لبنان يترقب.. إسرائيل تستعد لضغط زر «العملية البرية»
يستعد الجيش الإسرائيلي للقيام بعملية برية محدودة في لبنان، ولكن قرار إطلاق هكذا عملية بيد المستوى السياسي الإسرائيلي.
وخلال الأيام الماضية استدعى الجيش الإسرائيلي المزيد من قوات الاحتياط إلى الحدود اللبنانية وأجرى تدريبات تحاكي الاقتحام البري للبنان.
ووفقا للتقارير الإسرائيلية المتعددة فإن الحديث ليس عن اجتياح لبنان بأكمله وإنما جنوبه فقط، وحتى في هذه فإن ثمة من يتحدث عن اجتياح بعمق 10 كيلومترات والبعض يتحدث عن اجتياح بري حتى نهر الليطاني.
وقال محلل الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل في تحليل تابعته "العين الإخبارية" إنه "هناك ضغوط على الحكومة من قبل رؤساء المجالس والسكان في الشمال لمواصلة الهجوم على حزب الله وشن هجوم بري أيضاً، لتحسين الأمن الإسرائيلي على الحدود اللبنانية.
والتحضيرات للتوغل البري جارية، ولكن يبدو أن القرار النهائي لم يُتَّخَذ بعد.
وأضاف: "وكما هي العادة، فإن كل شيء يعتمد إلى حد كبير على الاعتبارات السياسية لنتنياهو واعتماده التام على شركائه في الائتلاف من اليمين المتطرف الذين يدفعونه إلى مواصلة الحرب إلى الأبد".
وفي هذا الصدد قال إيتان دافيدي، رئيس "موشاف مارجاليوت" قرب الحدود اللبنانية: "نرى أن إسرائيل انتقلت من الدفاع إلى الهجوم، ونأمل أن تستمر في وضع قدمها على الغاز وألا تتوقف".
وقال العقيد (المتقاعد) غادي شمني لإذاعة "103 إف إم" الإسرائيلية حول العمل البري في لبنان: "ليس من الممكن تحقيق الهزيمة بالضربات الجوية، من الممكن تدمير القدرات، لكن من المستحيل هزيمة منظمة دون العمل على الأرض".
وأضاف أن "الهدف هو تغيير الواقع الأمني. نحن في وضع جيد".
وبدورها قالت صحيفة "إسرائيل اليوم" في تقرير تابعته "العين الإخبارية إنه "في الأيام الأخيرة، أجرى الجيش الإسرائيلي عمليات مكثفة في جميع أنحاء لبنان، مستهدفاً خلايا ومخازن أسلحة وقادة حزب الله رداً على مئات الصواريخ التي أطلقت على إسرائيل، وعلى هذه الخلفية، أصدر قائد القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي أوري غوردين ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي يوم الثلاثاء الماضي بيانات تؤكد استعداد الجيش لعملية برية في لبنان".
وأضافت: "في حين تلقى الآلاف من جنود الاحتياط أوامر استدعاء فورية للحدود الشمالية يوم الأربعاء، يبدو حجم هذه القوة متواضعاً لتوغل بري كامل النطاق في لبنان".
وأشارت إلى أن مصادر في الجيش الإسرائيلي كشفت عن أن قوة القوات الحالية في القيادة الشمالية أكثر من 3 أضعاف مستويات ما قبل الحرب، مضيفة أنه تم نشر العديد من الألوية في المنطقة مباشرة بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي وفي الأسابيع اللاحقة، بما في ذلك وصول الفرقة 98 مؤخرًا من القيادة الجنوبية".
واعتبرت الصحيفة أنه "من الأهمية بمكان أن نفهم أن هناك عدة خيارات لنطاق العملية، والتي يجب على القيادة السياسية أن تختار من بينها - تتراوح من عمليات قصيرة الأجل إلى عمليات أكثر امتدادًا مع أعماق متفاوتة من التوغل".
وقالت "إن الخطط، التي تم تعديلها في ضوء الضربات الأخيرة ضد حزب الله والهجمات المستمرة، تؤثر أيضًا على تكوين القوة المطلوبة، لقد كان الجيش الإسرائيلي حذرًا بشأن تعبئة الاحتياطي غير الضرورية، مع اتخاذ القرارات بشأن الاستدعاءات الإضافية في انتظار توجيهات المستوى السياسي".
وأضافت أنه "أما بالنسبة لتوقيت العملية البرية، فإن الجيش الإسرائيلي يؤكد أن كل من الجدول الزمني ومدى التوغل سيحدده مجلس الوزراء الأمني، الذي يزن التداعيات على جميع الجبهات. وفقًا للقيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي، تم إعداد القوات للعملية لعدة أيام، مع بقاء جميع الوحدات، بما في ذلك ألوية الاحتياط المعبأة، في حالة تأهب قصوى".
وذكرت أنه "قدم الجيش الإسرائيلي لمجلس الوزراء الميزة الاستراتيجية لإطلاق عملية برية بعد فترة وجيزة من الحملة الجوية التي بدأت قبل أيام".
وقالت: "إن عملية متابعة سريعة من شأنها أن تعظم المكاسب وتمنع حزب الله من إعادة تجميع صفوفه ونقل أصوله وتجديد ذخيرته. ومع ذلك، يمتنع الجيش عن الالتزام بجدول زمني محدد، مؤكداً أن القوات البرية مستعدة لتوسيع العمليات وفقاً لقرارات مجلس الوزراء".