ألمانيا و«ليوبارد» وشبح الحرب.. هل تكفي «الدروع الثقيلة»؟
رغم تكثيف أوروبا لجهودها، إلا أن الإنتاج الدفاعي لا يزال معضلة بلا حل بمواجهة شبح حرب محتملة مع روسيا.
وبحسب موقع "ذا ناشيونال إنترست" الأمريكي، يعتقد الأوروبيون أن روسيا ستشن هجوما كاسحا عليهم حال سيطرتها على أوكرانيا، ما يدفع دول القارة للاستثمار في دفاعاتها في حين تريد ألمانيا أن يعلم الجميع أنها تقود إعادة التسليح في القارة العجوز.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أطلقت ألمانيا رسميا دبابتها "ليوبارد 2 ايه 8" في منشأة بمدينة ميونيخ، لتكون بذلك أول دبابة قتال رئيسية جديدة كليًا يتم تصنيعها للجيش الألماني منذ عام 1992.
وأشار الموقع إلى أن ألمانيا قدمت طلبًا أوليًا لشراء 123 دبابة من هذا الطراز، ومن المقرر تسليمها بين عامي 2027 و2030.
وعلى الرغم من قناعة الأوروبيين الواضحة بقرب الحرب مع روسيا، إلا أن جميع مشروعاتهم الدفاعية لن تؤتي ثمارها إلا بعد عامين على الأقل وربما أكثر، وهو ما يثير تساؤلات حول دقة التقييمات بشأن التهديدات الروسية وحول جدية دول القارة في إعادة التسلح.
وخلال حفل إطلاق "ليوبارد 2 إيه 8"، أعلن وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس أيضًا عن نية برلين طلب 75 دبابة أخرى، ليصل العدد الإجمالي إلى حوالي 200 دبابة.
وتتميز الدبابة بعدد من الميزات المتطورة، بما في ذلك نظام الحماية النشطة الذي يكتشف ويعترض المقذوفات المضادة للدبابات والمسيرات.
كما تدمج هذه الدبابات الأحدث بنية رقمية محسنة، وتحتوي على مجموعة دمج أجهزة استشعار ممتازة تتيح عمليات شبكية في ساحة المعركة.
وتواصل دبابات ليوبارد الجديدة استخدام المدفع الرئيسي "رينميتال إل/55 ايه 1" عيار 120 ملم كجزء من حزمة الأسلحة، ومع ذلك، أصبح المدفع الآن مدمجًا داخل برج مُحدّث في هيكل المركبة الجديد كليًا.
وتشير خطط النشر الأولية إلى أن الوحدات الأولى التي ستستلم "ليوبارد 2 ايه 8" ستكون لواء الجيش الألماني المتمركز بشكل دائم في ليتوانيا.
ومن الواضح أن ألمانيا أصبحت ملتزمة بدبابات القتال الرئيسية وهو أمر غريب، نظرا لأن هذه الأنظمة يتم تهميشها بشكل متزايد في الصراعات الحديثة التي باتت تعتمد بشكل متزايد على الصواريخ الدقيقة المضادة للدبابات وعلى المسيرات.
وفي حرب أوكرانيا، استخدم الطرفان أنظمة قديمة من الحقبة السوفياتية بفعالية، خاصة دبابة القتال الرئيسية "تي-72"، لكن هذه الأنظمة قابلة للاستبدال إلى حد كبير، ولا تمثل بأي حال من الأحوال التكلفة العالية والتعقيد اللذين تمثلهما دبابة ليوبارد 2 إيه 8".
وليست ألمانيا فقط بل كل دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) تتجاهل التغييرات التكتيكية الجذرية التي طرأت على الحروب الحديثة بسبب حرب أوكرانيا.
وتخطط هولندا والنرويج والتشيك وليتوانيا وأعضاء آخرون في الحلف لطلب ليوبارد في صفقة ستعزز التماسك اللوجستي والعملياتي للناتو، لكنها لن تُساهم بشكل كبير في قدرات كسب الحرب.
ومع ذلك، تستخدم ألمانيا تطوير نظام الدبابات الجديد هذا كوسيلة لتجديد قاعدة تصنيع الدروع الثقيلة المحلية لتعزيز الاستقلالية الاستراتيجية.
لكن النشر التشغيلي الكامل لهذه الدبابات لا يزال على بعد سنوات، في حين تشير التقارير الأولية إلى أن تكلفة الوحدة الواحدة ستبلغ حوالي 20 مليون يورو لكل مركبة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNiA=
جزيرة ام اند امز