لقاءات باتيلي بالفاعلين الليبيين.. هل تصلح مسار الحوار الخماسي؟
على طاولة الحوار التي انفض من حولها الفرقاء السياسيون في ليبيا، يسارع المبعوث الأممي الخطى، لإقناع الأجسام السياسية بالالتئام في «اجتماع خماسي»، تعثرت سبل عقده.
اجتماع دعا إليه المبعوث الأممي عبدالله باتيلي قبل أكثر من شهرين بهدف إنهاء الانقسام السياسي الذي تعيشه ليبيا، إلا أنه لم يشق طريقه إلى النور -حتى اللحظة- رغم تأييد بعض الأطراف المحلية -والمؤثرة في آن- لعقده.
ومع تعثر عقده، كثف المبعوث الأممي من خطواته ومشاوراته المحلية، والتي كان آخرها، ذلك اللقاء الذي جمعه بالقائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر، والذي ناقش فيه الجانبان التطورات السياسية وضرورة تهيئة الظروف المناسبة لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المتزامنة، بحسب بيان صدر عن الجيش الليبي.
فهل ستنجح مساعي باتيلي؟
يقول رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة درنة، يوسف الفارسي، في حديث لـ«العين الإخبارية»، إن لقاء المبعوث الأممي، بحفتر، جاء لإطلاعه على جهوده الهادفة لعقد الاجتماع الخماسي، والحصول على دعمه -كذلك- في دفع تلك الخطوة قدما، وخاصة بعد نجاح الجيش في فرض الأمن في الشرق والجنوب.
وأوضح رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة درنة، أن باتيلي التقى -كذلك- في وقت سابق، رئيس المجلس الأعلى للدولة محمد تكالة ورئيس حكومة الوحدة الوطنية (منتهية الولاية) عبدالحميد الدبيبة، ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، محاولا إشراك الجميع في الحوار، لضمان الخروج بنتائج مُرحب بها وملزمة، تقود إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية.
وبحسب الفارسي، فإن المبعوث الأممي يعمل على عدة مستويات، حتى لا يفشل الحوار الخماسي، مؤكدًا أنه يسير في خط مواز، بإجراء حوار آخر مع الأحزاب السياسية والمجتمع المدني.
وكان المبعوث الأممي التقى قبل يومين، أكثر من 20 ممثلاً عن الجهات الأمنية والعسكرية في الغرب الليبي، متعهدًا بإشراك جميع الأطراف الليبية المعنية، بما في ذلك مختلف الجهات الأمنية والعسكرية الفاعلة في جميع أنحاء ليبيا، لضمان دعم التوصل إلى حل سلمي شامل للانسداد السياسي الراهن وإحياء العملية الانتخابية، بحسب بيان للبعثة الأممية.
متى يُعقد الحوار؟
وحول توقيت الاجتماع الخماسي، قال الفارسي، إنه من المقرر عقده قريبًا، خاصة بعد أن ساندته قيادات قبائل مدينة مصراتة (غربي ليبيا ومعقل عبدالحميد الدبيبة) ومناداتها بتشكيل حكومة موحدة في البلاد، متوقعا نجاح ذلك الاجتماع، في إخراج البلد الأفريقي، من حالة الانسداد السياسي، والمضي قدما نحو الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
وأشار إلى أن هناك محاولات مغربية للضغط على رئيسي مجلس النواب عقيلة صالح والأعلى للدولة محمد تكالة، من أجل عقد اجتماع في مراكش الشهر المقبل، للتفاهم حول نقاط الخلافات القائمة بين الطرفين.
محاولات، قال عنها عضو مجلس النواب، صالح افحيمة، إن نتائجها لن تظهر قريبا، وخاصة وأن الرجلين باتا اليوم على طرفي نقيض كما لم يكونا من قبل لعدة أسباب؛ أبرزها «قضية الولاء والبراء من حكومة الوحدة منتهية الولاية ورئيسها عبد الحميد الدبيبة».
هل سينجح الحوار؟
ورغم أن البرلماني الليبي أشاد بجهود باتيلي، وزياراته للفاعلين المحليين بغرض إقناعهم بمبادرته، إلا أنه طالب البعثة الأممية بالتخلي عن فكرة مشاركة غير الفاعلين وأصحاب القرار من أجل توفير الوقت والجهد عليها وعلى الليبيين، في إشارة إلى مطالب تنحية حكومة الدبيبة جانبًا عن المشاركة في الحوار.
وتوقع البرلماني الليبي في حديث لـ«العين الإخبارية»، ألا يتمخض الحوار عن نتائج، وخاصة وأن المبعوث الأممي سار على نهج أسلافه، بتوسيع دائرة المشاركة في حل الأزمة، مما سيؤدي إلى «إعاقة نجاح هذه المبادرة كما فشلت سابقاتها».
بدوره، قال الباحث في الشأن السياسي الليبي، إدريس احميد، إن الحل الآن في يد الشارع، مطالبًا الليبيين بالضغط على القابعين في السلطة للانخراط في الحوار. وشدد على ضرورة الإسراع في جمع الأطراف على طاولة الحوار.
aXA6IDMuMTIuMTUyLjEwMiA= جزيرة ام اند امز