بالصور.. ميناء "المخا" من مصدّر البن اليمني للعالم إلى منفذ للتهريب
ميناء "المخا" التاريخي الذي صدّر"البن اليمني" للعالم خلال القرون الماضية حوله المخلوع علي عبد الله صالح والحوثيون إلى منفذ تهريب
كان واحدا من أشهر الموانئ اليمنية على الإطلاق، لكن ميناء "المخا" التاريخي الذي صدّر"البن اليمني"، إلى العالم خلال القرون الماضية، تحوّل خلال فترة حكم الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح، إلى منفذ تهريب.
ويقع الميناء، الذي استعاده الجيش اليمني المدعوم بقوات التحالف العربي خلال اليومين الماضيين، في مدينة المخا على البحر الأحمر، ويبعد 115 كيلومترا عن مدينة تعز، جنوب غربي اليمن.
وحسب مؤرخون، فقد شُيّد ميناء المخا في العام 1692، ليكون سببا في تخليد مسيرة البن اليمني في الأسواق العالمية، من خلال القهوة اليمنية ( mocha caffe).
واشتهرت مديرية "المخا" التي يقع فيها الميناء، بأنها كانت السوق الرئيسية لتصدير القهوة بين القرنين الخامس عشر والسابع عشر، وقد أخذت قهوة الموكا والموكاتشينو الاسم من هذا الميناء.
وبعد أن حوّله نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح إلى منفذ تهريب، حوّلته مليشيا الحوثي الانقلابية إلى ثكنة عسكرية منذ احتلال مدينة المخا قبل أكثر من عامين.
ويأمل سكان مدينة المخا، أن يتكلل تحرير مدينة وميناء المخا من قبل الجيش الوطني بإعادة المجد إلى مدينتهم وميناءها التاريخي، الذي أصيب بالشلل خلال العقود الماضية، وتحديدا منذ العام 1990.
وقال سكان من المخا لـ"بوابة العين الإخبارية"، إن نظام صالح ومن بعده الحوثيون لم يتعاملوا مع مدينتهم سوى كمنفذ لتهريب السلاح والمخدرات والمشروبات الروحية، وكانت أشبه بحامية عسكرية.
عبدالله محمد، وهو أحد السكان المحليين يقول لـ" العين" إنه "كانت سواحل المخا وذوباب مقسمة كمناطق جغرافية للمهربين، لا يحق لأحد المهربين الدخول إلى مناطق مهرب آخر.
ويضيف محمد "كانت منطقة "واحجة" منطقة مخصصة لتهريب الخمور، و"الزيادي" منطقة مخصصة لتهريب الألعاب النارية والسجائر، و"التحلية"منطقة مخصصة لتهريب المبيدات الزراعية السامة والمحظورة، بالإضافة إلى مناطق مخصصة يتم فيها إنزال الأسلحة لتجار نافذون موالون لصالح والحوثي لاحقا".
وتابع قائلا "خلال العامين الأخيرين، ومنذ سيطرة مليشيا الحوثي عليه، كان الميناء منطقة محظورة، ولم نكن نشاهد سوى دوريات حوثية وشاحنات تدخل وتخرج منه وزوارق حديثه تبحر صوب السواحل الافريقية ويبدو أنها تهرب الأسلحة".
وبسبب تحويل الميناء إلى ثكنة عسكرية وابتزاز التجار الذين كانت بضائعهم تصل بشكل رسمي إلى الميناء، عزف التجار عن ممارسة أنشطتهم عبر ميناء المخا، وقاموا بتحويل سفنهم نحو موانئ عدن، جنوبي البلاد".
ويقول مراقبون إن الحكومة الشرعية ستكون أمام تحد كبير في سبيل إعادة الاعتبار لميناء المخا وتأهليه ليصبح أحد الموانئ الرئيسية في البلاد، واستعادة عافيته.
ويشير المراقبون على أن سلطة المعسكرات وتهريب الخمور ورأس المال غير النظيف ضربت سمعة الميناء، مؤكدين أن الحكومة الشرعية ملزمة بتأهيله لاستقبال السفن الحديثة وتوسيع الرصيف، بالإضافة إلى تأهيل مدينة المخا بالخدمات الفندقية اللازمة.