لبنان وأزمة تجديد تفويض اليونيفيل.. رفض لصيغة تتجاهل الجيش
على أنغام التوتر على طول الخط الأزرق بين لبنان وإسرائيل، وقبل أيام من انتهاء ولايتها، كانت مسودة تجديد مهمتها المطروحة حاليًا في مجلس الأمن، موضع انتقادات من البلد المضيف.
وكان مجلس الأمن الدولي مدد في 31 أغسطس/آب الماضي، بناء على طلب من الحكومة اللبنانية، ولاية قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) لسنة أخرى بعد أن تبنى القرار 2650 لعام 2022.
وقبل أيام من انتهاء مهلتها، انتقد لبنان، مسودة مشروع القرار المطروحة حاليا في مجلس الأمن والمتعلقة بتجديد ولاية اليونيفيل.
وقال وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال الدكتور عبدالله بوحبيب، في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية، إن لبنان يرفض الصيغة المتداولة كونها لا تشير إلى ضرورة وأهمية تنسيق اليونيفيل في عملياتها مع الحكومة اللبنانية ممثلة بالجيش اللبناني، كما تنص اتفاقية عمل اليونيفيل.
و"اليونيفيل" التي تأسست في عام 1978، وتم توسيع ولايتها في القرار 1701 (2006) بعد حرب عام 2006 بين إسرائيل وحزب الله، يتم تجديد ولايتها على أساس سنوي بناء على طلب حكومة لبنان، وفقًا لاتفاقية عملها في لبنان.
وأوضح رئيس الدبلوماسية اللبنانية، أن "التجديد السنوي للقوة الدولية في الجنوب يأتي بطلب من الحكومة اللبنانية"، مشددًا على "رفض لبنان أن يعطي الشرعية لنقل ولاية اليونيفيل من الفصل السادس، وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 الصادر عام 2006 والداعي إلى حل النزاع بالطرق السلمية، إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يدعو إلى فرض القرار بالقوة".
سر التوقيت
توتر شق طريقه إلى علاقة لبنان بتلك القوة الأممية، جاء بعد أيام من اجتماع ثلاثي، عقده رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء أرولدو لاثارو، في 16 أغسطس/آب الجاري، مع كبار ضباط القوات المسلحة اللبنانية والجيش الإسرائيلي في موقع للأمم المتحدة في رأس الناقورة.
اجتماع، ارتكز على الوضع على طول الخط الأزرق، والانتهاكات الجوية والبرية، وقضايا أخرى في نطاق ولاية اليونيفيل بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 1701 (2006) والقرارات اللاحقة.
وأعرب اللواء لاثارو عن قلقه إزاء سلسلة من الحوادث على طول الخط الأزرق في الأشهر الأخيرة والتي أدت إلى زيادة التوتر، داعيًا الأطراف إلى مواصلة الاستفادة من آليات الارتباط والتنسيق التي تضطلع بها اليونيفيل مع تجنب الإجراءات الأحادية الجانب.
كما دعا في الاجتماع رقم 162، إلى المشاركة في مناقشات الخط الأزرق لمعالجة القضايا العالقة، مما يبرز أهمية الإشارات الإيجابية من كلا الطرفين قبل نظر مجلس الأمن في تجديد ولاية اليونيفيل.
ومنذ نهاية حرب عام 2006 في جنوب لبنان، تُعقد الاجتماعات الثلاثية المنتظمة تحت رعاية اليونيفيل كآلية أساسية لإدارة النزاع وبناء الثقة. ومن خلال آليات الارتباط والتنسيق، تظلّ اليونيفيل المنتدى الوحيد الذي يلتقي من خلاله الجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي رسمياً.
لكن ماذا نعرف عن اليونيفيل؟
أنشئت قوة اليونيفيل بموجب قراري مجلس الأمن الدولي 425 و426 الصادرين في 19 مارس/آذار 1978. وقد وصلت طلائع قوة اليونيفيل إلى لبنان في 23 مارس/آذار 1978.
أين تنتشر؟
تنتشر اليونيفيل في جنوب لبنان، وتعد منطقة عملياتها محددة بين نهر الليطاني شمالاً والخط الأزرق جنوباً. ويقع مقر قوة اليونيفيل في بلدة الناقورة. وإضافة إلى ذلك، تنتشر اليونيفيل بحراً (القوة البحرية) على امتداد الساحل اللبناني بأكمله.
