إقصاء ومحاباة بـ"حوار تونس".. فضح "هيمنة" إخوان ليبيا
هددت هيمنة إخوان ليبيا على حضور الحوار السياسي المزمع عقده في تونس بعد أقل من أسبوعين، بفشل العملية السياسية، وعودة الصراع.
وحذر المجلس الأعلى للقبائل والمدن الليبية، من أن إجراءات الدعوة لعقد المؤتمر وسوء الإعداد والتخطيط له، ينذر بفشل جديد للعملية السياسية، ما يقود البلاد إلى مرحلة مظلمة جديدة.
وأعرب المجلس، الذي يضم عددًا من مشايخ وأعيان القبائل الليبي، في بيان، عن استهجانه لما وصفه بـ"أسلوب البعثة الأممية في الإقصاء والتهميش والمحاباة، وعدم الاهتمام الجدّي بالأطراف الليبية الفاعلة الحقيقية التي لها قواعد اجتماعية وسياسية بالبلاد خلال اختيار الأسماء المشاركة في الملتقى".
إرهابيون بالحوار
وقال البيان إنه "إذ يحيي أبناء القبائل والمدن الليبية الرافضون والمعارضون لسوء الإعداد والتخطيط للمؤتمر، فإنه يستغرب عدم الاستفادة من أخطاء الماضي وتصحيح مسار العملية السياسية والدخول في حوار حقيقي نزيه وفعّال، ويحد من معاناة الشعب الليبي".
واستنكر هيمنة التنظيمات الإرهابية والمتطرفة وحلفائها على قائمة المدعوين للحوار، في الوقت الذي تم فيه استبعاد الأطراف الوطنية الفاعلة والتكوينات الاجتماعية المؤثرة.
وأشار إلى "اختيار البعثة لأعضاء المؤتمر من بينهم عشرات المتطرفين، بل وبعض الإرهابيين المعروفين بممارستهم للإرهاب والدعوة إليه".
وشدد المجلس على أن ذلك يعد استخفافا بالتضحيات التي قدمها الشعب الليبي في مواجهة الإرهاب، وكذلك دعوة بعض الشخصيات التي تعيش في الخارج ولا قواعد لها بالداخل سواء سياسية أو اجتماعية.
وبالبيان نفسه، استهجن المجلس الآلية التي وضعتها البعثة لاتخاذ القرارات داخل المؤتمر، معتبرا أنها "صممت لصالح التنظيمات الإرهابية ومن يدور في فلكها" .
رفض
المجلس أعلن أيضا رفضه لانعقاد مؤتمر تونس بالكيفية والأشخاص الذين دعتهم البعثة الأممية، وعدم شرعية انعقاد المؤتمر، وعدم القبول بمخرجاته.
وأشار إلى أن الحوار لم ينص على استبعاد الشخصيات السياسية المتواجدة بالمشهد الحالي وإعادة تدويرها والتي كانت السبب في زيادة معاناة الشعب لتصارعها على المناصب والمكاسب واحتكارها للسلطة.
وجدد المجلس الدعوة للحوار السياسي تحت الرعاية المخلصة والنزيهة والمحايدة، داعيا القِوى الخيّرة في العالم، وفي مقدمتهم الاتحاد الأفريقي والدول الشقيقة والصديقة، خاصة دول الجوار تونس ومصر والجزائر، لمساندة الشعب الليبي في أزمته القاسية وتفهم موقفه.
كما دعا الشعب الليبي للوقوف صفاً واحداً لمواجهة العبث بمصيره برفض المخططات الرامية إلى المساس بإرادته والنيل من سيادة بلاده.
مخاوف
وقبل أيام، وقّع الفرقاء الليبيون اتفاقاً على وقف دائم لإطلاق النار "بمفعول فوري"، بعد محادثات استمرت 5 أيام في جنيف نظّمتها الأمم المتحدة التي رحبت بـ"التحوّل" نحو السلام في بلد تنهشه أعمال العنف.
وحظي الاتفاق بترحيب عربي ودولي، حيث وصف بأنه "خطوة هامة لحل الأزمة وتحقيق التسوية السياسية".
وترعى الأمم المتحدة، من 9 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل إلى 11 من الشهر نفسه، اجتماعات الحوار السياسي الليبي، في تونس.
وطرحت البعثة أسماء المشاركين في قائمة ضمت 45 شخصية محسوبة على تنظيم الإخوان الإرهابي والموالين له، من أصل 74 شخصية مدعوة للحوار.
ولاقت القائمة المطروحة معارضة شديدة في الأوساط الليبية التي حذرت من أن اللقاء يأتي لصالح تنظيم الإخوان الإرهابي المرفوض في البلاد، خاصة أن البعثة أعطت للجنة الحوار صلاحيات عالية تتخطى كونه لقاء تشاوريا.