ليام نيسون أمام تحدي إنقاذ مسيرته السينمائية بعد اتهامات بالعنصرية
الممثل البريطاني ليام نيسون يتعرض لانتقادات بعد حديثه عن رغبته في "قتل" رجل أسود انتقاماً لصديقة له قبل 40 عاماً.
أثار الممثل ليام نيسون عاصفة بتطرقه إلى حادث عنصري تخلل ماضيه، وبات عليه الآن أن ينقذ مسيرته الفنية وهو تحد نجح فيه الكثير من المشاهير قبله.
الممثل البريطاني كشف في مقابلة مع صحيفة "ذي إندبندنت" أنه قبل أكثر من 40 عاماً تقريباً تملكته الرغبة بـ"قتل" رجل أسود انتقاماً لصديقة له إثر تعرضها للاغتصاب، غير أنه أكد أنه نادم بشدة على هذه الفكرة راهنا.
لكن لا يزال صدى هذا التصريح يتردد في المشهد الإعلامي بعد 6 أيام على إدلائه به.
وهدأت اعتذارات الممثل البريطاني غداة ذلك عبر التلفزيون، والتي أكد خلالها أنه "غير عنصري"، إلا أن آخرين لم يسامحوه.
ورأت المخرجة آفا دوفيرناي أن ليام نيسون هو رمز "للامتياز الأبيض" الذي يحمل الرأي العام على القبول من البيض ما لا يقبل من أي أسود.
وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، طالب أشخاص عدة بإعادة تمثيل المشاهد التي يظهر فيها نيسون في الجزء المقبل من فيلم "من إن بلاك" بالاستعانة بممثل آخر.
وقالت الممثلة ريجينا كينج، في مقابلة مع صحيفة "ذي إنديبندنت" أيضاً، متوجهة بحديثها إلى نيسون:"لا تتفاجأ إن لم يوافق أحد على العمل معك".
ويقول جوزف كاوبسكي، الأستاذ في جامعة كارولينا الشمالية والمتخصص بالعلاقات العامة: "الأفعال عادة ما تلحق الضرر أكثر من الأقوال، لكن حالة نيسون فريدة نوعاً ما، لأن ما قاله مرتبط بسلوكه".
ويفيد خبراء عدة في إدارة الأزمات بأن المقابلة المتلفزة غداة الجدل كانت رغم كل شيء نقطة انطلاق جيدة.
ويوضح رون توروسيان، مؤسس وكالة "5دبليو بي أر": "في عالم يعتمد على الفورية يجب التحرك بسرعة أكبر من السابق"، مشيراً إلى أن البيئة الإعلامية الحالية تتطلب استعانته بخبير في التواصل.
ويضيف: "عليه أن يواصل الاعتذار والقول بوضوح إنه ارتكب خطأ بدلاً من محاولة الدفاع عن نفسه، وإدراج ما حصل ضمن إطار معين".
ويرى ستيف جاف، من وكالة "جاف أند كومباني": "الأفعال لها بُعد أكبر من الأقوال، يجب عليه أن يلتقي منظمات معنية بالحوار حول العنصرية".
ويرى خبراء أن هذه الاستراتيجية لن تنجح إلا إذا نظر إليها على أنها صادقة وليست انتهازية.
سوابق
وفي هذه المرحلة، لا يبدو أن أيا من مشاريع ليام نيسون الراهنة مهددة جراء ما حصل.
ويؤكد ستيف جاف، الذي عمل خصوصاً مع بيل كلينتون: "السمعة التي يملكها الشخص قبل الأزمة مهمة جداً، فمن الأسهل الاستماع إلى اعتذارات شخص طيب أو يعتبر طيباً بالمقارنة مع شخص يريد فقط إنقاذ عمله".
وقد هب ممثلون ومخرجون عدة لدعم الممثل الأيرلندي الشمالي، ولا سيما الممثلة السوداء ووبي جولدبرج.
ويرى مارك هاس، أستاذ التواصل الاستراتيجي في جامعة أريزونا، أن الرأي العام يسامح المشاهير أكثر من غيرهم.
ويؤكد: "أتوقع أن تهدأ الزوبعة الإعلامية بالسرعة التي هبت بها".
وإلى جانب أوساط السينما يتمتع الموسيقيون والسياسيون أيضاً بحصانة نسبية حيال التصريحات الصادرة عنهم.
ويقول مارك هاس: "انظروا بكل بساطة إلى دونالد ترامب"، إلا أن هذا الخبير يرى أن ذلك لا ينطبق كثيراً على عالم الأعمال والشركات.
ويوضح: "الفرق هنا أن رؤساء الشركات مسؤولون أمام مجلس الإدارة الذي يمكن أن يصرفهم، وهذا ليس حال المشاهير من أمثال ليام نيسون وميل جيبسون وكانييه ويست".
ويذكر كثيرون ميل جيبسون أنه مثال للنهوض مجدداً. فقد أدلى الممثل والمخرج بتصريحات عنصرية ومعادية للسامية والمثليين واتهم بالعنف الأسري، وكان يعتبر شخصاً غير مرغوب فيه في هوليوود عام 2006، لكن بعد 10 سنوات عجاف عاد في عام 2016 ظافراً واستعاد مكانته في أوساط السينما.
وقد أثار الممثل جاري أولدمان ومغني الراب كانييه ويست جدلاً أيضاً لكنهما لم يستبعدا يوماً.
وكثيراً ما أفلت مشاهير من أي عقاب رغم الجدل الحاد الذي نشب إثر تصريحاتهم.
ويأتي جوزف كابوسكي على ذكر كيفن هارت، الذي كان موضوع جدل مطلع ديسمبر/كانون الأول بشأن تصريحات سابقة له معادية للمثلية، الأمر الذي دفعه إلى التخلي عن تقديم حفل جوائز الأوسكار المقبل.
ويضيف الخبير "فيمله (ذي أبسايد) عرض بعد أسابيع قليلة، وحقق نتائج أفضل مما كان متوقعاً".
aXA6IDE4LjIyMi4xNjMuMjMxIA==
جزيرة ام اند امز