ما هو الحزب الليبرتاري؟.. يدعم حرية تعاطي المخدرات ويطمح ترامب بأصواته
"إذا صوتتم لصالحي، فسأخفف منذ اليوم الأول عقوبة روس أولبريشت وسأعين ليبرتاري في حكومته.".. وعد قطعه الرئيس السابق دونالد ترامب طمعا في الحصول على أصوات أعضاء الحزب الليبرتاري.
ويبدو اسم الحزب غريبا على أسماع البعض إذ أن الغالبية قد لا تعرف عن الأحزاب الأمريكية سوى الديمقراطي والجمهوري، لكن هناك الكثير من الأحزاب إلا أنها لا تحظى بشهرتهما وشعبيتهما على غرار الحزب الليبرتاري.
- ترامب ومحاكمة مانهاتن.. سيناريوهات البراءة والإدانة
- العلم المقلوب.. من الاستغاثة للاحتجاج إلى رمز لأنصار ترامب
وعادة ما كان ترامب يتعرض، للسخرية أو تطلق بحقه هتافات استهجان بانتظام، في المؤتمر الوطني لهذا الحزب، لكن هذه المرة كان الأمر مختلفا، فبعدما وعد بتخفيف عقوبة تاجر مخدرات يتبع الحزب، ضج الحضور بالتصفيق لترامب.
من هو روس أولبريشت؟
هو مؤسس موقع "سيلك رود" الذي كان يُعتبر أكبر سوق إلكترونية لبيع المخدرات في العالم، وحُكم عليه بالسجن المؤبد في عام 2015، دون إمكانية الإفراج عنه.
وأتاح موقعه للبيع بطريقة غير شرعية على الشبكة المظلمة، والذي يُطلق عليه أحيانًا اسم "إيباي أوف دراجز»، الحصول على الهيرويين والكوكايين وعقار "إل أس دي" ومنتجات غير قانونية أخرى ومستندات مزيفة باستخدام عملة "بيتكوين" الافتراضية، مع ضمان عدم الكشف عن هوية عشرات الآلاف من العملاء حول العالم.
وباع أولبريشت مخدرات عبر الموقع بقيمة 200 مليون دولار لمستهلكين من سائر أنحاء العالم.
وتبنت الأوساط الليبرتارية قضيته، وانتقدت إدانته باعتبارها تجاوزًا لسلطة الحكومة وانتهاكاً لمبادئ السوق الحرة.
فما هو الحزب الليبرتاري الذي يأمل ترامب بالحصول على تأييده في الانتخابات الأمريكية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني أمام منافسه الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن؟
الحزب الليبرتاري
هو حزب سياسي أمريكي، يعد ثالث الأحزاب السياسية بعد الحزبين الجمهوري والديمقراطي، تأسس في 11 سبتمبر/أيلول 1971 في مدينة كولورادو سبرينغس، بولاية كولورادو بعد نهاية حرب الفيتنام، على يد ديفيد نولان، ويتزعمه حاليا أنجيلا مكاردل.
يعتنق الحزب الأفكار الليبرالية والاقتصاد الحر، ويتبنى أيديولوجية الحرية الفردية والحد الأدنى من التدخل الحكومي، ويدعو إلى إطلاق الحريات الفردية، وضمان حرية اختيار المعتقد السياسي، وتقليص دور الدولة بالسياسة الداخلية، وخفض الضرائب، ودعم التجارة الدولية الحرة.
وحول السياسة الخارجية ينادي الحزب بعدم التدخل الخارجي، ونهج سياسة الحياد في العلاقات الدبلوماسية، إضافة إلى دعم حرية التجارة الدولية.
اقتصاديا، يدعو الحزب إلى نظام ضريبي عادل يُحفّز النمو الاقتصادي ويُخفّف الأعباء عن كاهل أصحاب الدخل المنخفض، كما يدعم خيارات تقاعد متنوعة تُتيح للأفراد حرية إدارة مدخراتهم بشكل فردي، مع ضمان شبكة أمان اجتماعي قوية تُساعد المحتاجين، ويُشدّد على دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم، وخلق فرص عمل جديدة، وتعزيز الابتكار والبحث العلمي.
أما في الجانب الاجتماعي، فإن يؤيد تحرير قوانين استعمال المخدرات، وزواج الشواذ، وحقوق امتلاك الأسلحة، وانتهاج سياسة مفتوحة للهجرة، مع مراقبة أي تهديدات محتملة للأمن الداخلي.
ويتخذ الحزب من تمثال الحرية رمزًا رسميًا له، وفي عام 2006، اختار حيوان القنفذ كتعويذة له، بناءً على اقتراح من كيفن برين، معتبرا أنه يرمز إلى الطبيعة المسالمة للحزب وقدرته على الدفاع عن نفسه.
وتاريخيًا، لم يتمكن الحزب الليبرتاري من الفوز بأي مقعد في الكونغرس الأمريكي، لكنه حقق بعض النجاحات في الانتخابات المحلية، فيما يواجه الحزب تحديات في الحصول على دعم واسع النطاق جراء مواقفه السياسية المتشددة، لكنه يواصل العمل على نشر مبادئه وتعزيز أيديولوجية الحرية الفردية.
موقفهم من ترامب
ويرى العديد من الليبرتاريين أن سياسات ترامب خارجة عن النطاق المحدود للغاية لما يجب أن تكون الحكومة قادرة على القيام به.
وخاطبهم ترامب قائلا: "يجب على الحزب الليبرتاري أن يقترح ترشيح ترامب للانتخابات في الولايات المتحدة، فقط إذا كنتم تريدون الفوز ولكن ربما لا ترغبون بالفوز".
واعتاد الحزب الليبرتاري تسمية مرشحين هامشيين للغاية لخوض الانتخابات، يدافعون عن فكرة حكومة ذات صلاحيات محدودة أو تشريع الماريجوانا أو حتى إلغاء الوكالة الفدرالية لتحصيل الضرائب.
ويسعى ترامب لجذب الناخبين من كل التوجهات والأصول لحسم المعركة الانتخابية لصالحه، والخميس الماضي، حضر ترامب تجمعاً نادرا في برونكس، وهو أفقر أحياء نيويورك، في مسعى لحصد أصوات الناخبين من أصل إسباني وأفريقي، الذين لم يظهروا حماسة لدعم بايدن.
aXA6IDE4LjIyMi4xNjQuMTc2IA== جزيرة ام اند امز