ليبيا 2020.. 32 هجوما للمليشيات على المرافق الطبية بطرابلس
احتلت ليبيا المرتبة الرابعة في العالم من حيث عدد هجمات المليشيات المسحلة على المرافق الطبية، ما عمق الأزمة الصحية المتعثرة في البلاد.
وقال تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في ليبيا، اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، إن المليشيات المسلحة في العاصمة الليبية طرابلس وضعت مزيدًا من الضغوط على النظام الصحي المتعثر، بهجماتها المتعددة على المرافق الصحية.
32 هجوما
وأحصى التقرير 32 هجومًا تم الإبلاغ عنها في 2020، في أنحاء متفرقة من طرابلس، مشيرًا إلى أن نوفمبر/تشرين الثاني شهد وقوع عدد من أعمال العنف ضد المرافق الصحية والعاملين الصحيين.
وأشار التقرير إلى بعض تلك الأعمال والتي من بينها، الهجوم الذي شنته ميليشيات مسلحة على مستشفى بني وليد العام ومركز العزل في صبراتة، وإيقاف سيارة إسعاف عند نقطة تفتيش بالقرب من مصراتة ومنعها من الوصول إلى وجهتها.
انعدام الأمن
وأكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في ليبيا، أن الاعتداء المستمر من قبل الميلشيات المسلحة على المرافق الصحية والعاملين الصحيين فضلا عن المدنيين الآخرين في العاصمة الليبية طرابلس، يأتي بسبب استمرار انعدام الأمن وغياب سيادة القانون، وعدم احترام حقوق الإنسان.
وأوضح أن تلك الممارسات الإجرامية، فضلا عن نقص العاملين وانقطاع التيار الكهربائي ونقص معدات الحماية الشخصية، أدى إلى إغلاق مرافق الرعاية الصحية الأولية، ما أثر على مواصلة حصول المواطنين على الخدمات الصحية الأساسية.
اعتداءات مستمرة
وأشار التقرير الأممي إلى حادث اختطاف مليشيا مسلحة تابعة لحكومة فايز السراج في العاصمة طرابلس، في الأول من ديسمبر/كانون الأول، الدكتور الصديق بن دلة، أحد أشهر جراحي العظام في ليبيا، حينما كان عائدًا من عمله بمستشفى الخضراء العام جنوبي طرابلس.
وفي مايو/أيار الماضي، قالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، إن مكتب منسق الشؤون الإنسانية في ليبيا رصد وقوع 17 اعتداء على مرافق صحية في ليبيا منذ بداية العام الجاري 2020، لافتًا إلى أن هذه الاعتداءت ما زالت مستمرة
بيئة طاردة
حوادث الاعتداء على المرافق الصحية والأطقم الطبية، حذرت منها نقابة الأطباء، في بيان صدر عنها مؤخرًا، مؤكدة أنها ستؤثر بشكل سلبي على أداء المنظومة الطبية وستعرض حياة المرضى للخطر، وستسهم في خلق بيئة طاردة للعناصر الطبية ويشجع على هجرة الكفاءات الوطنية إلى الخارج.
غياب الردع
وأشارت نقابة الأطباء إلى أن غياب الردع والملاحقة الأمنية والقانونية وعدم جدية الإجراءات التي تتخذ ضد الجناة الذين دائما يفلتون من العقاب، يجعل من الاعتداء على الأطقم الطبية مسلسلا مكررا، ما يعرض حياة الطبيب للخطر.
وقالت نقابة الأطباء الليبية، إن المليشيات المسلحة تتجاوز سلطات القانون وتستغل هشاشة المنظومة الأمنية وتعتدي على الأطقم الطبية وهم يقدمون خدماتهم الطبية لمن يحتاجون الرعاية الصحية، في ظل صمت واضح حتى عن إصدار البيانات من قبل ما يعرف بالمجلس الرئاسي ووزير داخلية حكومة الوفاق.
اعتراف رسمي
واعترفت وزارة الصحة بحكومة السراج، في مايو/أيار الماضي، بأن استهداف الميليشيات المسلحة للأطقم الطبية في 2020 بات ممنهجا من قِبل المعتدين.
وأدانت وزارة الصحة استهداف المرافق الطبية، مؤكدة أنه يخالف كافة المواثيق والقوانين الدولية .