفضهم الاستمرار بعملهم.
ووفق صحيفة "النهار" فإن قرار وزير الإعلام لا يقضي بالإغلاق التام، وإنما بوقف البث نظرا للتكاليف العالية له، حتى توقف النقابة إضرابها.
ونقلت الصحيفة عن نقيبة الموظفين في تلفزيون لبنان ميرنا الشدياق، قولها إن وزير الاعلام أصدر قرارا شفهيا بإطفاء الشاشة ووقف البث وليس بتوقف تلفزيون لبنان كليا.
وكان تلفزيون لبنان قد حرص طيلة فترة الإضراب على إبقاء الشاشة عاملة عبر بث الموسيقى الكلاسيكية، بحسب النقابة.
وأوضحت الشدياق أن الموظفين لم يستلموا رواتبهم منذ الأزمة عام 2021، مشيرة إلى أن راتب الموظف يبلغ 4 أو 5 ملايين ليرة إضافة إلى بدل النقل، مؤكدة أن الموظفين لن يرضوا بوقف "شاشة الوطن".
من جهتها، قالت أريج خطّار من "تلفزيون لبنان": "استيقظنا على خبر مؤسف.. إطفاء شاشة (تلفزيون لبنان).. هذه الشاشة التي جمعت الجميع بألوانهم تحت رايتها، لم يستطِع أحد حمايتها".
aXA6IDUyLjE1LjIzOC4yMjEg جزيرة ام اند امز