الاشتباكات تدمي طرابلس.. حلم "الجيش الموحد" يرسم الخلاص
اشتباكات متجددة في العاصمة الليبية تفتح جروحا قديمة وتعيد التذكير بأسس أزمة البلاد المستمرة منذ سنوات.
إذ أكدت الأحداث الدامية التي شهدتها العاصمة الليبية طرابلس، أمس، الحاجة الملحة لدعم توحيد المؤسسة العسكرية الليبية، لتكون صمام أمان البلاد في وجه المليشيات المسلحة العابثة بالأمن.
وتفصيلا، وقعت مساء الأحد، حرب مسلحة بين مليشيات جهاز الردع والكتيبة "444 قتال" في مناطق رأس حسن والجرابة وسيدي المصري وبن عاشور، وجميعها مناطق سكنية مدنية في طرابلس.
تلك الاشتباكات وفق شهود عيان تحدثوا لـ"العين الإخبارية"، تسببت في حرائق ببعض المباني وإصابات بين المدنيين، فيما أعلنت جامعة المدينة إيقاف الدراسة اليوم، أيضا.
وبسبب هذه الأحداث أعلن جهاز الإسعاف والطوارئ (حكومي) عن تضرر إحدى سياراته وإصابة مواطن جراء الاشتباكات، قائلا في بيان رسمي اليوم الإثنين إن "السيارة (نداء 77) التابعة لمكتب إسعاف عين زارة تعرضت لعيار ناري أدى إلى خروجها مؤقتا من الخدمة، كما جرى إطلاق النار على سيارة أحد العاملين بالجهاز محمد المزوغي".
وبحسب البيان ذاته، فقد أُصيب أحد المواطنين بشظايا جراء إطلاق النار على منزله في عين زارة أيضا، وتوجه أفراد الجهاز لإسعافه بعد استغاثة أسرته التي نجحت في نقله إلى مصحة الاستقلال قبل وصول الإسعاف".
عودة الحياة
وبعد كل ذلك، أعلنت مديرية أمن طرابلس صباح اليوم عودة الحركة المرورية لطبيعتها في طرق العاصمة خصوصا بمناطق عين زارة والجامعة وشارع جرابة وصلاح الدين ورأس حسن، مؤكدة في بيان مقتضب أن "الوضع الأمني مستقر وجميع الطرق مفتوحة".
وتعليقا على ذلك، قال وزير الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية الليبية منتهية الولاية، عماد الطرابلسي، إن "الاشتباكات التي دارت بين أجهزة رسمية توقفت"، موجها الشكر لقوات الأمن على دورها في وقف إطلاق النار.
وأضاف في حديث مصور خلال تفقده تمركزات أمنية، "لا نريد استخدام القوة ولكننا قادرون على ذلك.. الخلاف بين أجهزة رسمية واعتمدنا أسلوب الحوار والنقاش ووصلنا إلى نتيجة ممتازة وتوقفت المواجهات.. لا خسائر كبيرة في الممتلكات العامة والخاصة وهناك إصابات خفيفة بين المدنيين وأحد رجال الشرطة".
وتابع: "نتأسف على ما حدث في العاصمة طرابلس، ولكن هذا يحدث في ظل انتشار السلاح خلال السنوات العشر الأخيرة"، معتبرا أن فرض الأمن بعد غياب الدولة طوال تلك الفترة ليس بالأمر السهل".
ومضى قائلا "لدينا مشروع لتنظيم وإعادة هيكلة بعض الأجهزة وحل الاختصاصات المتداخلة ".
"ليس كافيا"
لكن ما ذكره المسؤول في حكومة طرابلس، "لم يكن كافيا" وفق الناشط السياسي الليبي حمد بوزيد الذي أكد أن "ما تفضل به وزير الداخلية يعد تبريرا لأفعال المليشيات".
وقال بوزيد لـ"العين الإخبارية" إنه "كيف يستقيم الأمر وعماد الطرابلسي وزير الداخلية هو نفسه أحد أمراء المليشيات السابقين"، موضحا أن "ما جرى في طرابلس من صراع بين المليشيات يعد مشهدا متكررا كل أسبوع مع تفاوت حدة تلك الاشتباكات وخطورتها ورقعة انتشارها".
وأضاف أن "ما جرى الليلة الماضية يؤكد الحاجة إلى دعم جهود توحيد المؤسسة العسكرية الجارية حاليا".
وعن ذلك، قال "الجيش الليبي هو الوحيد القادر على إنهاء هذا العبث.. إن توحد العسكريين شرقا وغربا وجنوبا فلن يكون للمليشيات أي قدرة على المواجهة".
وتشرف البعثة الأممية لدى ليبيا على مباحثات أمنية تهدف لتوحيد المؤسسة العسكرية وذلك من خلال اجتماعات العسكريين الليبيين المنخرطين في اللجنة العسكرية الليبية المشتركة (5+5 ) المشكلة من خمسة عسكريين يمثلون الجيش الليبي في شرق البلاد ونظائرهم في المؤسسة العسكرية في غربها.