ما دور اليونيفيل؟
- تأكيد انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان.
- استعادة السلم والأمن الدوليين.
- مساعدة الحكومة اللبنانية على إعادة بسط سلطتها الفعلية في المنطقة.
- إلا أنه بعد نزاع يوليو/تموز– أغسطس/آب 2006، تبنى مجلس الأمن القرار رقم 1701، الذي بموجبه جرى تعزيز قوة اليونيفيل، وقرر أنه بالإضافة إلى المهمة الأصلية، فإنها، في جملة أمور، ستقوم بـ:
- مراقبة وقف الأعمال العدائية.
- مرافقة ودعم القوات المسلحة اللبنانية خلال انتشارها في جميع أنحاء جنوب لبنان.
- تقديم مساعدتها لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المدنيين والعودة الطوعية والآمنة للنازحين.
هل تستطيع اليونيفيل استخدام القوة؟
- بصفتها بعثة لحفظ السلام، فإن من أولويات اليونيفيل ضمان الاستقرار في المنطقة وحماية السكان.
- يتمثل دورها الرئيسي في دعم الأطراف للقيام بمسؤولياتها للحفاظ على وقف إطلاق النار
- لكن لديها السلطة والقدرة للرد بقوة على أي عمل عدائي.
- تتيح قواعد اشتباك اليونيفيل لها أن ترد على النحو المناسب.
- لدى قادة اليونيفيل السلطة التي تخولهم التصرف بقوة.
- خلال تنفيذهم لمهمتهم، بإمكان كافة أفراد قوة اليونيفيل ممارسة حق دفاع عن النفس.
- استخدام القوة بما يتجاوز الدفاع عن النفس يمكن أن يُطبق في حدود قدرات القوة
هل وقعت خسائر في الأرواح؟
فقدت اليونيفيل 324 عنصراً من أفرادها منذ عام 1978، وحتى14 يناير/كانون الثاني 2022.
كيف تتعاون اليونيفيل مع الجيش اللبناني؟
- مع انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان في 2006، دعمت اليونيفيل نشر القوات المسلحة اللبنانية في الجنوب اللبناني للمرة الأولى منذ ثلاثة عقود.
- يلعب التعاون الوثيق بين اليونيفيل والجيش اللبناني دوراً رئيسياً في تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 لعام 2006.
- بالتعاون مع الجيش، تعمل اليونيفيل، على إنشاء منطقة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني خالية من أي عناصر مسلحة وموجودات وأسلحة غير تلك التابعة لحكومة لبنان واليونيفيل.
ما القوة البحرية التابعة لليونيفيل؟
- انتشرت بناء على طلب من الحكومة اللبنانية في أكتوبر/تشرين الأول 2006 لمساعدة البحرية اللبنانية على تأمين المياه الإقليمية.
- تساعد على منع دخول الأسلحة غير المرخص بها أو المواد ذات الصلة إلى لبنان عن طريق البحر.
ما الدول المشاركة؟
في 6 يونيو/حزيران 2023 بلغ عدد الدول التي تتألف منها اليونيفيل 48 دولة، حيث تشارك بما مجموعه 10,359 جندياً لحفظ السلام؛ بينها بلد عربي واحد، وهي قطر التي تشارك بجندي واحد.
كيف تتعامل مع خروقات القرار 1701؟
- تتعامل اليونيفيل مع جميع الأطراف بشكل متوازن ولا تتجاهل أي خروقات.
- ينصب التركيز على ضمان الاحترام الكامل لبنود قرار مجلس الأمن رقم 1701 لعام 2006.
- ومنع الانتهاكات بغض النظر عن الطرف المُنتهك.
- تنشر قوات إضافية في مكان أي حادث يقع على الخط الأزرق لتفادي حصول نزاع مباشر بين الجانبين.
- تقوم بمهمة الارتباط بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي بغية حل الإشكالات ووضع حد للوضع دون أي تصعيد.
aXA6IDMuMTUuMjI1LjE3NyA= جزيرة ام اند امز