تحرير "المخا" يقطع شريان حياة الحوثي

تحرير المخا يوصف بأنه قطع لأحد شرايين الحياة عن الحوثيين، وربما لهذا السبب لم تحظ عملية عسكرية باهتمام مثلما حظيت تلك العملية

طبيا، فإن الشريان هو الوعاء، الذي ينقل الدم من القلب إلى الأعضاء، ويهدد أي خلل يحدث به حياه الإنسان.

وإذا كان وصول الدم للأعضاء عبر الشريان هو سبب الحياة للبشر، فإن وصول السلاح للحوثيين عبر المخا هو أحد أسباب وجودهم في المشهد اليمني إلى الآن.

وتوصف عملية تحرير المخا، بأنها قطع لأحد شرايين الحياة عن الحوثيين، وربما لهذا السبب لم تحظ عملية عسكرية للقوات اليمنية المدعومة من التحالف العربي باهتمام مثلما حظيت تلك العملية.

وأعلنت المقاومة الشعبية اليمنية، المدعومة من قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية، صباح الثلاثاء 7 فبراير 2017، تحرير المدينة من مليشيات الحوثي الانقلابية بعد قتل وأسر عدد كبير منهم وفرار آخرين، ليقطعوا بذلك شريانا مهما كان يستخدم سواحل البحر الأحمر غربي تعز وصولا إلى المخا لإمداد الانقلابيين بالسلاح والاحتياجات العسكرية.

ويحرم قطع هذا الشريان، الحوثيين من السلاح، كما قد يحرمهم مستقبلا من أي تواجد في الساحل الغربي.

وتقع المدينة على بعد نحو 94 كيلومترا من مدينة تعز، وهي حلقة وصل لمحافظة تعز بمحافظة الحديدة الساحلية، ومن ثم فإن استعادتها تعني السيطرة على المدن الأخرى القريبة بمحاذاة طريق الحديدة تعز.

ويقول مراقبون إن ذلك قد يفتح الباب واسعا أمام أي عملية عسكرية باتجاه ما تبقى من الساحل الغربي الممتد من المخازن إلى الحديدة وميناء ميدي.

كل هذه الفوائد لعملية تحرير مدينة المخا، لا يقل عنها أهمية تأمين مضيق الملاحة الدولي "باب المندب"؛ إذ تبعد المدينة عن المضيق بمسافة 60 كيلومترا، لذلك فإن تحريرها يعني قطع اليد الإيرانية التي تريد العبث بأمن الملاحة بمضيق باب المندب، عبر استخدام الحوثيين.

وتكمن أهمية المخا أيضا في مينائها الذي يحمل قيمة تاريخية، إضافة إلى أهميته الإستراتيجية.

ويربط الميناء بين أوروبا وشرق إفريقيا وجنوب آسيا والشرق الأوسط، إضافة إلى موقعه الجغرافي المتميز بالنسبة للمناطق الجنوبية والمناطق الوسطى وقربه من مضيق باب المندب ودول القرن الإفريقي والبحر العربي، وكل هذه المميزات جعلت منه ميناء مهما وإستراتيجيا.

وانطلاقا من كل ذلك، فإن تحرير المدينة يعد انتصار إستراتيجيا في الصراع اليمني وتحولا يعد الأبرز في تطورات الملف العسكري.