جرائم المليشيات تتواصل.. اعتداء على قاض أمام منزله بطرابلس

تتواصل انتهاكات المليشيات الخارجة عن سلطة الدولة في مناطق غرب ليبيا، وسط حالة من الانقسام السياسي وغياب سيادة القانون.
أدى ذلك إلى تفشي ظواهر خطيرة مثل الاعتداءات، والخطف، والاحتجاز القسري، والقتل، في ظل إفلات شبه تام من العقاب، حيث لم يسلم من هذه الانتهاكات حتى أولئك المفترض أنهم يتمتعون بحصانة قانونية، كرجال السلطة القضائية.
وفي أحدث هذه الجرائم، تعرّض القاضي علي الصغير الشريف، العامل بمحكمة قصر بن غشير الابتدائية، لاعتداء عنيف أمام منزله بمنطقة سوق الجمعة في العاصمة طرابلس، على يد عناصر تابعة لما يُعرف بجهاز "الشرطة القضائية"، وهو جهاز يُفترض به حماية القضاة والمحاكم والسجون.
ووفقًا لبيان صادر عن الجمعية القضائية الليبية، فإن القاضي الشريف تعرّض للضرب والسحل أمام أسرته، وأُهين بألفاظ نابية، قبل أن يتم اقتياده إلى جهة مجهولة ويُحتجز بشكل غير قانوني، في انتهاك صارخ لهيبة القضاء ومكانته.
وأدانت الجمعية هذا الاعتداء بأشد العبارات، مؤكدة أنه لا يمكن السكوت عن مثل هذه الأفعال التي تمثل تهديدًا خطيرًا لاستقلال القضاء.
وشددت على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لمحاسبة المتورطين، مطالبة بالإفراج الفوري عن القاضي، وفتح تحقيق شفاف يحدد الجناة ويقدّمهم للعدالة، مع اتخاذ إجراءات تأديبية بحقهم، بما في ذلك تعليق مهامهم لحين انتهاء التحقيقات.
كما دعت الجمعية إلى توفير حماية كافية وشاملة لكافة أعضاء السلطة القضائية، مؤكدة أن استمرار هذه الاعتداءات يهدد أمن وسلامة الجسم القضائي بأكمله، وينعكس سلبًا على ثقة المواطنين بمؤسسات الدولة.
فوضى أمنية وهيمنة المليشيات
وتأتي هذه الجريمة في سياق فوضى أمنية مستمرة تشهدها المناطق الغربية من ليبيا، حيث تحكم المليشيات المسلحة قبضتها على عدد من المؤسسات الرسمية منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011.
وأدى ذلك إلى تصاعد معدلات الجريمة المنظمة، والاغتيالات، والاختطاف، والاحتجاز غير القانوني، في ظل تزايد مظاهر الإفلات من العقاب، حيث بات السلاح وسيلة للسيطرة وفرض النفوذ، ووصل عدد قطع السلاح المنتشرة خارج سلطة الدولة إلى أكثر من 29 مليون قطعة.
ويحذّر مراقبون من خطورة هذا الانفلات، خصوصًا مع انخراط عناصر من هذه المليشيات في مؤسسات الدولة غرب ليبيا، ما يجعل تفكيكها واستعادة سلطة القانون تحديًا كبيرًا أمام مستقبل ليبيا.
aXA6IDMuMTM1LjIyOC4xNTAg جزيرة ام اند امز